نادرة استغرق تكوينها وتزيينها آلاف السنين وهي كنوز طبيعية وتراث وطني يتطلب ضرورة صونها ورعايتها كجزء هام من تراث عمان الطبيعي والبيئي.
توجد معظم الكهوف في السلطنة في جبال المنطقة الشرقية والمنطقة الداخلية ومنطقة الظاهرة وجبال ظفار ومن أشهرها كهف “مجلس الجن” وكهف “الكتان” وكهف “الهوته” و”الفلاح”، وكهوف محافظة ظفار: “صحور” وحفرة الإذابة بطوي أعتير.
ظلت الكهوف بصورتها النمطية المتعارف عليها ومنذ الأزمنة البعيدة لغزًا محيرًا اكتنفه الكثير من الغموض كما كانت مصدرًا خصبًا للكثير من الأساطير والقصص الغريبة التي علقت لفترات طويلة في أذهان المجتمعات، إضافة إلى ما شكلته هذه الكهوف من مصدر مهم لاكتشاف الكثير من الكتابات القديمة والوثائق التاريخية البالغة الأهمية والتي غيرت بصورة جذرية الكثير من المعتقدات والأفكار عن بعض الديانات.
وعند الحديث عن الكهوف في سلطنة عمان وأهمية هذه الظاهرة الجغرافية وأنواعها والدور الذي لعبته على امتداد الفترات التاريخية وتعاقبها فلا بد من التأكيد أن الكهوف في السلطنة تميزت بتباين أنواعها وأطوالها وأحجامها وتكويناتها الجغرافية الأمر الذي حتم على حكومة السلطنة استغلال هذا الجانب في دفع القطاع السياحي الذي يعد من القطاعات الهامة في إثراء الاقتصاد العماني لكون هذه الظاهرة فريدة في المنطقة وبحاجة إلى الوافر من الدراسات والبحث العلمي.
للكهوف أهمية كبيرة نظرًا لكثرة مرتاديها ولاستقطابها شرائح وأعداد كبيرة من السياح الذين تتنوع هواياتهم بين المغامرة والترفيه والرياضة إلى جانب الأهمية الكبيرة لهذه الكهوف من قبل العلماء المهتمين بمعرفة عمر الأرض
وتزخر محافظة ظفار في جنوب السلطنة بالعديد من الكهوف ذات المقومات الطبيعية والمعالم السياحية والتي تعد كنوزًا طبيعية تنفرد بخصائص وتكوينات نادرة وتشكل جزءًا مهمًا من تراث عمان الطبيعي والبيئي والسياحي.
ويوجد بمحافظة ظفار عدد كبير من الكهوف والمغارات التي تنتشر على امتداد سلسلة جبال ظفار والتي استغرق تكوينها آلاف السنين حيث كان سكان المناطق الجبلية يستخدمونها كمساكن ومأوى للماشية وللاحتماء من الأمطار والرياح والعواصف، حيث عرفت الكهوف منذ القدم على أنها الملاجئ والأماكن الآمنة للإنسان من تقلبات الطقس والتغيرات الطبيعية. وفي هذه السطور سنذهب في رحلة مشوقة داخل بعض كهوف عمان الساحرة..
كهف صحور
من الكهوف الموجودة في محافظة ظفار كهف “صحور” ويقع هذا الكهف الذي يتكون من الأحجار الجيرية في وادي نحيز ويبعد 12.5 كيلومتر إلى الشمال من مدينة صلالة.
كما يوجد بالهضبة التي يقع فيها مدخل كبير الحجم يطل على الوادي بقوسه المزين بهوابط قديمة وصاعدة كبيرة يبلغ ارتفاعها مترين.
ويوجد بالكهف ممر ضيق يقع في الجهة الشمالية من مدخله ويؤدي إلى الغرفة الرئيسية حيث تزدان هذه الغرفة بالكثير من التراكيب الكهفية البديعة كالأعمدة والهوابط بأنواعها المختلفة كما يمكن مشاهدة قطرات الماء المتدلية في الكثير من الهوابط التي لا تزال في مراحل تكونها إلى جانب وجود حوض جاف يبلغ طوله 1.8 متر وعرضه 1.5 متر والذي انطبعت عليه آثار لمياه شلالات متحجرة تبدو كما لو أنها كانت تنساب بالأمس القريب.
كهف اتين
تتميز العديد من الكهوف في محافظة ظفار بوجودها بالقرب من العيون المائية الرئيسية مثل كهف “اتين” القريب من عين جرزيز والذي يعتبر من حيث المساحة الأكبر في منطقة عين جرزيز.
