في حادثة غير مسبوقة، استعانت الشرطة في العاصمة الإيطالية روما بقوة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت لمساعدتها للتصدي للمشكلة المزمنة الكامنة في “ابداع” الإيطاليين في تركهم سياراتهم ودراجاتهم النارية متوقفة في الحارات المرورية او الارصفة او ببساطة في وسط الطريق.
وتأتي هذه الطريقة المبتكرة بعد سنوات من معاناة الشرطة في المدينة من هذه الظاهرة دون حلول مجدية، اذا أصبح بامكان أي مواطن يشاهد سيارة أو دراجة متوقفة بشكل غير قانوني الاخطار عنها عبر حساب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر خصصته الشرطة لهذه الأسباب، لتقوم الشرطة بعد ذلك لتوضح متى ستقوم باللازم والذي يكون عادة خلال ساعات.
وكان قائد شرطة العاصمة الجديد رافائيل كليمنتي قد أعلن عن هذه الخدمة الجديدة على حسابه في تويتر قائلا: “شرطة المرور سلّحت نفسها بحساب تويتر، ثم نشر رابطاً قال عنه : والآن تأتي أول مخالفة عبر مواقع التواصل الإجتماعي”.
I vigili si armano di twitter. Arrivano le prime multe "social": http://t.co/wUVsNW0Lue
— Raffaele Clemente (@raffaeleclement) December 29, 2013
وأضاف رافائيل أن هذه المبادرة تهدف الى خلق تغيير في الثقافة، معبراً على أن “المشاركة عبر الشبكات الاجتماعية على سبيل المثال مطلوبة لمكافحة انماط معينة من عدم الالتزام بالقانون وخرقه والجريمة ايضا”.
ويعتبر الإزدحام المروري مشكلة خطيرة في العاصمة الإيطالية روما الأمر الذي اضطر السلطات للحد من دخول السيارات عندما يصل التلوث الناجم عن عوادم السيارات الى مستويات يحتمل ان تكون خطيرة، في الوقت الذي يستخدم أكثر من نصف سكان روما وسائل نقل خاصة، كما ان روما احدى اكثر مدن العالم تكدسا بالسيارات بالمقارنة مع عدد السكان حيث توجد نحو 70 سيارة لكل 100 ساكن، يضاف ذلك الى ثقافة خرق القانون والشوارع الضيقة والفوضى التي يمكن تلي ذلك .
ومن المشاكل الشائعة في روما هي توقف السيارات في صف ثان بجوار سيارات متوقفة بالفعل على جانبي الطريق مما لا يترك سوى فجوة ضيق لمرور السيارات في الشارع
وتفاعل السكان مع الخدمة الجديدة، اذ كتب أحدهم الأسبوع الماضي: “في كولا دي رينزو الهمجية تسود الشارع .. تدخلوا”، لتتدخل الشرطة بعد 7 ساعات وتحرر 25 مخالفة منفصلة، و أرسل أحد المستخدمين الآخرين صورة للشرطة توزع الغرامات تحت المطر، وكتب اخر “شكراً لكم استمروا على هذا النحو”.
وكان البعض قد شكك في صلاحية هذه الخدمة أو جدية الشرطة في التعامل مع التغريدات المرسلة، إلا أن هذه التعليقات قد تراجعت مع بدء الشرطة فعلياً بالتوجه إلى الأماكن المشار إليها وتحرير الغرامات بحق المخالفين