في حي الزهور ومن على منزل يعود لأحد الأهالي لا يعرف أين سكانه، تتدلى لافتة كبيرة من سور السطح تحمل صورة للقيادي في الحشد الشعبي ورئيس منظمة بدر هادي العامري، وفي مكان آخر تتدلى صورة لرئيس المجلس الإسلامي العراقي عمار الحكيم.
بدأ في الأيام الأخيرة انتشار عناصر الحشد الشعبي، ولفصائل محددة معروفة سابقًا أنها كانت مليشيات ناشطة في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية من العراق.
وبينما تأخذ قوات مكافحة الإرهاب والرد السريع ومعها الجيش قسطًا من الراحة بعد إكمال الساحل الأيسر من الموصل، تبدأ فصائل مسلحة من الحشد الشعبي بالانتشار في شوارع هذا الساحل وفتح مكاتب لها في أحياء الموصل، بشكل هادئ وغير معلن على الأقل لوسائل الإعلام.
رايات شيعية
يؤكد أهالي الموصل أنهم يشاهدون رايات تتبع لفصائل شيعية مسلحة معلقة فوق مبانٍ أو سيارات، ومثلها على شكل باجات تحمل على أكتاف وصدور المسلحين الذين انتشروا في شوارع المدينة في اليومين الأخيرين، بل إن باج الحشد الشعبي مثبت بشكل واضح على العجلات التي تتجول في شوارع الموصل.
تعليق صور وشعارات ليست شيعية في مدينة سنية فحسب، بل صور لزعماء فصائل مسلحة وسياسيين شيعة مثلما حصل في حي الزهور
والأنكى من ذلك تعليق صور وشعارات ليست شيعية في مدينة سنية فحسب، بل صور لزعماء فصائل مسلحة وسياسيين شيعة مثلما حصل في حي الزهور، وأغلق الشارع بالعجلات رباعية المضللة، وانتشر مسلحون يحملون على أكتافهم باجات تحمل عبارات مثل “يا لثارات الحسين” و”لبيك يا حسين”، فما علاقة سياسي ليس له الحق بالترشح عن محافظة نينوى بعمل بروبغاندا دعائية سياسية له فيها؟ كما بدأت حملة لتعليق لافتات تحمل أسماء وصور لعناصر وقياديين في الحشد الشعبي، قتلوا في معارك سابقة.
من داعش إلى الحشد
يوم أمس انتشر مقطع فيديو على الإنترنت لمجموعة من مسلحي الحشد الشعبي من أمام جامع نينوى الكبير في الحي الزراعي شرقي الموصل، وهم يرددون هتافات طائفية، بل إن هذه الهتافات ابتدعها تنظيم الدولة الإسلامية مثل “دولة الإسلام .. باقية” فاستبدلها بـ”دولة الإمام.. باقية”.
هذا الجامع قيد البناء وهو أضخم جامع في الموصل وتابع للوقف السني، هذا المقطع أثار حفيظة السكان، ليس لأن الشعارات تتبع الطائفة الشيعية، بل لأن أحد أسباب مناهضة أهالي الموصل لتنظيم داعش هي الشعارات والعبارات الدخيلة على ثقافتهم، بعض الأهالي يشكون من بعض العبارات التي يسمعونها من عناصر الحشد الشعبي الذين يمنون عليهم بتحرير مناطقهم.
حرس نينوى
ثلاث ساعات كانت الفترة التي بقي فيها عناصر قوات حرس نينوى في شوارع الموصل قبل أن يصدر قرارًا من قيادة العمليات المشتركة بسحب يدهم من مسك الملف الأمني داخل الموصل واعتقال قائدهم محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي.
وفورًا تم نشر عناصر فصائل شيعية تابعة للحشد الشعبي في شوارع الموصل، مسلحون يرتدون الزي العسكري ويحملون باجات الحشد الشعبي والفصائل التي ينتمون لها، وبعضهم غير حليق الذقن وهذا مسموح فقط داخل الفصائل المسلحة.
هذا السيناريو متوقع، بعد تحرير الموصل أن تكون مكانًا لوجود فصائل شيعية مسلحة مرتبطة بإيران، وأن تكون هناك مكاتب لم تبدأ عملها الآن، إلا أن التكهن بما ستقوم به مستقبلاً واضح وحذر الكثير منه.
بعض أهالي الموصل يؤكدون أنهم تعرضوا للمضايقة على يد عناصر الحشد المنتشرين في الشوارع إما نبزًا بالكلمات أو إيذاءً، وأكدوا أن بعض هؤلاء العناصر يقولون “نحن مليشيات”
قد لا يطول شهر العسل كثيرًا في الموصل بين الأهالي والقوات الأمنية، فتبدأ مشاكل جديدة أكثر تعقيدًا من قبل حزيران 2014 عندما كانت القوات الأمنية تستفز الأهالي بسلوكياتها الأمنية المفرطة وتكون سلوكيات طائفية ومن يعترض يتهم بالداعشية ويعتقل، ربما أمريكا لم تكمل مهمتها في تسليم العراق لإيران فأبت هذه المرة إلا أن تسلم المحافظات السنية للمليشيات التي تعمل برعاية إيرانية.