وينقسم الكهف داخليًا إلى كهفين الكهف الرئيسي وتبلغ مساحته 602 مترمربع تقريبًا والكهف الصغير وتبلغ مساحته 189 مترًامربعًا تقريبًا.
ويبعد الكهف عشرة كيلومترات عن مدينة صلالة ويمكن الوصول إليه عن طريق الشارع العام صلالة ـ اتين حيث يقع الكهف في الجهة اليمنى بعد نهاية عقبة اتين على هضبة جبلية ترتفع عن سطح البحر 400 متر ويبعد عن عين جرزيز بنحو 400 متر إلى الاتجاه الغربي ويمكن من خلاله مشاهدة جميع جوانب الوادي بحكم ارتفاعه وموقعه المميز.
ويرتاد كهف اتين الكثير من السياح والمهتمين بالطبيعة والكهوف طول العام، حيث يشرف على جميع جنبات وادي جرزيز ويوفر موقعًا متميزًا للنزهة والاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية إضافة إلى وجود بعض الظواهر الجيولوجية داخل الكهف مثلما يعرف بالهوابط التي تقطر منها المياه في أثناء هطول الأمطار.
كهف رزات
يعتبر كهف “رزات” الأكثر ارتيادًا من قبل الزوار والمقيمين، حيث يتوسط الجبل المطل على عين رزات التي تبعد مسافة 25 كيلومترًا تقريبًا عن صلالة ويمكن الوصول وزيارة هذا الكهف بكل سهولة ويسر نظرًا لقلة ارتفاعه عن مستوى الأرض ولوجود درج ومقاعد للجلوس تمكن الزوار من زيارته والتمتع بالمناظر الجميلة ومشاهدة عين رزات وحديقتها بالكامل من مدخله.
كما تعتبر كهوف وادي دربات التي تتميز بأقواسها الطبيعية والنقوش والرسوم المزينة لجدرانها فريدة من نوعها بسبب تنوع الترسبات الكلسية المعلقة في أسقفها.
وتوفر زيارة كهوف وادي دربات فرصة نادرة للتعرف على التكوينات الجيولوجية للكهوف وتطورها عبر آلاف السنين وكذلك الاطلاع على نشاط الإنسان في العصور القديمة من خلال مشاهدة النقش على الصخور للإنسان البدائي الذي سكن هذه الكهوف.
كهف العين
يوجد في عين حمران كهف يحمل اسم “العين” ويعرف أيضًا باسم آخر هو كهف “الخفافيش” حيث تعيش داخله أعداد كبيرة من الخفافيش ولهذا الكهف مدخل منبسط يضم قناة عرضها متر تمتد لمسافة نحو 30 مترًا وتنتهي في غرفة جوفية مقاسها 100 متر مربع.
كهف المرنيف
شاطئ المغسيل
ويعتبر كهف “المرنيف” بمنطقة شاطئ المغسيل من الكهوف الجميلة التي تحظى بزيارة أعداد كبيرة من الزوار حيث يقع على بعد 40 كيلومترًا من صلالة ويطل على البحر ملقيًا بظلال تساعد على القيام بالرحلات والاستجمام كما يطل على نوافير المياه الطبيعية التي تجذب السياح خاصة خلال موسم الخريف.
وقد تم أيضًا تجهيز كهف المرنيف بمنطقة المغسيل والذي يتميز بوجود النافورات الطبيعية حيث تم إنشاء مركز للزوار وعمل أسوار حماية على جانبه المطل على البحر إضافة إلى عمل استراحات متعددة وممرات وممشى وجسر للعبور.
بئر الطيور
اكتسبت حفرة إذابة “طوي أعتير” المعروفة باسم “بئر الطيور” شهرة عالمية منذ اكتشافها في العام 1997 من قبل فريق المغامرين السلوفانيين بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس باعتبارها واحدة من أكبر حفر الإذابة في العالم وهو ما يضاف إلى رصيد السلطنة الغني بالتنوع البيئي والجغرافي والمعالم التاريخية والأثرية والمقومات الحضارية والذي يعزز بدوره الأنماط السياحية التي تتميز بها محافظة ظفار ويزيد من فرص الاكتشاف للمهتمين ومحبي الطبيعة والمغامرة.
ويبلغ حجم حفرة طيق نحو 975 ألف مترمكعب ويتراوح طول قطرها فيما بين 130 إلى 150 مترًا أما عمقها فيصل إلى 211 مترًا وبإمكانها استيعاب بناية من 70 طابقًا وهي أعلى من أكبر أهرامات الجيزة بمصر بنحو 70 مترًا.
