كيف ساعد “فيسبوك” على تجاوز العلاقات الفاشلة؟

o-relationship-status-facebook-facebook

ربما كان الفيسبوك في الماضي منصة للتسلية، ولجمع أكبر عدد من الأصدقاء الوهميين، وللسخرية من آراء والديك السياسية، ومحاولة التملص من عائلتك لكي لا يطلبون طلب صداقتك على الفيسبوك، إلا أنه الآن، يعد إحدى لوازم الحياة التي لا غنى عنها حتى ولو قرر البعض التخلي عنه وعدم الخضوع لسيطرته، بل انتقل أيضًا من كونه مجرد منصة من منصات مواقع التواصل الاجتماعي، إلى كونه جزءًا أساسيًا من ترتيبات حياتنا اليومية.

هل صادفك مرة أن وجدت إعلانات على فيسبوك عن منتج كنت لتوك تتحدث عنه في محادثة بينك وبين صديقك على الفيسبوك، أدرك المسوقين أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في حياة الناس في الألفية الحديثة، وأدركوا كم الوقت المنقضي على تلك المواقع بين تصفح الأخبار ومنشورات الأصدقاء، كما أدركوا عشرات الآلاف من الرسائل اليومية التي يتبادلها الجميع على تلك المواقع أيضًا، والتي تحتوي مئات من الكلمات الدالة على بعض الشركات أو المنتجات المعينة، ليجدها المتحدث تظهر له بعد قليل في مربع صغير في شكل إعلان يدعوه لعرض الشركة الجديد.

لا يقتصر تدخل الفيسبوك على ما سبق فحسب، بل اقتحم عالم العلاقات الاجتماعية والعاطفية بشكل مخيف، فسهّل على الكثير الدخول في علاقات بشكل سريع عن طريق تصفح معلومات عن الشخص من خلال حسابه الشخصي، كما سهل من التحدث إليه بدون حرج أو تردد خلف شاشات إلكترونية، ولأنه سهّل بداية العلاقات، سهّل أيضًا الإعلان عنها، يكفي المرء تغير “الحالة الاجتماعية” من أعزب إلى مرتبط أو متزوج لتعلم كل دوائره الاجتماعية وكذلك دوائر شريكته على حسابها الشخصي كذلك، ناهيك عن نشر صورهم السعيدة، مصحوبة بعبارت الشكر والامتنان لأن القدر جمعهما سويًا.

كما سهّل فيسبوك القدرة على الاحتفال بالعلاقات العاطفية بنشر تفاصيلها للعامة على أغلب الحسابات الشخصية، سهّل أيضًا الانفصال عن العلاقات الفاشلة بضغطة زر واحدة، مثل خاصية الحجب أو “البلوك”، ليستطيع المرء حجب تفاصيل شريكته كليًا عنه وحجبها من التواصل معه بأي شكل، ولكن هل يتوقف دور فيسبوك عند هذه المرحلة فحسب من العلاقة؟

كيف يساعدك فيسبوك على تخطي علاقاتك الفاشلة

لن يتركك فيسبوك وحيدًا بعد أن تفشل علاقتك العاطفية، فسيكون خير صديق لك لتجاوز أزمتك، يخبرنا بذلك “Facebook Insights ” وهي أداة لدراسة تفاعل مستخدمي فيسبوك من الصفحات بشكل عام ومع المنشورات بشكل خاص، كما يمكنها اجراء دراسات اجتماعية ونفسية عن دلالات الصور والمنشورات التي ينشرها المستخدمين على صفحتهم، والتي يمكن لفيسبوك منها الاستدلال على حالة المستخدم الاجتماعية، أو الاستدلال عن تفاصيل عن حياته الشخصية عن طريق ما يقوم بالإعجاب به أو التعليق عليه أو إعادة نشره.

قام “Facebook Insights” من خلال سلسلة “Moments That Matter” بملاحظة طريقة تفاعل كل من انفصل عن شريكته أو العكس على الفيسبوك، فكما استطاع فسيبوك ملاحظة تفاعل كل المرتبطين في علاقات عاطفية من خلال ما ينشرونه على الفيسبوك، أراد أيضًا ملاحظة كيف يكون الانفصال الرقمي، بالضبط كما يحدث “الحب الرقمي”.

أوشك زواجي على الانتهاء

تمت الدراسة بمراقبة تأثير الانفصال على سلوك المستخدمين على فيسبوك من فرنسا، هولندا، والمملكة المتحدة، وبولندا، بالإضافة إلى الإمارات العربية المتحدة، وذلك عن طريق متابعة حسابات من يشيرون علنًا أنهم قد انفصلوا عن شركائهم مؤخرًا، ليرى فيسبوك من خلال تفاعلهم ما يميلون إلى فعله على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الانفصال، وما الذي يساعدهم من تلك المواقع على تخطي تلك الأزمة في حياته.

