المنطقة الآمنة.. اختبار للعلاقات التركية الأمريكية في عهد ترامب

thumbs_b_c_11ac2e9a0cccd4727d0b388b062686cf

تدخل العلاقات التركية الأمريكية منذ تسلم ترامب للسلطة بداية جديدة تأمل تركيا ترجمة ذلك على أرض الواقع في الملفات العالقة وأبرزها الملف السوري بما فيه المنطقة الآمنة والأكراد وأزمة اللاجئين ومكافحة الإرهاب وملف غولن.

حيث بحث كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الرئيس الأمريكي ترامب المنطقة الآمنة وأزمة اللاجئين ومكافحة الإرهاب في اتصال هاتفي أجراه الرئيسان أول أمس الثلاثاء واستمر لمدة 45 دقيقة وتم في أجواء إيجابية ليؤكد مدى التقارب التركي الأمريكي بين البلدين في ملفات شائكة عديدة أبرزها الملف السوري. وإضافة لاتصال الزعيمين يعتزم نائب الرئيس الأمريكي “ميكي بنس” إجراء مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اليوم الخميس.

ويتزامن هذا أيضًا مع زيارة مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية “مايك بومبيو” إلى تركيا لبحث عدد من القضايا على رأسها ملف حزب الاتحاد الديمقراطي -الجناح السوري للعمال الكردستاني- وقضية فتح الله غولن.

علاقات متطورة بين أمريكا وتركيا

أعرب ترامب في اتصاله مع أردوغان عن رغبته في تطوير العلاقات الثنائية مع تركيا وتوثيق التعاون بينهما في القضايا الإقليمية وزيادة التعاون الاقتصادي بين بلديهما. سيؤدي التفاهم التركي الأمريكي على أكثر من صعيد وخصوصًا في الملف السوري؛ إلى حلحلة العلاقات بين البلدين والتي شابها الارتباك في الفترة الأخيرة من عهد الرئيس السابق أوباما، الذي سبق وأن دعم القوات الكردية في سوريا في معركة قتال داعش في ظل اعتراضات تركية كبيرة بينما رفض ترامب خطة أوباما في سوريا وطلب إعادة النظر في دعم أمريكا للقوات الكردية في سوريا، وبعدها صرح أنه يدعم إقامة مناطق آمنة في سوريا وهو المطلب الذي تطالب فيه تركيا منذ فترة طويلة في ظل رفض دولي له.

اتفق ترامب وأردوغان في اتصالهما على التحرك بشكل مشترك في تحرير مدينتي الباب والرقة بسوريا من تنظيم الدولة داعش

ومن ناحية أخرى تقترب قوات درع الفرات المدعومة من تركيا لحسم المعركة في مدينة الباب الاستراتيجية شمال سوريا، وصولا إلى الرقة المعقل الأساسي لتنظيم داعش في سوريا.

وقد أعلنت تركيا أنها قدمت للولايات المتحدة خطة لطرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة السورية بحسب ما أشار الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن وأشار كالن أن الإدارتين التركية والأمريكية توافقتا على الحركة معًا فيما يخص السيطرة على مدينة الرقة، على أن يجري بحث التفاصيل خلال زيارة “بومبيو” اليوم الخميس إلى أنقرة التي تعد أول زيارة خارجية له.

قوات درع الفرات تتوغل في داخل مدينة الباب السورية الاستراتيجية للمرة الأولى

ومن المتوقع أن تؤسس الزيارات والاتصالات بين البلدين لمرحلة مقبلة من التفاهم على الرؤية بين البلدين بعيدًا عن الخلافات التي كانت سائدة في الفترة الماضية، وسيقود هذا التفاهم برأي مراقبين إلى عزيز الدول التركي في سوريا خاصة والمنطقة عامة على حساب إيران التي ترتفع درجة العداء بينها وبين الولايات المتحدة مع مرور الوقت بسبب توجهات ترامب المعادية لها. ومن شأن التنسيق الأمريكي التركي أن يؤدي إلى إنجاح عملية درع الفرات في الشمال السوري وتحقيق أهدافها في حماية الحدود التركية السورية من التنظيمات الإرهابية داعش وتنظيم البي واي دي.  

خصوصًا أن الاتصال بين الزعيمين تضمن كلامًا حول التحرك بشكل مشترك في تحرير مدينتي الباب والرقة بسوريا من تنظيم الدولة داعش، وفي حال تلقت تركيا دعمًا أمريكيًا في هذا الجانب فإن المنطقة الآمنة ستصبح أقرب للتطبيق من أي وقت مضى.

أعلنت روسيا  أن تركيا في الوقت الحالي لن تنشئ منطقة عازلة في شمال سوريا

إذ أعلن “كالن” أنه تم الحديث مع الإدارة الأمريكية حول منطقة آمنة خالية من الإرهاب ووضح أن الرؤية المستقبلية هي “رفع الخط الواصل بين إعزاز وجرابلس والباب إلى مساحة 5 آلاف كيلومتر” وإعلان هذه المنطقة بالدرجة الأولى منطقة آمنة وخالية من الإرهاب وعبر ترامب عن نظرته الإيجابية حول ذلك.

وفي مؤتمر صحفي لوزيرالخارجية مولود جاويش أوغلو أن ترامب وأردوغان اتفقا على إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة وأن معركة الباب يجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن، ثم البدء بعملية الرقة مع الجهات المشروعة وليس مع “منظمات إرهابية أخرى” في إشارة إلى المليشيات الكردية في شمال سوريا التي تحظى بدعم أمريكي.

روسيا تخالف تركيا

روسيا المقربة من ترامب ورؤيته في إدارة الصراع في المنطقة من جهة وقربها الأخير مع تركيا من جهة أخرى ترى أنها ليست بعيدة كثيرًا عن التقارب التركي الأمريكي في كل النقاط، حيث تحرص تركيا على التوافق والتحرك جنبًا إلى جنب بالتنسيق مع روسيا فيما يحدث في سوريا.

إلا أن روسيا أعلنت أنها نتطلق من حقيقة أن تركيا في الوقت الحالي لن تنشئ منطقة عازلة في شمال سوريا وذكرت مصادر في وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ترى أنه من غير الصحيح اعتبار أنه لا يوجد لدى تركيا أهداف خاصة في سوريا إلى جانب محاربة داعش.

وأضاف أن الموقف التركي إزاء التسوية السورية لم يتغير بشكل مفاجئ حيث لا تزال بعض الخلافات الموجودة، وأبرز الملفات المختلف عليها بين البلدين هي مصير بشار الأسد إذ أن تركيا لا تؤمن بأي دور للأسد في المستقبل، ولكن روسيا لا تعتبر هذه النقطة عائقًا أمام تعزيز التعاون في الشؤون السورية في الحوار الثنائي بين روسيا وتركيا، بينما يتفق البلدين في الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وعدم جواز تقسيمها وعلى هذا الأساس يمكن التوصل لحل أي خلاف بين الجانبين.