الالايزال جاك جيلنهال Jake Gyllenhaal عبقرياً في اختيار أعماله وأصبح حضوره في أي عمل سينمائيّ أشبه بعلامة جودة. في هذه المرّة اختار بطل Donnie Darko و Enemy الانضمام إلى فريق رجُلِ الموضة توم فورد Tom Ford لإنجاز مشروعه السينمائيّ الجديد. ورغم كون المشروع مخاطرة حقيقيّة مع مخرج لا يملك إلاّ فيلما يتيما، فقد خاطر جيلنهال ونجح في المخاطرة. أثار فيلمُ حيوانات ليليّة Nocturnal Animals الانتباهَ في مهرجان البندقية في الخريف الفارط، ومنذ ذلك الوقت لم ينفكّ عن إسالة الحبر وإطلاق النظريّات.
يتميّز فيلم جون فورد ببنيته السرديّة الفريدة. لسنا إزاء قصّة واحدة، وإنّما ثلاث قصص تجمعها علاقات متباينة وتتداخل في ما بينها بلغة سينمائيّة متينة
يتميّز فيلم جون فورد ببنيته السرديّة الفريدة. لسنا إزاء قصّة واحدة، وإنّما ثلاث قصص تجمعها علاقات متباينة وتتداخل في ما بينها بلغة سينمائيّة متينة. في القصّة الرئيسية، نتعرّف على سوزن Susan (آمي أدامز Amy Adams) صاحبة رواق فنّي كبير في لوس أنْجِلِس. تعيش سوزن مع زوجها في عالم لا نكاد نصدّق وجوده، كلّ شيء فيه أقرب إلى الأحلام، من الملابس التي لم يصمّمها جون فورد، إلى التماثيل الممضيّة باسم “دجِفّْ كونز” Jeff Koons وأعمال دامْيَن هيرست Damien Hirst وجون كورِنز John Currins التشكيلية. لكنّ سوزن لا تبدو سعيدة بكلّ البذخ الذي يحيط بها، ولا تبدو علاقتها بزوجها أفضل من شعورها تجاه الفنّ الذي تشرف على تقديمه في رواقها. كان هناك شعور عام بالزيف وانعدام الأصالة. وحينما تلقّت سوزن تلك الرسالة، تجرح إصبعها بمجرّد فتحها ويسيل الدّم القاني تهيئةً لتنتقل إلى عالم حقيقيّ.
إنّه عالم “حيوانات ليلية”، رواية جديدة كتبها زوجُها السابق إدوارد وأرسلها إليها بإهداء خاصّ في المقدّمة، ودعوة للّقاء. وعبر قراءة سوزن للرواية، يفتح توم فورد خطّا سرديّا جديدا داخل الخطّ الرئيسيّ، حيث يقصّ علينا ما حدث لطوني Tony وزوجته وابنته وهم يعبرون إحدى طرق تكساس الخالية أو تكاد. إذ تتعرّض العائلة إلى اعتداء عنيف من بعض المنحرفين، وينجو الأب بأعجوبة ويتّصل بالشرطة في محاولة للعثور على عائلته والجناة. كانت القصّة من العنفوان ما اهتزّت له سوزن وخرجت به من عالمها الفارغ والكئيب، ودفع بها أثناء القراءة إلى العودة عشرين عاما إلى الوراء وتذكّر حياتها السابقة مع إدوارد كاتب الرواية. وقد شكّلت هذه الذكريات الخطّ السرديّ الثالث داخل الفيلم.
ترفض سوزن أن تتشبّه بوالدتها التي تمثّل كل القيم اليمينية والمادّية التي تكرهها. لكنّها تجد نفسها شيئا فشيئا تتحوّل إلى نسخة منها
في هذا الخطّ، نتعرّف على سوزن الصغيرة المندفعة الرومانسية، التي تقع في هوى إدوارد الكاتب الشابّ الرقيق، وتواجه والدتها المحافظة وعائلتها الثريّة من أجل الزواج منه. ترفض سوزن أن تتشبّه بوالدتها التي تمثّل كل القيم اليمينية والمادّية التي تكرهها. لكنّها تجد نفسها شيئا فشيئا تتحوّل إلى نسخة منها. أصبحت رومانسيةُ إدوارد هشاشةً لا تليق بأحلامها وفكرتها عن المستقبل، خصوصا وأنها لا تؤمن كثيرا بموهبته ككاتب. وفي غمرة أزمة علاقتهما تعرّفت سوزن على ذلك الذي سيصبح فيما بعدُ زوجها، أما إدوارد فقد افترقا بعد أن آذته بشكل لا ينسى.