وقد أدى جريان المحلول المائي على طول الأودية التي تصب في الحفرة إلى إذابة الصخور وبالتالي إلى تكوين الحفرة والشلالات الرائعة الواقعة على طول التقاطع مع “حفرة طيق”.
ظلت الكهوف بصورتها النمطية المتعارف عليها ومنذ الأزمنة البعيدة لغزًا محيرًا اكتنفه الكثير من الغموض كما كانت مصدرًا خصبًا للكثير من الأساطير والقصص الغريبة التي علقت لفترات طويلة في أذهان المجتمعات
كهف طيق
يوجد “كهف طيق” قرب أعلى الحفرة ويبلغ حجمه 170 ألف مترمكعب تقريبًا وبه ما لا يقل عن 6 مداخل أكبرها المدخل والجدار الغربي ويمكن مشاهدته من أعلى حفرة إذابة طيق حيث يستطيع المرء أن يصل إليه عبر مسالك صغيرة يمكن رؤيتها من المسار الرئيسي والتي يمكن من خلالها الإطلالة على مشاهد بديعة للحفرة وشلالاتها.
وتقع حفرة الإذابة بطيق على بعد تسعة كيلومترات شمال شرقي نيابة طوي أعتير وهي موقع رائع للاستمتاع بروية الطيور وسماع أصواتها ويمكن الوصول إلى الكهف بواسطة الطريق المسفلت المتجه إلى نيابة طوي أعتير التي تقع بين ولايتي طاقة ومرباط مرورًا بوادي دربات ومنها يسلك طريقًا آخر للوصول إلى الكهف.
كما يوجد بولايتي رخيوت وضلكوت بالمنطقة الغربية من محافظة ظفار عدد من الكهوف، حيث تشتهر ولاية رخيوت بوجود الكهوف والمغارات أشهرها كهوف “شروت” و”أخارت” و”حرتوم”، أما أهم الكهوف في ولاية ضلكوت هي “شيساع” و”مشلول” و”أصبير” حيث يوجد على جدرانها بعض النقوش الأثرية.
كهف مجلس الجن
بعيدًا عن الأنظار في قلب تلال بنية اللون تقع عند سفوح جبال الحجر الشرقية، يختفي واحد من أعظم وأجمل العجائب الطبيعية إنه “كهف مجلس الجن” الذي يعتبر ثالث أكبر الكهوف الجوفية في العالم وثاني أكبر كهف من نوعه في السلطنة.
ويبلغ هذا الكهف من السعة ما يمكنه من استيعاب عشر طائرات جامبو كبيرة على أرضه بسهولة، كما أن ارتفاعه يسمح بوقوف أربع من هذه الطائرات فوق بعضها حتى تصل إلى سقفه، فيما قدر بعض الخبراء سعة الكهف بـ12 طائرة بوينج 747 أو ما يصل إلى 1600 حافلة سياحية، كما يمكن أن يحوي بداخله أكثر من خمسة فنادق بحجم فندق قصر البستان.
مساحة أرضية الكهف العجيب تبلغ 58 ألف مترمربع وسعته 4 ملايين مترمكعب، أما طول الكهف فيصل إلى 310 أمتار وعرضه 225 مترًا وتبلغ المسافة من الأرض إلى السقف الذي هو على هيئة قبة 120 مترًا ورغم ضخامة حجمه فمن الصعب اكتشافه في هذه المساحة الشاسعة من النجد الجبلي الذي يتسم بكثرة تصدعاته وأخاديده وكل ما يدل على وجوده من الخارج هو مجرد ثلاث فتحات تبدو غير ذات أهميه للناظر إليها.
يقع الكهف عند الحد الشمالي من هضبة “سلمى” بالقرب من قرية فنس بولاية “قريات” الواقعة على الطريق الذي يربط بين قرية ضباب التابعة لولاية صور بالمنطقة الشرقية.
وينبغي التنويه بأن عملية الهبوط أو الصعود لمسافة 120 مترًا لا يمكن للمبتدئين القيام بها لأنها تتطلب تدريبًا ومهارة عالية ولذا على الزوار أخذ الحيطة والحذر عند دخولهم الكهوف وأخذ كل الأدوات الضرورية لمثل هذه التجربة المدهشة.
