ترجمة حفصة جودة
يقوم تنظيم الدولة “داعش” بدفع رسوم للمهربين من أجل تجنيد أطفال اللاجئين، في محاولة بائسة منها لجذب مجندين جدد. ووفقًا لتقرير صادر عن مركز أبحاث كويليام لمكافحة التطرف، يسلط الضوء على احتمالية تعرض القاصرين من اللاجئين والذين لا يصحابهم أحد؛ إلى التطرف، فإن ما يقرب من 88.300 من الأطفال –الذين قالت شرطة الاتحاد الأوروبي يوروبول أنهم فُقدوا- عرضة لخطر التطرف.
وإشارةً إلى الفشل في النهج الأوروبي خاصة المملكة المتحدة؛ تجاه حماية أطفال اللاجئين الذين يسافرون وحدهم، حذر التقرير –المنشور يوم الإثنين- من أن الجماعات الجهادية مثل داعش وبوكو حرام تقوم بمحاولات تجنيد داخل مخيمات اللاجئين باستخدام حوافز مالية أو بالعمل مع مهربي البشر.
تستهدف الجماعات المتطرفة طالبي الجوء من الشباب لأنهم أكثر تأثرًا بالتلقين ومن السهل توجيههم للقتال
مركز كويليام قال أيضًا إن “داعش” قدمت ما يقرب من 2000 دولار لتجنيد اللاجئين في مخيمات الأردن ولبنان في العام الماضي، وكانت القوات الخاصة الأردنية قد وجدت ما وصفته بخليه نائمة لداعش في مخيم لاجئين بمدينة إربد شمال الأردن، وأشارت تقارير أخرى إلى أن “داعش” حاولت تجنيد اللاجئين عن طريق توفير مواد غذائية تم منعها عن سكان المخيم.
تقول نيكيتا مالك، أحد كبار الباحثين بمركز كويليام: “تستهدف الجماعات المتطرفة طالبي الجوء من الشباب لأنهم أكثر تأثرًا بالتلقين ومن السهل توجيههم للقتال، وبالنسبة للفتيات فيمكنهم خلق جيل جديد من المجندين، يعرض هذا التقرير المتطلبات الوطنية والدولية للحد من مخاطر الإتجار بالأطفال والتطرف والعبودية الحديثة”.
حددت مالك أيضًا كيف يتم استهداف اللاجئين في الحملات الدعائية للجماعات الجهادية، فمن شهر يونيو العام الماضي وحتى الشهر الماضي، وجدت مالك 263 حالة من تلك الجماعات وهم يحاولون إقناع اللاجئين لإعلان الجهاد على “غير المؤمنين”، أو الانضمام للمتطرفين واعتناق الإسلام.
شباب اللاجئين أكثر عرضة للتطرف في حالة فصلهم عن والديهم، ممن يبقون في بلدهم الأصلي أو في البلد المضيف
من خلال دراسة المواد المنشورة على الإنترنت لداعش وطالبان والقاعدة وجماعة الشباب في الصومال وبوكو حرام في نيجيريا، وجد الباحثون أن هذه الجماعات ذكرت اللاجئين بشكل يومي منذ 13 يونيو 2016 وحتى 8 يناير 2017، تحت شعارها الأبرز – حوالي 53% من المواد- المتعلق بدعوات من المقاتلين والمؤمنين لحث اللاجئين على إعلان الجهاد، أما بقية المواد –حوالي 32%- متعلقة بما يُسمى “الشكاوى السلبية” وهي تتحدث عن العواقب المروعة إذا حاولوا مغادرة الجماعة.
يقول التقرير أيضًا أن شباب اللاجئين أكثر عرضة للتطرف في حالة فصلهم عن والديهم، ممن يبقون في بلدهم الأصلي أو في البلد المضيف، مما لا شك فيه أن الجماعات المتطرفة تستهدف شباب اللاجئين لتجنيدهم، كما أن الشباب قد يصبحوا متطرفين بشكل ذاتي من خلال مطالعة المحتوى المتطرف على شبكة الإنترنت.
حدد الباحثون بعض المناطق الأكثر خطرًا حيث يصبح شباب اللاجئين أكثر عرضة للتجنيد بواسطة الجماعات المتطرفة، أحد أخطر هذه الأماكن هو ساحل شمال إفريقيا، حيث قال مركز كويليام أن مقاتلوا “داعش” يقدمون 800 يورو لكل شخص ينضم إليهم، أحد هذه الأماكن أيضًا هي مدينة القطرون جنوب ليبيا، حيث أشارت التقارير إلى وجود حوالي 4000 إلى 6000 من مقاتلي داعش في تلك المنطقة، وقد تنازلت داعش عن 450 يورو من رسوم المهربين والسماح للاجئين بالسفر إلى الشمال في حال انضمامهم لصفوف داعش.
ما ليس معروفًا هو عدد اللاجئين الذبن انضموا إلى داعش بتلك الطريقة، بالرغم من أن معرفة هذه الأرقام قد تؤدي إلى تضخيم مشاعر كراهية الأجانب ومعاداة اللاجئين في أوروبا؛ كما يقول مركز كويليام، لكن اللاجئون الشباب أيضًا في رحلة لجؤهم إلى البلد الأوروبي –مثل المملكة المتحدة- يواجهون بعض العوامل التي تؤدي إلى تطرفهم.
حوالي 3000 من المعتقلين في مراكز الهجرة حاولوا الانتحار خلال عام 2015 ومن بينهم 11 طفلًا
تقول مالك: “إذا لم يتم التصدي لنقاط الضعف التي يتعرض لها شباب اللاجئين عن وصولهم إلى بلد اللجوء من خلال منهجية طويلة المدى تقوم على الاندماج والديموقراطية وتحديد الأولوية لرفاهية الشباب وصحتهم النفسية، فإن خطر التطرف سوف يمتد لأجيال قادمة”.
من بين أوجه القصور التي تم تحديدها في المملكة المتحدة والتي تؤدي إلى تطرف الشباب؛ سياسة الاعتقال، فقد تم انتقاد تلك السياسة لعدم وجود مهلة قانونية بشأن المدة التي يمكن احتجاز الأفراد خلالها بموجب سلطات الهجرة، فهي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي لا تضع حدًا أقصى لتلك المدة، وقال مركز كويليام أن حوالي 3000 من المعتقلين في مراكز الهجرة قد حاولوا الانتحار خلال عام 2015 ومن بينهم 11 طفلًا.
وبالرغم من المبادىء التوجيهية التي أقرتها وزارة الداخلية البريطانية والتي تقول بأن على مراكز الهجرة أن تتوقف عن احتجاز الأطفال، إلا أن 358 طفل تم احتجازهم من عام 2010 وحتى 2015، لذا قدم التقرير -171 صفحة- دعوة لإنشاء إطار عمل للحماية ضد التطرف ويكون إلزاميا لمنظمات مثل وزارة الداخلية ووكالة الجريمة الوطنية.
المصدر: الغارديان