يمثّل كلّ خطّ سرديّ بمفرده قصّة على شيء من البساطة والسذاجة، لكنّ العلائق التي أُحدثت بينها أضفت على حيوانات ليليّة كثيرا من العمق والأصالة. لقد سمحت لنا ذكريات سوزن أن نكشف أنّ “طوني” بطل الرواية يحمل وجه كاتبها أي زوجها السابق. وأدركنا بذلك أن توم فورد ينقل لنا أحداث هذه الرواية من منظور سوزن وخيالها وتأويلها. وتدفعنا هذه المعلومة الأساسيّة، إلى محاولة البحث في العناصر المشتركة بين خطّ سرد الذكريات وخطّ سرد “حيوانات ليلية”، وهي مهمّة عسيرة بالنظر إلى عامل التشويق المسيطر على أحداث هذا الخطّ. لم تكن زوجة “طوني” تحمل ملامح سوزن، ولكنّها حمراء الشعر، وتشببها إلى حدّ ما. ستلاحظون أيضا أنّ السيّارة هي نفسها المرسيدس التي كانت فيها “سوزن” رفقة هوتون Hutton (زوجها المستقبليّ) حين حدثت تلك الواقعة التي أنهت علاقتهما. وحتّى سيّارة المعتدين، سنتعرّف عليها في ذلك المشهد الذي أخبرت فيه سوزن إدوارد أنّها لم تعد سعيدة معه.
تحملنا كلّ هذه العناصر المشتركة إلى إجراء مقاربة حتميّة بين خطّ الرواية، وخطّ الذاكرة، ومع ما نعرفه بشأن خصومة إدوارد وسوزن الأولى بشأن جودة كتابته وإصراره على الكتابة عن نفسه، ندرك أنّ رواية حيوانات ليليّة، ليست إلا قولبة قصصيّة لما حدث بينهما منذ عشرين سنة، أو على الأقل، كان ذلك ما رأته سوزن جليّا في الرواية، وكان سببا في زلزلة حاضرها.
توجد تأويلات كثيرة لصنع المقاربة بين الخطّين، يمكن أن أقترح أحدها لأنّ كثيرا ممّن شاهدوا الفيلم لم يتفطّنوا إلى هذه العلاقة الأساسيّة لفهم الفيلم. لذلك فهذه فقرة تحرق الأحداث تماما. يمثّل طوني وعائلتُه في القصة، إدوارد وسوزن وابنتَهما التي لم تولد في عالم الواقع. كان يفترض أن يكوّن ثلاثتهم عائلة سعيدة تمضي في طريقها بسلام. حين ظهر المنحرفون وحاولوا أن يعرقلوا مسيرة العائلة، كانت البنت أوّل المتدخّلين بحركة غاضبة بإصبعها، وكان تدخّلها سببا مباشرا في عملية الاعتداء. ترمز هذه الصورة بشكل واضح إلى الجنين الذي اكتشفت سوزن أمره، ذلك أنه بالنسبة لإدوارد ربما كان بشيرا لعلاقة زوجية أفضل، لكنّ ما حدث، أنّه أخرج ذلك الشيطان الكامن في سوزن.
