https://www.youtube.com/watch?v=QCKgn2bDGdk
خطاب روحاني كان إيجابيا كعادته، فالرجل المعروف بدبلوماسي توزيع الابتسامات حاول أن يفتح الباب للعالم ليعرف إيران.
روحاني هو أول رئيس إيراني منذ نحو عقد، يحضر منتدى دافوس السنوي الذي يضم قادة العالم، وكبار رجال الأعمال، والصحفيين، والأكاديميين.
فقد قال روحاني إن بلاده تتفاوض مع الولايات المتحدة في إطار “التعامل البناء” مع المجتمع الدولي وتنتظر أن تترجم واشنطن أقوالها إلى أفعال. وتابع قائلا إن العلاقة بين إيران وأوروبا تشهد الآن تطبيعا مع دخول الاتفاق النووي المؤقت حيز التنفيذ.
ودعا روحاني في كلمته أمام نحو 2500 من القادة السياسيين وكبار رجال الأعمال في العالم الشركات الأوروبية إلى اغتنام الفرص الاقتصادية في إيران خاصة شركات الطاقة الكبرى. وقال “الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لإقامة التعاون البناء من أجل تعزيز أمن الطاقة العالمي واستغلال مواردها الضخمة من النفط والغاز.”
وتعهد روحاني باتباع سياسة خارجية قائمة على “التعقل والاعتدال” لإنعاش الاقتصاد المتعثر. وقال إن طهران تريد الصداقة والتعاون مع “جميع الدول التي تعترف بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.”
وجدد روحاني تعهد إيران التقليدي بعدم السعي لتصنيع أسلحة نووية وقال إن طهران مستعدة لقبول جميع الضمانات وعمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية شريطة ألا تتعرض “للتمييز”. وأضاف روحاني “لم نسع قط ولن نسعى لامتلاك الأسلحة النووية… أعلن أنه لا مكان للسلاح النووي في استراتيجيتنا الأمنية”.
وقال روحاني إن بلاده لديها رغبة قوية في التوصل لتسوية دائمة للقضية النووية بينما يسري الاتفاق المؤقت الذي تبلغ مدته ستة أشهر. وفي علامة على صعوبة التفاوض على اتفاق طويل الأمد قال روحاني “لن تقبل إيران بأي عقبات أمام تقدمها العلمي.
وبين روحاني أن اقتصاد إيران يملك القدرة على أن يكون خلال العقود الثلاثة القادمة من أفضل عشرة اقتصادات في العالم معتبراً أن سياسات الحكومة الإيرانية الداخلية والخارجية في سعيها لتحقيق هذا الهدف جاهزة للتعامل مع الجميع في كل المجالات.
وجدد الرئيس الإيراني التأكيد على استمرار دعم بلاده للنظام السوري.
وحذر روحاني من “الإرهابيين” الذين يملأون سوريا بينما تدعمهم دول عديدة، قائلا “هؤلاء القتلة بلا جذور، إنهم يقتلون على الهوية”
كما أكد الرئيس الإيراني أن لا أحد يستطيع أن يقرر نيابة عن الشعب فيما يتعلق برسم مستقبله موضحاً أن دور بلاده وغيرها من دول العالم لمساعدة سوريا على الخروج من أزمتها ينحصر فقط في بذل الجهود لمساعدة السوريين على الحوار ووقف العنف وإخراج جميع الإرهابيين المتطرفين الذين قدموا من المنطقة والقارات الأخرى إلى سورية. وهو ما تنفيه كل التقارير القادمة من سوريا والتي اعترف بها الإيرانيون سابقا من أنهم يقاتلون جنبا إلى جنب نظام الأسد.
وكان روحاني قد صرح قبل توجهه إلى دافوس بأن المحادثات بشأن الصراع في سوريا المعروفة باسم جنيف 2 سيكون مصيرها الفشل بعد سحب الأمم المتحدة لدعوة كانت قد وجههتها إلى إيران للحضور.
