ترجمة وتحرير نون بوست
محادثات السلام التي كانت من المفروض أن تكون من أكبر “الانقلابات” الدبلوماسية للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في ولايته الثانية لم تكن كذلك حتى الآن ، فمحادثات جنيف 2 والتي يتم التجهيز لها منذ قرابة العام الرامية إلى حل سياسيّ للأزمة السورية بعد مقتل أكثر من 150 ألف شخصاً ودمار وتشريد للسكان لم تكن جاهزة حتى قبل 24 ساعة فقط من بدءها.
القصة بدأت نهايتها مع توجيه بان كي مون الدعوة لإيران لحضور المحادثات، وهي الدولة الداعمة الأولى والأكبر لبشار الأسد عسكريا وماديّاً وسياسيّاً في المطنقة ، الأمر الذي لم يعجب المعارضة السورية التي سحبت بدورها ورقة حضورها وساد جوّ من الفوضى على المستوى الدولي وباتت المحادثات على شفى الانهيار قبل أن يسحب بان كي مون الدعوة لما قيل أن إيران لم تقبل بمقررات جنيف 2.
دبلوماسيون في الأمم المتحدة قالوا بأن بان كي مون كان يعتقد بالتزام ايران بمقررات جنيف 1 لكن الأمر لم يبدو كذلك، دون معرفتهم إن كان بان كي مون قد ضُلل حقاً أم أساء الفهم لتكون الدعوة بهذا الشكل من السرعة وعدم الوضوح.
جنيف 2 كان يواجه صعوبات منذ البداية، فعندما اختارات الأمم المتحدة 22 يناير لعقد المؤتمر في ذات الوقت الذي يعقد فيه معرض الساعات السنوي والذي يأخذ معظم أجزاء المدينة ، الأمر الذي دفعهم لنقل المؤتمر حوالي 100 كيلو متراً إلى مدينة جبال الألب مونترو.
حتى قائمة المدعوين كانت مزدحمة بشكل كبير وبالأشخاص الخطأ كذلك، دبلوماسي من الأمم المتحدة قال : “هناك دول ليس لها أي شأن بالقضية السورية كان تتوسل للحضور” ، وأضاف ” وحتى لو نجح جنيف 2 او لا .. فانه سيكون شأناً ثانوياً لمن حضر أو لم يحضر “.
سوء فهم ؟
بان كي مون كان يعتقد بأنه حصل على تأكيدات من جانب ايران بدعم مقررات جنيف 1 بتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية في سوريا، الأمر الذي دفعه لدعوتها للحضور والذي لم يعجب ذلك واشنطن بالطبع لتقول بأنها كررت أكثر من مرة بأن على إيران القبول بجنيف 1 لحضور جنيف 2، إلا أن وجهة نظر الأمم المتحدة بحضور إيران كانت مدعومة بقوة من روسيا، لما لها من حضور قويّ وفاعل في القضية السورية.
بان كي مون بدى كما لو أنه واثقاً من حضور إيران كما قاله المتحدث باسمه، وذلك بعد حديث مع وزير الخارجية محمد ظريف ودبلوماسيين إيرانيين آخرين فيما قيل أنه ازالة العقبات من أمام جنيف 2 ، الأمر الذي أكده المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي فقال أن ظريف وآخرين أخبروا بان كي مون : “إيران فهمت ودعمت أساس وهدف المؤتمر، بما في ذلك بيان جنيف”.
إلا أنه وبعد إعلان بان كي مون الدعوة لإيران، رفضت الأخيرة الدعوة القائمة على أساس القبول بجنيف 1 ، وحسب مصدر إيراني قال بأن ظريف لم يخبر بان كي مون سوف تقبل بمقررات جنيف ، ولكنه “ربما استخدم لغة دبلوماسية غامضة الأمر الذي أدّى لسوء فهم”.
الأمر الذي قال عنه دبلوماسيون بأنه قد يكون سوء فهم من بان كي مون الأمر الذي جعله يوجه الدعوة لإيران، والذي كان قد يكون “انقلاباً دبلوماسياً ” لبان كي مون في حال نجح في اقناع إيران في القبول بمقررات جنيف 1 وتشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
المصدر : رويترز