رفع الأخضر الإبراهيمي، مبعوث السلام الأممي إلى سوريا، جلسة المحادثات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف اليوم الأحد والتي نوقشت فيها عدة قضايا إنسانية من بينها مطالب المعارضة بأن تفرج دمشق عن النساء والأطفال المحتجزين والسماح بدخول قافلة مساعدات إلى حمص القديمة، الأمر الذي قال عنه مسؤول أمريكية بأنه النظام رفض ذلك.
المعارضة السورية فضلاً على طلب السماح بقافلة مساعدات لحمص القديمة والذي تم رفضه، كانت قد أعلنت أنها أعدت قائمة بـ 2300 معتقل من النساء والأطفال لدى النظام السوري كبوادر حسن نية قبل من النظام، الأمر الذي يبدو أنه لن يتم.
متحدثة باسم الأمم المتحدة قالت أن الجانبين التقيا لليوم الثاني في مقر الأمم المتحدة في جنيف في حضور الإبراهيمي الذي يحاول التوسط للوصول إلى اتفاق سلام لانهاء الصراع السوري المندلع منذ نحو ثلاث سنوات.
الإبراهيمي قال صباح اليوم أن المحادثات التي جرت أمس السبت وتستمر اليوم تركز على ما وصفها بخطوات بناء الثقة بهدف تهيئة أجواء إيجابية قبل إجراء المزيد من المحادثات السياسية الصعبة يوم الإثنين،
وكان وفدا النظام السوري والمعارضة قد اجتمعا مباشرة لأول مرة أمس حيث جلسا وجهاً إلى وجه على طاولة تفاوض في مقر الأمم المتحدة في جنيف لمدة 3 ساعات بحضور مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي وصف الاجتماع على أنه بداية طيبة، في الوقت الذي ركز فيه الجانبان على احتمال التوصل إلى اتفاق انساني بهدف بناء الثقة في عملية التفاوض بعد ان بدا انه لا يمكن التغلب في الوقت الراهن على الخلافات السياسية.
الإبراهيمي الذي قال أنه يأمل أن توافق السلطات في سوريا اليوم الأحد على إيصال قافلة إغاثية إلى وسط محافظة حمص الخاضع إلى سيطرة النظام والمحاصر من قبل قوات النظام، وأضاف في مؤتمر صحفي مساء البارحة “لم نحقق الكثير لكننا سنواصل”.
الوفدان الذي دخلا وغادرا من بابين مختلفين خلال جلستي الصباح وبعد الظهيرة وفقاً لاجراءات المنظمين تفادياً لحدوث اي مواجهات محتملة بين الجانبين، قال الإبراهيمي أنهما وجها ملاحظتهما إليه بشكل مباشر، وأضاف:”هذا ما يحدث في المناقشات المتحضرة انت تتحدث إلى الرئيس أو رئيس المجلس أو رئيس الجلسة”.
القبول بمقررات جنيف 1 كشرط أساسي للمفاوضات قال أعضاء وفد النظام السوري أنهم يوافقون عليه بشكل عام، لكنهم أكدوا من جديد معارضتهم لتشكيل هيئة انتقالية قائلين إنها غير ملائمة وغير ضرورية، وقال وزيرالإعلام السوري عمران الزعبي أن الحكومة لديها تحفظات كاملة شديدة على هذه الفكرة مشبها إياها بالحكومة الانتقالية التي شكلتها القوات الأمريكية في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003، الأمر الذي شدد عليه الإبراهيمي بضرورة أن يركز الجانبان في نهاية المطاف على تطبيق اعلان جنيف1 الذي يدعو إلى تشكيل هيئة حاكمة انتقالية في سوريا.
أما من ناحية المعارضة السورية فقد قال أنس العبدة من وفد المعارضة إن الإبراهيمي أبلغ الجانبين أن هذا مؤتمر سياسي ويعتمد على مؤتمر جنيف1 في إشارة إلى إعلان جنيف الذي أعلنته القوى العالمية في نفس المدينة السويسرية حيث جرت محادثات يوم السبت، معبراً عن إصرار المعارضة على قبول وفد الحكومة مبدأ تشكيل هيئة حكم انتقالية قائلة إنه لا بد من إنهاء حكم الأسد.