وفي سؤال وجهه إليه محدثه في المؤتمر بخصوص “رغبة إيران في بناء علاقات سلام مع كل دول العالم” مؤكدا على كلمة “كل” مشيرا إلى علاقة إيران بدولة الاحتلال الإسرائيلي قال روحاني إنه يتحدث عن “كل دول العالم التي تعترف بها الجمهورية الإسلامية”
خطاب نتنياهو كان مختلفا، فقد حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يعرض أمام الحضور إمكانات إسرائيل وكيف أنها “أمة الابتكارات” وأن المستقبل هو ملك لهؤلاء الذين يبتكرون!
“الاستثمار في إسرائيل هو استثمار في السلام. هنالك بداية للعمل المشترك، وخاصة في مجال التقنية العالية، بين مبادرين إسرائيليين ومبادرين فلسطينيين”
وعندما سُئل رئيس وزراء دولة الاحتلال عن المسار السياسي لحل القضية الفلسطينية، قال إنه يؤيد حل دولتين لشعبين، يرتكز على الاعتراف المتبادل والترتيبات الأمنية الثابتة. “أنا مستعد للسلام الحقيقي والآمن”، صرح قائلا، وأضاف: “هنالك حاجة إلى ثلاثة أشخاص لرقص رقصة التانجو”، وذلك عندما تطرق إلى الجانب الفلسطيني والجانب الأمريكي الوسيط.
وقال نتنياهو فيما يتعلق بإيران: “هم يقولون شيئًا ويفعلون شيئًا آخر”. “يقولون إنهم يعارضون التدخل في سوريا؟، وتتدخل إيران بنفسها في سوريا”، شرح نتنياهو مقدمًا بضعة أمثلة أخرى. “تبدو أقوال روحاني لطيفة في آذان سامعيها، لكنها ليست واقعية”، وتابع نتنياهو، موضحًا: “مهمة العالم هي منع إيران من تطوير سلاح نووي”.
وتحدث نتنياهو في خطابه عن المكوّنات الخمسة التي تحوّل الاقتصاد الإسرائيلي إلى عصري وناجح من وجهة نظره. وبالأساس تحدث نتنياهو عن الخطر الذي يتهدد دولة الاحتلال دائما وكيف أنه يدفع إلى العمل، الحقيقة بأن إسرائيل بحاجة إلى جيش قويّ، هي لعنة تحوّلت إلى نعمة ولذلك فهي تطور أيضًا في المجال العسكري طيلة الوقت. هنالك مكوّن آخر، ألا وهو استثمار إسرائيل الكبير في البحث والتطوير، “أقل بقليل من 5% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن من بين أعلى النسب في العالم”. العامل الثالث هو الحضارة المميزة، فقد “قدَّر اليهود المعرفة وعملوا على توسيعها دائمًا”. وإسرائيل هي دولة صغيرة جدًا، وهذا هو السبب الرابع، موضحا “كل شيء قريب من كل شيء، الجميع قريبون من بعضهم البعض، يتنافسون ويتعاونون معًا في الوقت ذاته”. “السبب الخامس هو أن لا خيار آخر لدينا، نحن نواجه التهديدات طيلة الوقت والمقاطعة كذلك، ولذلك يتوجب علينا دائمًا أن نطوّر لكي نصمد”.
ومن خطاب نتنياهو من الممكن أن يتضح أثر المقاطعة الاقتصادية والتجارية والأكاديمية السلبي على دولة الاحتلال الإسرائيلي.
أما الحوار الثالث فقد جمع عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والمرشح الرئاسي السابق في مصر، بزعيم حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي، بالإضافة إلى رئيس الوزراء المغربي عبدالإله بن كيران فقد كان حوارا ساخنا حول طموحات الإسلاميين وآداءهم في مصر وتونس
وبدأ الحوار بكلمة عمرو موسى الذي وصف حكم محمد مرسي بالديكتاتورية وشبهه فترة حكمه بفترة حكم الرئيس المصري السبق حسني مبارك، كما شبه ما حصل في 3 يوليو بثورة 25 يناير.
ثم هاجم الغنوشي عمرو موسى، مؤكدا أن أهم درس تأخذه تونس من التجربة المصرية أن لا تسير في طريقها.
