ترجمة حفصة جودة
هربت الهند وإندونيسيا وماليزيا وفيتنام من نظرة ترامب الساخطة تجاريًا، لكن يبدو أن وقتهم لم يحن بعد، فالولايات المتحدة تواجه عجزًا تجاريًا كبيرًا مع هذه الدول، بعضها يعتبر عجزًا كبيرًا جدًا، فخروج ترامب من الشراكة مع 12 دولة عبر المحيط الهادئ وهجومه على السياسات التجارية للصين واليابان وكوريا الجنوبية ودفعه الحزب الجمهوري للقيام بإصلاحات ضريبية من شأنها أن تفرض ضرائب على واردات أمريكا من تلك الدول، كل هذا من شأنه أن يثير مخاوف بأن عصر الحماية سيؤثر سلبًا على النمو.
هذه الدول التي تواجه عجزًا تجاريًا مع الولايات المتحدة قد تكون عرضة للهجوم، قام بيتر نيفارو رئيس المجلس الوطني للتجارة وويلبر روس المرشح لوزارة التجارة، بكتابة ورقة بحثية العام الماضي أشارا فيها إلى الثغرات التجارية الأمريكية واعتبروها سببًا لما وصفوه بـ”الانخفاض البطيء للنمو”.
يقول ديبورا إلمس المدير التنفيذي لمركز التجارة الآسيوي (شركة استشارية مقرها سنغافورة): “معظم الدول الآسيوية لها صادرات ضخمة للولايات المتحدة، ويعتبر العجز التجاري مشكلة وفي أي لحظة قد نواجه غضبًا من ترامب، فهل انتبهت الدول الأخرى لهذه المشكلة؟ ربما لا”.
هذه نظرة على الاتفاقيات التجارية للولايات المتحدة مع شركائها الرئيسيين في آسيا مرتبة وفقًا لحجم الفائض في تجارتها:
الصين
العلاقات التجارية التي تحكمها هي قواعد منظمة التجارة العالمية.
– كانت الصين هدفًا رئيسيًا لترامب خلال حملته الانتخابية، وعلى الرغم من أنه هدد بكل شيء بداية من رسوم جمركية عقابية وحتى وسم الدولة التي تتلاعب بالعملة، لكن الرئيس لم يتخذ أي إجراء حتى الآن ضد ثالت أكبر سوق للصادرات في أمريكا، ربما وضع في اعتباره تحذير الرئيس الصيني شن جين بينغ بأن الحرب التجارية ستضر كلا الجانبين.
اليابان
العلاقات التجارية التي تحكمها هي قواعد منظمة التجارة العالمية.
– يعتبر رئيس وزراء اليابان شينزو آبي من أكثر الزعماء الآسيويين نشاطًا في محاولة درء تهديدات أمريكا، فقد سافر مرتين إلى الولايات المتحدة للقاء ترامب منذ فوزه في الانتخابات، التقى آبي بترامب في واشنطن في الـ10 من فبراير حيث اتفقا على بدء محادثات بشأن التجارة والاستثمار، وفي المرة الثانية انضم آبي إلى ترامب في فلوريدا للعب الغولف.
– أبدى ترامب استياءه من عدم قدرة السيارات الأمريكية على الوصول إلى اليابان، فرد آبي أن شركات الولايات المتحدة لم تبذل جهدًا كفايًا بهذا الصدد.
فيتنام
العلاقات التجارية التي تحكمها هي قواعد منظمة التجارة العالمية واتفاقية هيكلة التجارة والاستثمار.
– حاولت هانوي – عاصمة فيتنام – الاعتماد على إقرار اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ لإضفاء صفة رسمية على علاقتها مع الولايات المتحدة.
– يمثل الفائض التجاري نحو 15% من الاقتصاد الفيتنامي، مدعومًا بصادرات ملابس التريكو والأثاث والمفروشات، كانت الصادرات إلى الولايات المتحدة قد تضاعفت منذ عام 2010 بعد انتقال العديد من المصانع الصينية لفيتنام بحثًا عن أجور أقل.
كوريا الجنوبية
العلاقات التجارية التي تحكمها هي اتفاقية التجارة الحرة “Korus” منذ عام 2012.
– وصف ترامب هذه الاتفاقية بأنها “قاتلة للوظائف” وقال جيمس كيم رئيس الغرفة التجارية الأمريكية في كوريا إن سول تتحايل على الاتفاقية عن طريق الحواجز غير الجمركية.
– أكثر من 80% من العجز التجاري مع كوريا عام 2016 يقع في قطاع السيارات، وفقًا للمجلس السياسي الأمريكي للسيارات.