اِستجلبه لتُجهض وتقتل كلّ شيء، وتحيل حياة إدوارد حطاما. تبدو هذه المقاربة أكثر وضوحا من خلال العنوان، فقد ذكرت سوزن أنّ إداورد كان يناديها “حيوانا ليليّا” وكان السيّاق يوهمنا أنّ الأمر يتعلّق بأرقها. لكنّ سياق الرواية كان أجرأ في التعبير. ماذا يمكن أن نسمّي ثلّة من المنحرفين الذين يقطعون طريق المرء ليلا ويعتدون عليه؟ يرمز المنحرفون إلى سوزن السيّئة، سوزن القاتلة، سوزن المعتدية على حياة إدوارد السعيدة أو تكاد، ويتجلى شيطانها في وجه زعيمهم ري Ray الّذي أدّى دوره ببراعة مثيرة هارون تايلر دجونسن Aaron Taylor-Johnson.
لم يكتفِ “ري” بقتل سوزن القديمة كما عرفها إدوارد، وإنما أيضا بقتل ابنته. لكنّ مأساة إدوارد/طوني تكمن في عجزه عن حماية عائلته، وعن القدرة على الانتقام. ففي خطّ الذاكرة، لم يطق إدوارد امتعاض زوجته من روايةٍ كتـبَها، وغمره إحساس بالفشل والعجز، كما أنّه لم يكن قادرا على الانتقام من سوزن حينما فعلت به ما فعلت واكتفى بالمغادرة. كذلك كان طوني في خطّ الرواية عاجزا عن إيجاد المجرمين أو الانتقام منهم، وحتّى عندما وجدهم بفضل جهود المفتش بوبي آندس Bobby Andes، لم يكن قادرا على إثبات جرائمهم. عناصر المقاربة كما نرى واضحة. بقي أن نفهم قيمة هذه المقاربة.
يتمحور الفيلم أساسا حول تلقّي العمل الفنّي، فوصفَ خصائص هذه العملية ببراعة، وبيّن كيف يتمّ خلالها إحداث روابط بين المخيّلة والذاكرة، أو إسقاط المتخيّل على الواقع، أو إيجاد الأنا في هذه الفكرة الخارجيّة المستقلّة
تكمن قيمة العلاقة فيمن أوجدها. فنحن نعرف أنّنا نرى أحداث الرواية بعينيْ قارئتها. إنّ سوزن هي من تخيّل طوني بوجه إدوارد، وهي من انتقى عناصر المشهد المفزع انطلاقا من ماضيها القديم. ونحن بذلك نخضع لقراءة غير موضوعية للقصّة، وإن كانت قراءة ذكيّة مبرّرة كما رأينا. يتمحور الفيلم أساسا حول تلقّي العمل الفنّي، فوصفَ خصائص هذه العملية ببراعة، وبيّن كيف يتمّ خلالها إحداث روابط بين المخيّلة والذاكرة، أو إسقاط المتخيّل على الواقع، أو إيجاد الأنا في هذه الفكرة الخارجيّة المستقلّة.
الحقيقة أنّ رواية “حيوانات ليليّة” وإن كانت تتّسم بالعنف، فهي لا تبدو قادرة على زعزعة وجدان خبيرة بالفنّ مثل سوزن، يوحي كلّ ركن من منزلها ورواقها التشكيليّ بتعوّدها على الأعمال الصادمة، وليست مقدّمة الفيلم إلا مثالا واضحا على ذلك. لكنّ الذي هزّ أعماقها كان عنف الرابط الذي أوجدته، وحجم الذكريات التي استخرجتها من أعماقها صفحاتُ الكتاب.
لقد ركّز توم فورد كثيرا على هذا الجانب من خلال اعتماد تركيب التطابق (Match cut) للانتقال بين خطّي السرد (الرواية والحاضر). أحدث هذا الأسلوب تناظرا بين معاناة طوني بطل الرواية، وبين معاناة سوزن القارئة. فهي تتقلّب في الفراش حينما يتقلّب، وهي تشدّ بيديها على رأسها في الحمّام حينما يفعل، وهي تعاني من الأرق بقدر ما يعاني. إنّ هذا الإحساس العظيم وحده ما ما يحملنا على إجلال عمل فنيّ ما.