رأت “Facebook Insights” أن مستخدمي فيسبوك يتبعون نفس الطريقة في الإعلان عن بدأ علاقة عاطفية جديدة أو الإعلان عن انتهائها، فمن أجل كليهما يأخذ المستخدم وقتًا ريثما يستطيع القيام بتلك الخطوة، فهي بالنسبة إليه إحدى الخطوات المهمة لمواجهة المجتمع بحلة جديدة، حُلة المرتبط، أو حُلة الأعزب بعد ارتباط طويل أو عميق، ومن ثم قامت “Facebook Insights” بمراقبة تفاعل الدوائر المجتمعية مع شخص يقوم بإعلان انفصاله على الفيس بوك.

وجدت الدراسة بأن كل شخص يعلن انفصاله على مواقع التواصل الاجتماعي من المرجح أن يبدأ في تلقي دعوات أكثر من ذي قبل لحضور مناسبات اجتماعية

أما تجمعات الأصدقاء، فوصلت النسبة إلى حوالي 40٪ في زيادة نسبة الدعوات لكل من الرجال والنساء، إلا أن النساء أوضحت تفاعلًا أكبر من الرجال في تلقي الدعوات بعد الانفصال بمدة.

كما يعمد من ينفصل عن علاقة عاطفية مؤخرًا إلى الأصدقاء والعائلة ليكونوا خير سند له، بدأ جيل الألفية الحديثة كذلك في وضع مواقع التواصل الاجتماعي في نفس المكانة تقريبًا، ليميلوا إليها وقت الانفصال، ويستخدموها كأداة للتخلص من كل المشاعر السلبية التي تواجههم في تلك المرحلة.

وجدت الدراسة تضاعف المدة الزمنية التي يقضيها الشخص على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ينفصل عن المدة التي كان يقضيها عندما كان مرتبطًا

حيث أكد أغلب المستخدمين لـ”Facebook Insights” بأن قضاء مزيدًا مع الوقت بالاتصال مع الأصدقاء وحتى الغرباء على مواقع التواصل الاجتماعي يسهل من عملية تخطي تلك الأزمة.

ارتفاع نسبة حجوزات السفر للعازبين الجدد أكثر مما كانوا مرتبطين

وجدت بيانات فيسبوك بأن تجاوز الأزمة العاطفية يبدأ عند كلا الطرفين قبل الإعلان عنها من الأساس

 ولكن يميل الرجال إلى نشر منشورات وصور وفيديوهات تشير إلى تجاوزهم الأمة بشكل أسرع من النساء، فلا نجد عبارات مؤلمة أو حزينة في منشورات الرجال حديثي الخروج من علاقة عاطفية، إلا أنها مهيمنة على منشورات النساء من كن في نفس الحالة العاطفية.

قامت الدراسة برصد حالة المنشورات التي ينشرها كل من صار عازبًا من جديد، ليجدو فيها الكثير من الترويج لجمال حياة العزوبية، وكم هي مريحة وتعطي المرء قدرًا من الحرية لا يراها وهو مرتبط، كما وجدت الدراسة أنهم يركزون على الجانب المشرق من حياتهم أكثر من ذي قبل، ويقومون بتطوير أنفسهم أكثر مما كانوا يفعلون وقت ارتباطهم بشريكهم، حيث وجدت الدراسة انتشار الحالة السابقة أكثر بين مستخدمي فرنسا والمملكة المتحدة أكثر من بقية الدول التي أجرت الدراسة بحثها عليهم بالفعل.

وجدت الدراسة كذلك تعرض كل من أصبح عازبًا بعد انفصال قريب لإعلانات شركة فيسبوك الخاصة بعروض الرحلات والسفر بأسعار رخيصة

وذلك أكثر من تعرض المرتبطين أو المتزوجين، وهذا يعد من أكبر الدلائل على أهمية التجارة الرقمية وتدخلها على محادثتنا الشخصية مع أصدقائنا أو منشوراتنا على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

جاءت الدراسة بتلك النتيجة في النهاية؛ أن أغلبية العازبين حديثًا مالوا إلى تبديل شركائهم بالتركيز على أنفسهم، فمارس بعضهم الرياضة لمزيد من الاهتمام بصحته، ومال البعض لتعلم هوايات جديدة ساعدتهم في تخطي تلك المرحلة المؤلمة نفسيًا بالنسبة إليهم، كما مال البعض الآخر لشراء أشياء جديدة شخصية له ولمنزله، إو اهتم البعض بقضاء رحلة جديدة في مكان ما حول العالم لاكتساب خبرات جديدة، ومن بين كل ما سبق، كان فيسبوك عاملًا رئيسيًا في كل خيار اختاره المستخدم لتخطي تلك الأزمة، فكان على فيسبوك العرض، وكان على المستخدم الموافقة.