يوجد بمحافظة ظفار عدد كبير من الكهوف والمغارات التي تنتشر على امتداد سلسلة جبال ظفار والتي استغرق تكوينها آلاف السنين حيث كان سكان المناطق الجبلية يستخدمونها كمساكن ومأوى للماشية
اكتشف كهف مجلس الجن لأول مرة ووضع على الخريطة في أثناء تنفيذ برنامج للهيئة العامة لموارد المياه للبحث عن الصخور الكربونية في السلطنة بغية اكتشاف احتياطات مائية جوفية عميقة، وكان أول من هبط بداخل الكهف الضخم أحد خبراء الهيئة وهو “دون ديفيسون” في عام 1983م وذلك عبر الفتحة التي يبلغ عمقها 120 مترًا والتي تعتبر أقصر فتحه من الفتحات الثلاثة، ثم جاءت زوجته “شيريل جونز” في العام التالي 1984م لتهبط من أعمق فتحه ويبلغ عمقها 158 مترًا فسميت باسمها منذ ذلك الحين ثم جاء “دون جونز” بعد ذلك ليهبط من الفتحة الثالثة في عام 1985م.
يتطلب الوصول إلى قمة الكهف جهدًا كبيرًا حيث يتوجب قطع مسافة 1300 متر من الدروب الجبلية الوعرة في نحو خمس ساعات تقريبًا أو عن طريق الطائرات العمودية لتفادي تلك الدروب الوعرة المؤدية إلى الكهف والتي تتناثر فيها الحجارة المدببة والهضاب المتموجة كما أنه لا يمكن النزول إلى داخل الكهف إلا بالحبال.
الجيولوجيون قدروا عمر كهف مجلس الجن أو كهف سلمى كما يحلو للبعض تسميته نسبة إلى المنطقة التي فيها بخمسين مليون سنة ويعتبر مستودع كنوز للحياة الطبيعية.
كهف مقل
يقع في ولاية بني خالد بالمنطقة الشرقية بقرية مقل بوجود الواحات المائية الجميلة والتي اتخذت الولاية منها شعارًا، ومن بين الصخور التي نحتتها الطبيعة تتدفق المياه العذبة مشكلة ذلك المنظر البديع الذي لا تجد له مثيلاً في أي ولاية أخرى، وتنساب المياه منها ليتلقفها العماني القديم صانعًا منها أفلاجًا تمتد لعدة كيلومترات لتروي المناطق الزراعية، ويمتد طول هذه الواحات المائية إلى أكثر من مئتي متر في بعض الأماكن وبعرض عشرين مترًا في بعض الأجزاء كما يبلغ عمقها أكثر من ستة أمتار تقريبًا، مما يجعلها أنسب مكان لممارسة السباحة، وحول هذه الواحات توجد أشجار خضراء خلابة لتكون مكان استرخاء واستجمام للتمتع بالمياه الرقراقة كما توجد استراحات ومسجد لمرتادي المكان.
كهف الكتان
من الكهوف العمانية المشهورة أيضًا “كهف الكتان” بعبري في الجزء الجنوبي لطية الجبل الأخضر المحدبة وبالتحديد بالقرب من ولاية الحمراء، ويتميز بالتراكيب الجبسية الشبيهة بالشعر والأزهار الجبسية ذات الألوان الرائعة.
إذ إن لهذا الكهف فتحتين يدخل من إحداهما ماء الوادي المتحدر من أعلى الجبل وتسمى هذه بـ”الهوتة”، أما الأخرى “الفلاح” فيخرج الماء عبرها بعد توغله داخل أروقة الكهف ودهاليزه المتصلة، يتميز هذا الكهف بدرجة حرارته المعتدلة والناتجة من تنفس الكهف لتيارات الهواء الخارجي عبر فتحتيه مرورًا بالبحيرة الواقعة في منتصفه.
ينبع غنى هذا الكهف وثراؤه من امتلائه بعدد كبير من التراكيب والأشكال الكهفية البديعة كالصواعد والهوابط، ولهذه الأخيرة أنواع عديدة في هذا الكهف، إذ إن به أمثلة نموذجية لما يسمى بصواعد جذع الشجرة والصواعد المركبة كالمصاطب والصواعد متناسقة القطر، كما أنه يزخر بعدد لا بأس به من الأحواض الجافة، ويوجد أيضًا في بحيرة الكهف أنواع من الأسماك العمياء نادرة الوجود.
كهوف وادي دربات
يقع بمحافظة ظفار ويتميز بأقواسه الطبيعية والنقوش والرسوم المزينة لجدرانه وهي ذات دلالة على نشاط الإنسان قديمًا في هذه المنطقة.
وتنفذ وزارة السياحة بالتنسيق مع وزارة البلديات الإقليمية والبيئة وموارد المياه العديد من المشاريع الخدمية من أجل تأهيل وتطوير هذه الكهوف وبعض المواقع السياحية الأخرى لتعزيز وتفعيل دورها البيئي والسياحي، حيث يتم حاليًا تزويد هذه الأماكن المتميزة بالعديد من الخدمات مثل الطرق والمرافق والخدمات السياحية الأخرى كالمقاهي ومواقف السيارات ودورات المياه والممرات ووضع حواجز جانبية على الطرق المؤدية لهذه المواقع للحفاظ على المراعي والمناطق الطبيعية وعدم الإضرار بالبيئة.
ويجري حاليًا تعبيد الطريق المؤدية إلى كهف طيق مرورًا إلى جبل سمحان والذي تنفذه وزارة النقل والاتصالات بالتنسيق مع وزارة السياحة بطول 42 كيلومترًا، كما تقوم وزارة البلديات الإقليمية والبيئة وموارد المياه بالتنسيق مع وزارة السياحة بتعبيد الطرق إلى كل من وادي دربات الذي يضم مجموعة من الكهوف أهمها كهف دربات بطول 6 كيلومترات ومنطقة الشلالات بطول كيلومترين إلى جانب بعض العيون المائية ذات الشهرة السياحية مثل عين طبرق بطول 8.5 كيلومتر وعين أثوم بطول 5.6 كيلومتر وكذلك الطريق المحاذي لساقية عين جرزيز بطول كيلومترين.
وأوضح محمد السناني مدير التخطيط والتنمية السياحية بوزارة السياحة أن مشاريع تطوير الكهوف ستساهم بلا شك في تنشيط السياحة البيئية لتلك المواقع المتميزة ببيئتها الطبيعية البكر والمتمثلة في الغطاء النباتي الكثيف ووجود الأحياء البرية والطيور واعتدال المناخ وستعمل على تدفق السياح طول العام إلى تلك المناطق الخلابة.
وقال إن قيام الوزارة بتطوير بعض الكهوف في محافظة ظفار يأتي ضمن جهودها لتطوير بقية الكهوف بالسلطنة، حيث تم الانتهاء مؤخرًا من تطوير كهف الهوتة بالمنطقة الداخلية الذي من المتوقع أن يفتتح أمام السياحة في نهاية العام الحالي.
وأوضح أن الكهوف في سلطنة عمان تعتبر مناطق جيولوجية مخبأة في باطن الأرض وهي كنوز طبيعية استغرق تكوينها آلاف السنين وتنفرد بخصائص وتكوينات نادرة وهي تراث وطني يتطلب ضرورة صونها ورعايتها كجزء مهم من التراث العماني الطبيعي والبيئي والسياحي.
من جانبه قال محمد بن حمود التوبي مدير السياحة الداخلية بوزارة السياحة إن الوزارة بصدد تنفيذ دراسات علمية جيولوجية تتعلق بدارسة خصائص الكهوف ومميزاتها تليها دراسة هندسية معمارية لتطوير تلك الكهوف والسبل المثلى لتطويرها واستغلالها بحيث يكون لكل كهف ميزة وخصوصية معينة تميزه عن الآخر.
وأضاف أن الوزارة تقوم حاليًا بإعداد وثائق مناقصة تلك الدراسات لطرحها أمام الشركات العالمية المتخصصة في دراسات الكهوف وكيفية استغلالها، مشيرًا إلى أن الدراسة ستشمل في محافظة ظفار كهف طيق وحفرة طوي أعتير وذلك بهدف تهيئتها للاستغلال السياحي المنظم.
وأوضح أن الدراسة ستستغرق قرابة الخمسة أشهر وتأمل وزارة السياحة بتطبيق المناسب من مقترحات تلك الدراسة خلال العامين القادمين حسب الموارد المالية المتاحة، مؤكدًا أن الدراسة العلمية لأي كهف تعتبر ضرورية لمعرفة التكوينات الصخرية لبعض الكهوف ومدى ملاءمتها لأنواع التطوير.
وبين أن للكهوف أهمية كبيرة نظرًا لكثرة مرتاديها ولاستقطابها شرائح وأعداد كبيرة من السياح الذين تتنوع هواياتهم بين المغامرة والترفيه والرياضة إلى جانب الأهمية الكبيرة لهذه الكهوف من قبل العلماء المهتمين بمعرفة عمر الأرض ودراسة طبقات الأرض والتكوينات الصخرية لها ومشاهدة السمات الطبيعية والكائنات الحية بتلك الكهوف.