ترجمة وتحرير نون بوست
ساهم كل من القوميين البيض ومنظري المؤامرة في المملكة المتحدة في نشر أخبار وهمية في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقا لمنظمة “هوب نوت هايت” (بمعنى “الأمل وليس الكره”).
في الواقع، برزت شبكة يمينية من المدونين والناشطين البريطانيين كصوت مؤثر بالنسبة للقوميين البيض ولأولئك الذين يعارضون التعددية الثقافية. كما يقال أيضا أن هذه الشبكة ساعدت دونالد ترامب على الفوز في الانتخابات، وذلك وفقا لتقرير جديد.
وفي كشف حسابها السنوي، أشارت منظمة “هوب نوت هايت”، التي تعد أهم حركة بريطانية مناهضة للعنصرية والتطرف، إلى أنه على الرغم من أن الجماعات اليمينية المتطرفة التقليدية، على غرار رابطة الدفاع الإنجليزية، تعاني من انقسامات، إلا أن هناك قوى أخرى ظهرت حديثا. وبإمكان هذه القوى أن تصل إلى جمهور واسع وتحصل على تأييد “بديل اليمين”، الذي يعرف بأنه أقصى اليمين، وله هامش عنصر “القوميين البيض” الذي يعارض التعددية الثقافية ويدافع عن “القيم الغربية”.
يعمل ميلو يانوبولوس، الذي يمثل صوتا فعالا للغاية لليمين المتطرف، محررا في مجال التكنولوجيا في “بريتبارت نيوز”، وهو موقع إخباري أمريكي زعم أن عدد زُوّاره بلغ 45 مليون شخص خلال الانتخابات
وفي تحليل لشبكة اليمين المتطرف في سنة 2016، وهي السنة التي غادرت فيها المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي وظهر فيها تيار شعبوي جديد في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، تم تحديد 28 مجموعة يمينية متطرفة تمارس نشاطها في المملكة المتحدة. كما تمت أيضا الإشارة إلى عدد من البريطانيين الذين كان لهم دور فعال في نشر وجهات نظر “بديل اليمين” وتدبير هجمات تستهدف الديمقراطية الليبيرالية.
في هذا السياق، ذكر التقرير أن “سنة 2016 كانت السنة التي أصبح فيها اليمين المتطرف الجديد أكثر انتشارا، إذ تمكن من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال أفكاره للجمهور الدولي. كما أن اليمين المتطرف الجديد يمثل تهديدا واضحا بسبب نشره للأخبار الوهمية، فضلا عن أنه قادر على إشراك عدد كبير من الناس في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية”.
ومن بين أنشطة اليمين المتطرف الجديد هي ما تحدث عنه بول واتسون الذي يعمل محررا لدى “إنفو وار” في تقرير نُشر يوم الجمعة الفارط بعنوان “ترامب يدمر القضاة اليساريين”. ويُعتبر واتسون، الذي له 483 ألف متتبع على تويتر و764.872 مشترك على موقع اليوتيوب، إحدى أولئك الذين تحدثوا عن نظرية المؤامرة فيما يتعلق بمشاكل هيلاري كلينتون الصحية في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية، بما في ذلك الخبر الذي يحمل عنوان “هل يطارد الموت هيلاري؟“.
وفي مجموعة من أشرطة الفيديو المتآمرة التي يمكن مشاهدتها ملايين المرات، قال واتسون إن هيلاري ربما تعاني من مرض الزهري ومن تلف في الدماغ ومن مرض باركنسون. كما زعم أيضا أنها تتعاطى المخدرات. وفي الواقع، اعتمدت فوكس نيوز البعض من نظريات المؤامرة التي ينشرها واتسون.
من جهة أخرى، يشاع أيضا أن البريطاني جيم داوسن، البالغ من العمر 52 سنة، كان له تدخل مؤثر في الانتخابات الأمريكية. وتجدر الإشارة إلى أن داوسن هو من أسس الحزب اليميني المتطرف المناهض للمسلمين “بريطانيا أول”. بالإضافة إلى ذلك، أنشأ شبكة من المواقع والمجموعات على موقع الفيسبوك، التي تركز على الولايات المتحدة، وذلك بهدف مساندة ترامب وتشويه سمعة هيلاري كلينتون خلال الانتخابات الأمريكية.
في الحقيقة، تحتوي مواقع داوسن على أخبار وكالة الأنباء “باتريوت”، التي يطلع الأمريكيون على أخبارها عشرات الآلاف من المرات،. وقد نشرت هذه الوكالة تقريرا يوم الجمعة يشمل نقدا موجها لسلسة “ناتفليكس” الجديدة، حيث اتّهمتها بتأجيج العنصرية ضد البيض.
علاوة على ذلك، زعم تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز في كانون الاول/ديسمبر أنه على الرغم من أن معظم الأخبار الوهمية التي انتشرت خلال الانتخابات الأمريكية كان مصدرها من أوروبا، إلا أن تدخل داوسن كان له دافع سياسية واضحة.
