ربما ستغير رأيك كليًا عن مرحلة طفولتك بعد أن تعرف أن أفلام ديزني التي شكّلت مرحلة كبيرة من طفولتك، كانت في الأصل متصلة ببعضها البعض، يعتبر هذا مفاجئًا بعض الشيء إلا أنه ليس غريبًا، لا سيما أن عالم ديزني لا يعتبر جزءًا من عالمنا الواقعي بأي شكل من الأشكال، فهو عالم للحيوانات فيه كفوف وأقدام، ولهم لغة يتواصلون بها مع بعضهم ومع غيرهم من الفئات والأنواع بل ومع الإنسان كذلك، ففيه يحقق المرء حلمه بغناءه لأغنية أو بآداءه لرقصة تعبيرية ما، إلا أنه من الواضح أن لأفلام ديزني عالمها الخاص، والذي تكون فيه الأفلام والشخصيات متصلة ببعضها بالفعل.
يبدأ الأمر من فيلم “الملك الأسد” أو “The lion King”، أحد أفلام “والت ديزني” العبقرية، والذي من الممكن أن تبدأ منه نظرية “اتصال” أفلام ديزني ببعضها البعض وكأنها “دورة الحياة”، كما كان يرويها “موفاسا” الأسد الملك الأب لولي عهده “سيمبا”، حيث قال له بأن دورة حياة الملوك تسير كما تسير الشمس، تغرب يومًا مع ملك، وتشرق مع ملك آخر، ومع كل مكان تصل إليه الشمس، يكون ملكًا للأسد الملك، ولكن عندما يموت الملك، تصبح جثته طعامًا للأعشاب، الذي تأكله الظباء، ولهذا فنحن كلنا متصلين، في دائرة الحياة.
ربما يعد المشهد السابق مشهدًا دراميًا فحسب، إلا أن “الأسد الملك” كان بداية “رحلة الحياة” أو ” The cycle of life” كما قالها “موفاسا” في المشهد السابق، لعالم “ديزني” الخاص به وحده، والذي لم ينتبه إليه الكثير منّا إلا مؤخرًا، بعد إعلان شركة “بيكسار” نفسها، وهي إحدى شركات “والت ديزني” الفرعية للرسوم المتحركة، فيلمًا قصيرًا يوضح فيه ارتباط شخصيات أفلام ديزني ببعضها، بل وظهورها في أغلب الأفلام تقريبًا بدون وعي أو انتباه من المشاهدين، فهي تظهر ليست فقط كديكور أو كجمهور جانبي للقصة الرئيسية، بل تظهر لتتابع أحداث متسلسلة لأفلامها الخاصة.
على يسار الصورة تظهر “روبونزل” من فيلم Tangled في فيلم “Frozen”
بدأ الأمر بملاحظة ضيوف غير متوقعين في أحدث أفلام ديزني فيلم “Frozen”، ففي مشهد تنصيب الملكة، تذهب أخت “إلسا” في الفيلم لترحب بأبطال فيلم “Tangled”، وذلك في أغنية “For The First Time In Forever”، إلا أنها ليست المفاجأة الوحيدة لارتباط الفيلمين معًا، فقد احتوى الأول على الكثير من الأحداث ذات النهاية المفتوحة، جاء الفيلم الثاني، “Frozen” ليمّكلها ويتمّها.
يخرج والدي “إلسا وآنا” بطلتا فيلم “Frozen” في رحلة بالسفينة كانت من المفترض أن تستغرق أسبوعين، إلا أننا نرى في المشهد التالي لخروجهما بأن السفينة تغرق ويموت الملكين، ونعرف من الفيلم أن الفترة التي مرت على ذلك الحدث كانت 3 سنوات، وهي الفترة ذاتها التي خرج بها “Frozen” بعد فيلم “Tangled”، حيث خرج في نفس اليوم بالضبط بعد مرور ثلاثة سنوات بين الفيلمين، هل كان والدي “إلسا وآنا” في طريقهما إلى حفل زفاف “rapunzel” من فيلم “Tangled”؟ يجيبك طاقم الفيلم بنعم!
على اليسار والدي “إلسا وآنا” وعلى اليمين والدي “طرزان”.. هل يكونا نفس الشخصيات؟
في لقاء مع كاتب ومخرج فيلم “Frozen” “جينيفر لي” وكذلك مساعد مخرج الفيلم “كريس باك”، أكد كلاهما أن فيلمي “Frozen” و ” Tangled” على ارتباط ببعضهما البعض، ليس هذا فحسب، بل ربما يكونا على ارتباط بفيلم “Tarazan” إنتاج عام 1999 أيضًا، وذلك بحسب تصريح مخرج الفيلم بأن والدي “إليسا وآنا” لم يلق حتفيهما في الحادثة، وهبطا في إحدى الغابات وسط المحيط بعد أن كانت الملكة ترتقب وصول مولد جديد، حيث رزقا فيما بعد بـ”طرزان”، فهل يكون “طرزان” الأخ الضائع لـ “إلسا وآنا”؟، ربما ستكون تلك إحدى مفاجآت “ديزني” المستقبلية!
يرتبط الفيلمين ببعضهما أكثر مما تتخيل!
