شهد اليمن أمس السبت احتفالا كبيرا بمناسبة اختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، الذي كُلل بتوقيع كل المشاركين فيه على وثيقة حوار تتضمن خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية لليمن .
الذي استمر مدة عشر أشهر.
وأقيم حفل اختتام مؤتمر الحوار بالقصر الجمهوري اليمني بالعاصمة صنعاء وسط حضور إقليمي ودولي وفي ظل إجراءات أمنية مشددة.
وبدء الحفل بكلمة ألقاها رئيس الجمهورية عبده ربه منصور هادي أكد فيها بأنه لن يقبل أن تظل وثيقة “مؤتمر الحوار الوطني الشامل” مجرد حبر على ورق، بل سيتم العمل على تنفيذها بصورة دقيقة وحرفية، وبشكل متدرج خلال الفترة القادمة بعد أن تأخذ بُعدها الدستوري، وتحظى بموافقة الشعب عليها عند الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد.
على الصعيد الشعبي شهدت المحافظات والمدن اليمنية احتفالات وفعاليات عدة بمناسبة اختتام مؤتمر الحوار ، ولاقى الاختتام ردود أفعال مرحبة بالمخرجات وأنها جاءت تلبي تطلعات الشعب اليمني ويجب العمل والتعاون من اجل تنفيذ وتطبيق هذه المخرجات .
هذا ولقي حفل الاختتام أصداء واسعة في وسائل الإعلام العربية والأجنبية ، وأبرز ما تناولته بأن الحفل جاء اختتام لحدث هام وفريد وتجربة نوعية تميز بها اليمنيون للخروج باليمن إلى بر الأمان ورسم ملامح الدولة المدنية الحديثة ، وان الحوار الوطني يعتبر أهم محطات التحول السياسي في اليمن .
هذا وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نجاح مؤتمر الحوار واختتامه ومدى أهمية المخرجات التي خرج بها الحوار وان نجاحه لن يكون إلا بتنفيذ تلك المخرجات على ارض الواقع ،داعيين إلى تفعيل الرقابة الشعبية والمجتمعية لمتابعة تنفيذ المخرجات وسيرها بالاتجاه السليم ، مشيرين إلى أن المخرجات لن تنفذ إلا مشاركة مجتمعية حقيقية وتعاون الجميع.
كما اعتبر ناشطون بأن الاختتام لمؤتمر الحوار هو نصر لليمنيين والذي انطلق منذ عشرة أشهر ، وكونه وصل إلى هذه المرحلة يعد انجازا تاريخيا رغم المعوقات والعراقيل التي رافقته .
وعلى ذات الصعيد أثار غياب رئيس مجلس الوزراء رئيس حكومة الوفاق الوطني المكونة ” بين المؤتمر الشعبي العام حزب النظام السابق ، وتكتل اللقاء المشترك ” الكثير من التساؤلات المثيرة للجدل في الوسطيين السياسي والإعلامي في اليمن ، وتعجب الكثير عن عدم مشاركة الرجل الثاني بالدولة عن المشاركة في اختتام أهم حدث مر فيه اليمن حسب قولهم .
وقال البعض بأنه تم قبول استقالته من الرئيس هادي على غرار بعض الشائعات التي شاعت قبل أيام بأنه قدم استقالته دون تأكيد رسمي لذلك ، في حين يرى آخرون بأنه لم يبارك مؤتمر الحوار الوطني منذ انطلاقته ولم يشارك فيه وهذا ما يؤكده موقع نون بوست .
و كان رئيس حكومة الوفاق الوطني قد قاطع مؤتمر الحوار الوطني منذ انطلاقه في الثامن عشر آذار “مارس” من العام الماضي معترضا على العديد من السياسيات والإجراءات والمضامين التي قد تم تضمينها كمفردات للحوار الوطني المقدمة من قبل اللجنة الفنية للتحضير للحوار حسب تصريحه حينها حول الانسحاب من مؤتمر الحوار وعدم المشاركة فيه .
وأنطلق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في مارس من العام الماضي ، وفقا لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية والتي بدورها جأت نتيجة نشوب ثورة 11 فبراير الشبابية الشعبية والتي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح .وشارك في الحوار ممثلين عن مختلف المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية و خاضوا خلال جلساته نقاشات مستفيضة بشأن القضايا الوطنية المختلفة وتوصلوا إلى صيغ متوافق عليها لحل تلك القضايا.