قبل أيام أجرى مدير جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج، مباحثات سرية في واشنطن مع مسئولين في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، للتباحث في ملفات “مصيرية وهامة” ولعل كان أبرزها خطورة نقل السفارة الأمريكية من مدينة “تل أبيب” إلى القدس المحتلة.
فرج الذي توجه على واشنطن بأمر مباشر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كان هدفه الأول إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بتجميد قرار نقل السفارة الأمريكية، نظراً لخطورة هذه الخطوة محلياً وعربياً ودولياً، وما سيترتب عليها من خطوات تصعيديه من قبل السلطة، لكنه تفاجئ بأن هذا الملف ماهو إلا “صفقة خبيثة” لإيقاع السلطة في وحل المفاوضات من جديد.
وبحسب معلومات خاصة وصلت “نون بوست” من مسئول رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية برام الله بالضفة الغربية المحتلة، فإن إدارة ترامب عرضت على فرج “صفقة سياسية” تتركز في مجملها على تجميد ملف نلف السفارة الأمريكية مقابل العودة لمربع المفاوضات من جديد مع الجانب الإسرائيلي تحت رعاية أمريكية.
عباس يتنازل ويقرر التجميد
وتركز بنود الصفقة الأمريكية الجديدة على تجميد قيادة السلطة الفلسطينية أي خطوات على المستوى الدولي وعلى رأسهم محكمة الجنايات وعدم تقديم أي ملف ضد إسرائيل خلال فترة شهري يناير الجاري ومارس المقبل.
جاءت التطورات الأخيرة وما نقله فرج للرئيس عباس، بعد تجاهل كبير كان من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
المسئول فلسطيني، كشف كذلك عن قرار صدر عن الرئيس عباس بتجمد “مؤقت” للتوجه لمحكمة الجنايات الدولية، وعدم تقديم أي ملف ضد إسرائيل خلال شهر يناير الجاري، مؤكداً أن قرار عباس حول تجميد التوجه للمحكمة الدولية جاء بعد نتائج اللقاء الذي جمع اللواء فرج بمسئولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.
وأوضح أن فرج نقل لعباس رسائل “تطمينية” من المسئولين الأمريكيان بتأجيل البت في ملف نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة على الأقل خلال الشهور الثلاث المقبلة، وإعطاء فرصة للاتصالات والتحركات الأمريكية الجديدة في المنطقة.
وذكر المسئول الفلسطيني، أن فرج كذلك تلقى وعودات أمريكية بتحرك جديد بملف المفاوضات الثنائية المتعثر بين السلطة وإسرائيل منذ سنوات، وتكثيف الاتصالات الأمريكية بين الجانبين لتقريب وجهات النظر بينهما وإحياء هذا الملف مجدداً.
تتخوف القيادة الفلسطينية من سياسة التهميش من قبل ترامب بعد أن باءت جميع محاولاتها بالفشل في لقاءة
ولفت إلى أن المسئولين الأمريكان أبلغو السلطة عبر اللواء فرج بأن أي خطوة ضد إسرائيل في الوقت الراهن، ستزيد الأمور تعقيداً وقد تتخذ الإدارة الأمريكية خطوات عقابية أخرى ضد السلطة الفلسطينية.
والتقى رئيس المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، مسئولين أمنيين في البيت الأبيض، وجاء هذا اللقاء بين فرج والمسئولين الأمنيين في البيت الأبيض في أول اتصالات بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية الجديدة، برئاسة دونالد ترامب.
اللواء ماجد فرج
تجاهل أمريكي لاتصالات السلطة
وتتخوف القيادة الفلسطينية من سياسة التهميش من قبل ترامب بعد أن باءت جميع محاولاتها بالفشل في الالتقاء بالرئيس الأمريكي، نظراً لتقارب الإدارة الأمريكية من الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.
وجاءت التطورات الأخيرة وما نقله فرج للرئيس عباس، بعد تجاهل كبير كان من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للاتصالات التي كان يقوم بها الرئيس محمود عباس، خلال الفترة الأخيرة، وتحدث مسئولون في السلطة أن عباس ورجاله يحاولون التواصل مع الرئيس الأمريكي ومساعديه دون جدوى، مؤكدين من أن “مؤشرات هذا التجاهل باحتمالية نية ترامب تبريد العلاقات بين البيت الأبيض والفلسطينيين، ستكون ضربة قوية بالنسبة للفلسطينيين”.
ونقل التقرير عن صائب عريقات أمين سر منظمة التحرير قوله: “إن رجال السلطة يرسلون رسائل وبرقيات إلى الإدارة الأمريكية وما من رد في الجانب الأمريكي”، وأعرب مسئولون فلسطينيون عن قلقهم من أن التجاهل يدل على تغيير في توجه البيت الأبيض للفلسطينيين.
عباس التقى في رام الله برجلي أعمال أمريكيين في وقت سابق من الشهر الحالي
وفي المقابل، أجرى الرئيس الأمريكي منذ توليه منصبه مكالمتين هاتفيتين مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، ودعاه للقاء مشترك في واشنطن والذي أعلن عن عقده منتصف الشهر الجاري.
وفي ذات السياق، كشف موقع “تايمز أوف إسرائيل” العبري في الـ 4 فبراير (شباط) 2017، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سعى لفتح قناة خلفية مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وقال الموقع، إن:” عباس التقى في رام الله برجلي أعمال أمريكيين في وقت سابق من الشهر الحالي”، واجتمع عباس بالملياردير الفلسطيني عدنان مجلي، الذي يملك شركات في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى في العالم، ورئيس صندوق التحوط الأمريكي اليهودي دانييل أربيس.
وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإنه تم إرسال أربيس إلى رام الله لنقل رسائل إلى عباس والحصول على رده عليها لينقلها إلى واشنطن، قبيل تنصيب ترامب، لكن الموقع أكد أن أربيس لم يرسل من قبل ترامب بشكل مباشر.
ويُعتبر أربيس مقربا من صهر ترامب، جاريد كوشنر، وبحسب الموقع فأنه خلال اللقاء، أقنع أربيس عباس بأن ترامب جدي بشأن قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة. وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إنه سيعين زوج ابنته جاريد كوشنر 36 عاما وسيطا للتوصل لاتفاق سلام في الشرق الأوسط .
يشار إلى أن كوشنير 36 عاما رجل أعمال يهودي أمريكي، متزوج من ايونيكا اليهودية ابنه الرئيس المنتخب ترامب، ويعتبر كوشنير من الأشخاص المقربين جدا من الرئيس الأمريكي وكان له دور مهم في الحملة الانتخابية التي انتهت بفوز ترامب. ودعا في مقابلة مع صحيفة تايمز بريطانيا إلى استخدام الفيتو ضد أي قرار مناوئ لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي.