كانت الأشجار تصطف حول جانبي شوارع السوق حيث يعيش الناس ويعملون، بينما كانت المساجد مفصلة بشكل رائع حيث كانوا. على مر العصور، يصلون.
لم تعد تلك الأشجار الآن، فالحرب لم تقتل أجيالا من السوريين فحسب، لكنها قضت أيضا على كل ما حولهم، بما في ذلك المواقع التي كانت هناك منذ فجر الحضارة.
هذه الصورة توضح السوق القديم في حلب، في عام 2007 و عام 2013
أشرطة الفيديو التي كشفت مقتل قرى بأكملها أو ذبح مئات الأشخاص كشفت القليل عن الأضرار التي بدت بعد المعركة، من الكنائس القديمة والقلاع الصليبية أو الآثار الإسلامية التي صمدت خلال آلاف السنين، لكنها لم تستطيع الصمود في هذه الحرب التي لا ترحم.
هذه الصور تظهر كيف كانت تبدو سوريا لعقود في كتب التاريخ، وكيف تبدو سوريا الآن، تكشف تلك الصور عن دمار مروع في جميع أنحاء البلاد أصاب روح سوريا ذاتها
في حلب، واحد من أقدم الأسواق المغطاة في العالم وأكبرها، كان هذا السوق يمتد في متاهة من الشوارع على مرمى حجر من ميادين القتال بين المعارضة والنظام. لقد سُوي السوق بالأرض بعد أن قُصف لأشهر من قبل طائرات النظام السوري.
مستشفى الكندي في ريف حلب، في عام 2012 و2013
شارع في حمص، 2011 و2014
إذا اتجهت جنوبا إلى ثالث مدن سوريا، حمص، ستجد واحدة من أهم قلاع العصور الوسطى في العالم. القلعة قصفت مباشرة بقذائف المدفعية وصواريخ الطائرات. حمص كانت الأسوأ من بين المدن السورية، فشوارعها ومناطقها السكنية دُمرت تماما في معظمها، توقفت الحياة بشكل كامل في المدينة.
الجامع العمري في درعا 2011 و2013
باحثة في جامعة دورهام البريطانية أعدت تقريرا عن الأضرار التي طالت مواقع التراث السوري ومن بينها آثار “البابليين والآشوريين والحيثيين” وأضافت “كذلك الإغريق والساسانيين والفرس والرومان والعرب اختاروا مدنا سورية عواصم لحكمهم” هذا إضافة إلى الآثار التي تركها الصليبيون ثم العثمانيون ما جعلها منطقة من ضمن الأغنى في العالم
سوق باب أنطاكيا في حلب 2009 و 2012
الجامع الأموي في حلب 2012 و 2013
القصف والنيران لا يصيب تلك المواقع الأثرية عن غير قصد، فكلا الطرفين كثيرا ما يستخدما تلك المواقع كقواعد لإطلاق النيران، المنطقة الأشهر في حلب والتي يسيطر منها النظام على كل شيء تُعرف “بالقلعة”، والجامع الأموي في حلب استُخدم كدرع لقصف الثوار.