تم تحديد 28 مجموعة يمينية متطرفة تمارس نشاطها في المملكة المتحدة عام 2016
وفي الحقيقة، يبدو أن داوسن بارع في بناء قاعدة جماهرية على الانترنت، إذ تمكن من جذب 1.4 مليون متابع على الفيسبوك في صفحة “بريطانيا أولا”. وكان قد قال سابقا إن استراتيجيته تعتمد على نشر معلومات “معارضة لهيلاري، ومساندة لترامب”. ووفقا لتقرير “هوب نوت هايت”، أنشأ داوسن سنة 2016 شبكة دولية لأحزاب اليمين المتطرف، وللميليشيات والمتطرفين الدينيين. كما فتح فرعا لمجموعة “نايت تامبلر” العالمية في المجر، التي زارها زعيم الحزب القومي البريطاني السابق نيك غريفين رفقة شخصيات يمينية أخرى من السويد والولايات المتحدة.
من جانب اخر، تتوقع منظمة “هوب نوت هايت” أن يتزايد تأثير داوسن أكثر هذه السنة، خاصة وأنه بصدد بناء علاقات مع روسيا ومع مثيري الشغب في أوروبا والولايات المتحدة. فقد شملت إحدى تحالفاته الأخيرة ألكسندر دوغين وهو فاشي له صلات مزعومة مع الكرملين، إذ يبدو أنه بصدد مساعدة داوسن على بناء مكتب جديد في العاصمة الصربية، بلغراد، سيتم من خلاله نشر مواقع اليمين المتطرف الإخبارية بنظام الأبجدية السيريلية.
في هذا الصدد، قال نيك لووليس، الرئيس التنفيذي “هوب نوت هايت”، إن “حقيقة أن شابا يجلس في شقة صغيرة في جنوب لندن بإمكانه أن يكتب عناوين صحف في الولايات المتحدة أو أن متطرفا بريطانيا بإمكانه استخدام العاصمة المجرية كقاعدة للتأثير على السياسة في وسط وشرق وجنوب أوروبا، يجعل رصد ومكافحة هذه الجماعات أمر صعب للغاية.”
بالإضافة إلى ذلك، يعمل ميلو يانوبولوس، الذي يمثل صوتا فعالا للغاية لليمين المتطرف، محررا في مجال التكنولوجيا في “بريتبارت نيوز”، وهو موقع إخباري أمريكي زعم أن عدد زُوّاره بلغ 45 مليون شخص خلال الانتخابات.
أما الرئيس التنفيذي السابق لهذا الموقع، ستيف بانون، فهو يشغل الآن منصب كبير استراتيجيي ترامب. وتجدر الإشارة إلى أن مجلة التايم صنفت بانون كثاني أقوى رجل في العالم. وفي كلمة ألقاها في مؤتمر في الفاتيكان في سنة 2014، جعل بانون تقويض الديمقراطية الليبرالية في أوروبا الغربية هدفا سياسيا له، وذلك من خلال النهوض بالحركات القومية.
وفي الواقع، تم منع يانوبولوس من استخدام التويتر في تموز/يوليو وذلك بتهمة “التحريض أو المشاركة في الاعتداء على الآخرين أو مضايقتهم”، وكان هذا الأخير قد دافع عن ترامب معتبرا إياه رمزا لحرية التعبير. والجدير بالذكر أن ليانوبولوس أكثر من 525 مشتركا على موقع اليوتيوب.
في المقابل، من بين الشخصيات البريطانية الرئيسية الأخرى، يمكن أن نذكر كولن روبرتسون، الذي ينتج أشرطة فيديو من منزل والديه في غرب لوثيان في اسكتلندا. وعلى الرغم من محيطه المتواضع، إلا أن روبرتسون كان مدعوا لإلقاء خطاب خلال مظاهرة اليمين المتطرف في العاصمة واشنطن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، التي نظمها معهد السياسة الوطنية، حيث ردد الحشود عبارات تشيد بترامب وأدّوْا التحية النازية. كما تحدث روبرتسون، البالغ من العمر 34 سنة، خلال السنة الماضية أيضا في جلسة افتتاحية في “منتدى سياتل” اليميني، وهو فرع لشبكة بريطانية، وذلك وفقا “لهوب نوت هايت”.
ساهم كل من القوميين البيض ومنظري المؤامرة في المملكة المتحدة في نشر أخبار وهمية في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقا لمنظمة “هوب نوت هايت” (بمعنى “الأمل وليس الكره”)
وفي سياق آخر، عقد “منتدى لندن” خمسة اجتماعات السنة الفارطة، كان آخرها في أيلول/سبتمبر. وقد حضر في هذا الاجتماع الأخير متحدثون من بينهم ديفيد الذي يُعرف عنه إنكاره للهولوكوست إيرفينغ والكاتب اليميني الأمريكي روجر دفلين الذي ينشر مقالاته في مجلة قومية تدعى “اوكسيدنتال”. ومن بين البريطانيين الآخرين الذين كانوا متواجدين في مظاهرة معهد السياسة الوطنية في واشنطن، نذكر ماثيو تايت، الذي كان يعمل لدى الحزب الوطني البريطاني.
من بين التطورات الأخرى، نذكر قرار الحكومة حظر مجموعة النازيين الجدد “العمل الوطني” وإدراجها ضمن لائحة الإرهاب، وذلك بعد أن احتفل أنصار هذه المجموعة بمقتل جو كوكس، النائبة العمالية التي قتلت في حزيران/يونيو الماضي على يد اليميني المتطرف توماس ماير. علاوة على ذلك، للسلطات معلومات تفيد بأن بعض كبار الناشطين داخل المجموعة كانوا يحاولون تشجيع المجندين الصغار للقيام بأعمال إرهابية، كما تمت مطالبتهم بوضع ملصقات معادية للسامية على المباني والأحياء اليهودية.
المصدر: الغارديان