ملكة فيلم “Frozen” إلى يمين الصورة بجانبها ملكة فيلم “Tangled”
هل كان ذهاب والدي “إلسا وآنا” للزفاف في فيلم “Tangled” صدفة؟، يصرح فريق العمل بأن الإجابة لا!، لا سيما بعد خروج كتب مؤلفة بعنوان “نظرية بيكسار” أو نظريات ديزني تفسر اتصال الأفلام ببعضها مؤكدة أن بعض الافتراضات التي قام المشاهدون بطرحها للسؤال صحيحة بالفعل.
طرح المشاهدون من قبل أسئلة حول قرابة والدتي “إلسا” من “Frozen” ووالدة ” روبونزل” من فيلم “Tangled”، وذلك للتشابه الشديد بينهما، فكان الرد بأنهما بالفعل أختان في عالم أميرات وملكات “ديزني”، ربما يفسر هذا القدرات الخارقة التي يتمتع بها الابنتان بالفعل، فواحدة وُلدت بهبة بفضل زهرة سحرية في شعرها، والأخرى ولدت بسحر في يديها تصنع الثلج وتحول ما حولها إلى جليد في أي وقت، وهذا يفسر حضور “روبونزل” حفل تنصيب قريبتها من “Frozen”، ويفسر أيضًا ذهاب الملك والملكة من الفيلم الأخير لحضور حفل زفاف “روبونزل” في فيلم “Tangled” قبل أن تغرق السفينة ويذهب الأخيران لقصة مختلفة تمامًا!
فيديو يشرح ارتباط الأفلام ببعضها البعض
ماذا عن البلاد التي تم تمثيل القصص فيها؟
لكل قصة من قصص أفلام “ديزني” بلد معين، وبالعودة للبلاد التي كانت موقعًا لكل من فيلمي “Frozen” وفيلم “Tangled” يبدو أن نظرية اتصال الأفلام تضح أكثر وأكثر، فهنا يتجه رسامي “ديزني” في رحلة إلى النرويج لبناية تصور لقلعة “آريندال”، القلعة التي اختبأت فيها “إلسا” بطلة فيلم “Frozen”، أما بالنسبة لفيلم ” Tangled” فكانت قصة “Brother Grimm” الألماني، وهي النسخة الأصلية لفيلم “Tangled” هي الإلهام الرئيسي لكاتبي الفيلم ورساميه، لتكون القلعة الخاصة بالأميرة في الفيلم في ألمانيا في النهاية.
النسخة الأصلية لقصة “روبونزل” الألمانية عام 1812
ربما لا يهتم المشاهد كثيرًا بالبلاد التي يتم اتخاذها موقعًا لقصص الأفلام، ولكن إن أراد المرء متابعة الأفلام لإثبات اتصالها ببعض، هنا تكون مواقع الأفلام نقاط محورية ومضيئة في سبيل اكتشاف “عالم ديزني” الخاص، فإذا عدنا للأفلام السابقة سنجد تسلسلًا جغرافيًا كذلك، فحينما خرجت سفينة والدي “إلسا و آنا” من فيلم ” Frozen” عبر البحر، لا يوجد احتمالية أخرى لتحطمها غير في البحر الشمالي، أي على إحدى سوائل الدنمارك، وبالعودة إلى أرشيف “ديزني” لا يوجد فيلم كانت قصته في الدنمارك، إلا أن هناك فيلمًا لكاتب دينماركي من كتاب “ديزني” وهو ” the Little Mermaid” أو “حورية البحر”
مشهد حطام السفينة من فيلم “حورية البحر”
يعود حطام السفينة الموجود في المشهد الافتتاحي لفيلم “حورية البحر” بالذاكرة بنا إلى سفينة “Frozen” التي تحطمت في البحر الشمالي ونجا منها الوالدان بحسب رواية مخرج الفيلم كما ذُكر سابقًا، حيث تستكشفها “آريل” بطلة فيلم “حورية البحر” في المشاهد الأولى للفيلم، وذلك في عام حينما تم إصدار الفيلم.
هل يعد كل هذا من باب النظريات والافتراضات فحسب؟ ، شاهد بنفسك حضور شخصيات “ديزني” في أغلب الأفلام إذًا
شخصية “نيمو” تظهر في فيلم “شركة المرعوبين المحدودة”
“شخصية الوحش أو كما هي معروفة في الدبلجة المصرية “شلبي سلوفان” تظهر في فيلم “Brave”
“شخصية الأسد “سكار” من فيلم “الأسد الملك” في فيلم “هرقل” أو “Hercules”
“ربما ستجد في أغلب الألعاب الموجودة في هوامش “كادرات” مشاهد لأفلام أخرى تصاميم لسلسلة أفلام “Toy Story”
“هل هذا فيلم “الجميلة والوحش”؟.. هذا مشهد من فيلم “علاء الدين” إلا أن أيقونة “الوحش” تظهر أيضًا.
يقول مخرج فيلم “Frozen” في إحدى لقاءته أن في النهاية فليصدق المشاهدون ما يريدوا أن يصدقوه، فهذه هي روح “ديزني” بالفعل، ولكن عندما تزور موقع “Pixartheory” ستجد شركة واستوديوهات “بيكسار” للرسوم المتحركة تدعوك لدخول عالم ديزني الخاص بها، فهل أنت مستعد لخوض تلك الرحلة وسط أفلام ديزني؟ فربما تفاجئك “ديزني” قريبًا بفيلم يكشف حقيقة اتصال أفلامها منذ البداية وخلقهم لعالم متكامل خاص بهم بالفعل!