– قال وزير تجارة كوريا الجنوبية جو هيونغ هوان الأسبوع الماضي إنه سيسعى لشرح فوائد اتفاقية “Korus” لإدارة ترامب.
الهند
العلاقات التجارية التي تحكمها هي قواعد منظمة التجارة العالمية، بالإضافة إلى منتدى السياسة التجارية منذ عام 2005، ازدهرت التجارة منذ ذلك الحين وارتفعت من 29 مليار دولار في 2015 إلى 65 مليار دولار.
– تدير الهند فائضًا تجاريًا كبيرًا بفضل صادرات الخدمات التكنولوجية والمنسوجات والأحجار الكريمة.
– رغم ذلك، فالعلاقة بين ترامب ورئيس الوزراء ناريندرا مودي ما زالت ودية، يعتبر مودي الزعيم الخامس عالمًا بحسب وصف ترامب بعد تنصيبه، لكن القضايا التجارية لم يتم التطرق إليها بعد، حسب نتائج محادثاتهما في البيت الأبيض.
ماليزيا
العلاقات التجارية التي تحكمها هي قواعد منظمة التجارة العالمية.
– بدأت مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة في يونيو 2005 لكن تم تعليقها عام 2009 بسبب احتجاج ماليزيا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حرب غزة، ثم انضمت ماليزيا بعد ذلك لمحادثات اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ.
– قال وزير التجارة الماليزي محمد مصطفى إن ماليزيا تركز في التجارة مع رابطة الـ10 أعضاء لدول جنوب شرق آسيا.
تايلاند
العلاقات التجارية التي تحكمها هي قواعد منظمة التجارة العالمية واتفاقية هيكلة التجارة والاستثمار منذ عام 2002.
– بدأت محادثات اتفاقية التجارة الحرة عام 2004 لكنها علقت عام 2006 بعد الانقلاب العسكري في تايلاند.
– سبب العجز التجاري بين الولايات المتحدة وتايلاند، الأجهزة الكهربائية والمطاط.
إندونيسيا
العلاقات التجارية التي تحكمها هي قواعد منظمة التجارة العالمية واتفاقية هيكلة التجارة والاستثمار منذ عام 1996.
– يعود الفائض التجاري في إندونيسيا إلى صادارات ملابس التريكو والمطاط والأحذية، أما الولايات المتحدة فيرجع إلى صادرات الطائرات وفول الصويا والآلات.
– اجتمعت الدولتان آخر مرة في أبريل 2016 لمناقشة القضايا التجارية، ومن ضمنها طرق تحسين حماية الملكية الفكرية في إندونيسيا، ومقترحات للتعاون بشأن صيد السمك غير المنظم.
الفلبين
العلاقات التجارية التي تحكمها هي قواعد منظمة التجارة العالمية واتفاقية هيكلة التجارة والاستثمار منذ عام 1989.
– قد تكون الفلبين عرضة لمقترح “الضريبة الحدودية” لأن مزيج صادراتها يعتمد اعتمادًا كبيرًا على السلع الإلكترونية ورأس المال، والتي يمكن الاستعاضة عنها بسهولة من خلال منتجين في الولايات المتحدة وفقًا لمجموعة كريدي سويس.
– كانت أولويات الرئيس رودريغو ديوترتي القيام برحلات في أنحاء آسيا للاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية في المنطقة ومن بينها الصين.
سنغافورة
العلاقات التجارية التي تحكمها هي اتفاقية التجارة الحرة منذ عام 2004.
– يرجع العجز التجاري بين سنغافورة والولايات المتحدة إلى مكانتها كمركز مالي، والبنوك الكبرى والخدمات الاستشارية وشركات المحاسبة والقانون التي تقدم خدماتها في الدولة.
– تخطط الخطوط الجوية في سنغافورة لطلب طائرات واسعة بقيمة 13.8 مليار دولار من شركة بوينغ، هذا الرقم يمثل ربع إجمالي قيمة التجارة الثنائية بين البلدين في عام 2015.
– كان رئيس الوزراء لي هسين لونج من أشد المؤيدين لاتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ قائلاً العام الماضي إن التصديق عليها كان اختبارًا لمصداقية الولايات المتحدة في آسيا.
هونج كونج
يقع تركيز هونج كونج الحالي على التوصل إلى اتفاق تجاري مع دول جنوب شرق آسيا في المحادثات التي بدأت العام الماضي.
– وكمركز مالي آخر، فأكبر عجز تجاري آسيوي يقع بين الولايات المتحدة وهونج كونج، كان مبيعات الخدمات في الشركات المملوكة لأغلبية أمريكية قد وصلت 33.8 مليار دولار عام 2013، وفقًا مكتب الممثل التجاري الأمريكي.
المصدر: بلومبرج