أما من جانب الضفّة الأخرى، فقد حاول الفيلم أن يجيب عن سؤال بسيط هو : هل يجب أن يكون العمل الفنّيُّ شخصيّا؟ يخبرنا مشهدُ خصامِ الزوجين في خط سرد الذكريات عن موقف كل منهما من السؤال. إذ لم تستسغ سوزن ذاتيّةَ الكتابة عند إدوارد واعتبرتها تمظهرا لهشاشته النفسية وقلّة خياله وربما نوعا من النرجسية. لكن إدوارد أصرّ على موقفه وأثبت لسوزن بعد نحو عشرين سنة أنّه لا يمكن خلق الفنّ من خارج الذات. إذ أنّ الكتابة ذاتيّةٌ في جوهرها ثم تكسب غلافَها الإبداعيَّ من عملية التَّوْرية الّتي قد تحدث في لاوعي الكاتب غالبا. ومن المؤكد أن أولئك الذين سيقرؤون الرواية حين تنشر لن يربطوا أبدا بين أحداثها وذات الكاتب. بل سيقومون بإحداث علائقَ جديدة بين العمل وذواتهم. وحدها قراءةُ سوزن ترتبط وثيقا بأصول النص نفسه. ولأنّ كاتبه كان يدرك ذلك فلنا أن نستنتج أنّ من وراء رسالته غرضا.
كثر الجدل بخصوص حقيقة نوايا إدوارد من إرسال الرواية، خصوصا بعد النهاية “المفتوحة”، وصنعت الافتراضاتُ مستوياتٍ عدّة من التعقيد، ربّما ظنّا أنّ بنيةً سرديّةً بهذا التعقيد لا بدَّ أن يقابلها طرحٌ على ذات الدرجة من العمق. لكنّني لا أرى داعيا للذهاب بعيدا عندما تكون القراءةُ متكاملة العناصر متينة الأركان. فحين ضعُف إيمانُ سوزن بحبّها لزوجها، أدرك كلاهما أنّها تبنّت فكرة أمّها عن إدوارد، شخص هشٌّ ضعيف عاجزٌ لا يمكنه حمايتها أو توفير ما تستحقُّه امرأةٌ جليلةٌ مثلها. وكذلك كان طوني بطل الرواية طيلة مواجهته للحيوانات الليليّة، وحتى عندما قابلهم من جديد من وراء ظهر المفتّش بوبي أنداس Bobby Andes.
غير أنّ ظهور شخصيّة المفتّش في الرواية، حدثٌ بارزٌ قلب العلاقة بين الرواية والواقع من التقليد إلى التأسيس. وبمعنى أوضح، فمع ظهور آنداس، لم تعد الروايةُ ترمزُ إلى ماحدث لإدوارد وسوزن، وإنّما تلمّح لما سيحدثُ بينهما. (لا أنصح بقراءة هذه الفقرة لمن لم يشاهد الفيلم) أدّى الممثّلُ مايكل شانون Michael Shannon شخصيّةَ المفتّش بإبداع يثير الجذل، وعرف كيف يجمع بين المزاج البارد الفظّ لشريف Sheriff بلدة في الجنوب باندفاع رجلٍ شريفٍ لا يبالي بموته بقدر ما يبالي بشرور العالم الذي سيغادره. لقد دفع المفتّشُ أنداس طوني نحو الانتقام مادام العالم قاسيا لا يبالي بمعاناة الضعفاء، وبذلك عبّر إدوارد من خلاله عن مشاريعه بشأن سوزن. سوزن التي كانت تقف كلّ مرّة أمام أعمال فنيّة ترمز بشكل صارخ للجريمة والانتقام، لم ترَ ذلك، أو لعلّها رأته، ولكنّها مع ذلك أذعنت لأنّها بشكل ما تشعر بذنب حادٍّ تريد التخلّص منه ببعض الألم.