وقال الغنّوشي موجّها كلامه إلى عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين التي صاغت الدستور الجديد في مصر، خلال مشاركتهما في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس بسويسرا، إن “أهمّ درس نأخذه من التجربة المصرية هو تجنب السير في طريقها، لأن هذا الطريق وقع اختبارُه ففشل: أي طريق الانقلابات العسكرية واتهام الشعب بأنه غير راشد بسبب انتخابه لفئة ما، وجنرال يعطي لنفسه الحق أن يتحدى إرادة الشعب وأن يقول له أنت سرتَ في طريق خاطئ وأنا سأفرض عليك بالقوة الطريقَ الصحيح”.
ووصف الغنوشي المقرب فكريًا من جماعة “الإخوان المسلمين”، هذا الطريق بأنه “كانت نتائجهُ وخيمة في العالم العربي”. وتابع “أنا أدافع عن مبدأ هو أنه لا يجوز لأحد أو مجموعة أن تعطي لنفسها الحق في أن تتحدى إرادة الشعب وأن تتجاوز الانتخابات.. العالم العربي ليس في حاجة إلى تجربة الانقلابات من جديد لأن طريقها خطأ ولن يؤدي إلا إلى الكوارث والإقصاء”.
وقال الغنوشي: “الديمقراطية كانت ستصحح نفسها بدون الانقلاب العسكري وأنا لا أدافع عن ملف الإخوان الاقتصادي والاجتماعي، وما أدافع عنه مبدأ أنه لا يمكن لأحد أن يتجاوز الانتخابات”.
وأما الباجي قائد السبسي فقد بدأ كلامه بالقول: “أنا أختلف تماما مع ما يقوله السيد الغنوشي عن مصر، ولكني لن أتحدث عن مصر”، وقبل أن يمر للحديث عن تونس قاطعه مدير الجلسة الحوارية قائلا: “لا يمكنك أن تقول أنك تخالفه تماما دون أن توضح رأيك وأسباب خلافك التام لرايه”، وهو ما رد عليه السبسي بقوله بأن “أعداد الذين النزلوا في 30 يونيو كانت 30 مليون شخص وأنها تفوق أعداد الذين انتخبوا الرئيس المصري محمد مرسي.”
وعند حديثه عن الشأن التونسي، قال السبسي أن حركة النهضة لم تخرج من الحكم وأنها وإن خرجت من الحكومة فإنها لازالت تحتفظ بقسم من الحكم عبر أغلبيتها في المجلس التأسيسي، وقال السبسي: “أنا فخور بأني تحاورت مع الشيخ راشد الغنوشي وأقنعته بأن الحل الوحيد لإنجاح العملية الانتقالية في تونس هو الحوار، وأعترف بأن النهضة بذلت مجهودا جيدا للوصول إلى التوافق الذي وصلنا إليه”.
فيما قال رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إن المؤسسة الملكية عززت بشكل كبير التجربة السياسية المغربية بالنظر لاعتبارها عاملا للثقة والاستقرار ولدورها في توحيد البلاد، رافضا التدخل في الحديث عن “شؤون الدول الأخرى”
وحذر رئيس الحكومة المغربية من الهجمة التي تشن على الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية التي وصلت للحكم عن طريق صناديق الاقتراع ومحاولات اقصائها بأساليب غير ديمقراطية. وقال بنكيران ان الشعوب تحب الوضوح ولذا فإذا قلنا لها الديمقراطية وآمنت بها يصبح من حقها أن تتساءل هل تملك مصيرها بيدها أم لا.
وشدد بن كيران وهو الامين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الاسلامية على أن المهم هو أن تشعر الشعوب بأن ما يقع معقول وطبيعي ومنسجم مع ما آمنت به وقيل لها في أول مرة وإلا فإنها ستفقد الثقة وأن الدولة تقوم على الرجال والأموال والثقة، مبينا أنه يمكن أن نضحي بالأموال والرجال، ولكن لا نستطيع أن نضحي بالثقة، باعتبار أننا يمكن أن نجد الرجال ولكن الثقة إذا ضاعت فالباب يُفتح على المجهول.
وحذر رئيس الحكومة المغربية من محاولات إقصاء التيارات الاسلامية وقال ‘لا أعتقد أنه يمكن إقصاء جهة حقيقية جاءت من رحم المجتمع′، مشيرا إلى أن القوة لها مدى قصير في النهاية’.