لذلك منّت نفسها بمقابلة إدوارد من جديد. ولذلك تجمّلت، وانتظرت الساعات قدومه. لقد انتقم إدوارد لنفسه على مستويات عدّة، فقد أثبت لزوجته السابقة أنّه كان أقدر منها على تجاوز نفسه وبناء حياته من جديد، ولئن كنّا لا نعلم فعلا كيف يعيش حياته الحاضرة، إلاّ أنّنا نعلم على الأقل أنّه بات كاتبا موهوبا. وفي هذا أيضا مستوى ثانٍ من الانتقام، ذلك أنّه أثبت لها أنّها كانت مخطئة في تقييم موهبته، وأنّها كانت مخطئة في فكرتها بخصوص الكتابة الذاتيّة. وأخيرا، أثبت لها أنّه كان محقّا حينما قال لها منذ عشرين سنة “عندما تشعرين بالحبّ تجاه شخص ما، اِحذري التفريط في هذا الشعور، فقد تفقدينه إلى الأبد”.
وإذا ما اعتمدنا على هذا الافتراض الذي يبدو منطقيّا، فكيف نرسم المقاربة بين انتقام طوني في الرواية، وانتقام إدوارد في الواقع؟ اِعتبرت بعض القراءاتِ أنّ المفتش يرمز إلى ضمير طوني أو أناه الأعلى، وقد بدا لي هذا الافتراض خاليا من كلّ أساس بنيويّ، بينما لا يوجد في الواقع أية إشارة ذات طابع أخلاقيّ أو متعلّق بالمبادئ. فأداة انتقام إدوارد لم تكن سوى الرواية نفسها، ذلك أنّ الأدب مثلما يحيي أشياءً فهو يقتلها. والمفتّش أنداس وإن لم يقتل “ري” فقد كان مدبّر العمليّة كلها، وكان يدفعُ طوني باستمرار نحو وجوب تحقيق العدالة. كان يعاني من سوء التقدير من قبل المسؤولين. ولا أحد يؤمن به سوى نفسه. كان تشخيصا طريفا لمَلكة الإبداع عند إدوارد، تلك المَلَكة التي لم يؤمن بها، ولكنّها آمنت بنفسها ودفعت إدوارد دفعا لإنجاز الكتاب والانتقام.
ربما كان مؤلما أن يتحوّل شخص رقيق مثل إدوارد إلى كائن حقود لا ينسى طيلة عشرين سنة. يقولون إن الانتقام طبق يفضَّل أن يقدّم باردا، لكنّني أرى في انتقامه دليلا أنّه ربما لم يتجاوز، وأنّه لا يزال ضعيفا أو لا يزال عاشقا.
وربما لتجاوز صورة باهتة كهذه، خطر لي أنّ إدوارد لم يكن ـ ربما ـ يبحث عن الانتقام بقدر ما يبحث عن المساعدة. نحن نعرف أنّ سوزن كانت تحلم أن تصبح فنّانة لكنّها تخلّت عن الفكرة مقتنعة أنّ طباعها المفرط في السخرية cynical يمنعها من ذلك. لم يبدُ إدوارد مقتنعا بذلك، مثلما لم يبدُ مقتنعا برأيها في أدبه. لكنّه بعد عشرين سنة، وقد كتبَ شيئا ذي بال، ربّما اقتنع أنّه لم يكن ليكتب شيئا جيّدا كهذا لولا المعاناة التي عاشها. لم يكن ربما ليصرّ على المواصلة لولا إهانتها له، لقد حضرت عند الكتابة عاطفةٌ أقوى من كلّ احتمال للسخرية، ولعلّه فكّر أنّ هذا ما يلزمها للتخلّص من الشعور المزمن بالغثيان تجاه كلّ الفنّ الذي يحيط بها. ربّما فكّر أنّ الألم هو الوسيلة الأنجع للخلق.
وأيّا كانت فكرة إدوارد، فمن المؤكّد أنّ توم فورد قد نجح في تصوير العلاقة الحميمية التي تجمع القارئ بالكتاب من جهة، والكاتب بما يكتب من جهة أخرى. وذلك في تواز جميل ومركب جعل من حيوانات ليليّة، تجربة سينمائيّة فذّة.
الفيلم : حيوانات ليليّة Nocturnal Animals
النوع : دراما، إثارة
المدّة : 116 دقيقة
السنة : 2016
المخرج : توم فورد Tom Ford
البطولة : آمي آدامز Amy Adams دجايك جيلنهال Jake Gyllenhaal، مايكل شانون Michael Shannon