ذكرت مصادر أمنيّة أن ضربة صاروخية أمريكية استهدفت يوم الأحد قائداً كبيراً بحركة الشباب الصومالية أدت إلى مقتله على خلفية تدبير هجمات انتحارية نفذتها الجماعة المتشددة المرتبطة بالقاعدة.
مسؤولان أمنيان صوماليان أكدا الهجوم الأمريكي على منطقة جنوب الصومال ومقتل المستهدف، وأضاف المسؤولان بالمخابرات ومتحدث آخر باسم الحكومة الصومالية يوم الاثنين أن الضربة استهدفت أحمد محمد اميي الخبير الكيماوي والمعروف أيضا باسم اسكو دوق.
مسؤول عسكري أمريكي كشف يوم الأحد عن بعض التفاصيل فقال أن الهجوم الصاروخي الأمريكي استهدف منطقة منطقة نائية قرب براوة – وهي معقل الجهاديين على ساحل الصومال الجنوبي -، وهي ذات المنطقة التي شهدت هجوماً لقوات كوماندز أمريكية استهدفت قائداً معروفاً باسم عكرمة في اكتوبر من العام الماضي، دون أن يكشف المسؤول عن ما اذا كان الصاروخ اطلق من طائرة امريكية من دون طيار.
وقالت مصادر أمنية أن أحمد اميي كان مقرباً من زعيم حركة الشباب أحمد عبدي جودان الذي أعاد تشكيل الجماعة منذ توليه قيادتها في 2008 وجعلها تابعة للقاعدة على المستوى الدولي، الأمر الذي وتأكد عندما قتلت الحركة ما لا يقل عن 67 شخصا في هجوم على مجمع تجاري كيني في سبتمبر الماضي، وأضاف مسؤول في المخابرات الذي عرف نفسه باسم حسين : “كان صديقا جيدا لجودان وكانا على علاقة جيدة دائما. كان مستشار زعيم الشباب جودان في الأمور المتعلقة بأمنيات وتدبير الهجمات الانتحارية”.
ولم تكن تلك العمليتان أولى الهجمات التي تنفذها الولايات المتحدة في الصومال، بل سبقتها عدة اقتحامات وضربات صاروخية استهدفت عدة مسؤولين تابعين للقاعدة قال عنها وزير الدفاع الأمريكي تشك هاغل في وقت سابق: “هذه العمليات في ليبيا والصومال تبعث برسالة قوية إلى العالم بأن الولايات المتحدة لن تدخر جهدا لمعاقبة الإرهابيين، بغض النظر عن المكان المختبئين فيه أو طول الفترة التي فروا فيها من العدالة”.
وكان البنتاغون الأمريكي قد قرر الابتعاد عن الصومال لسنوات بعد كارثة اسقاط طائرة بلاك هوك في مقديشو عام 1993 ومتقل 18 أمريكياً، إلا البنتاغون عاد مؤخراً لينفذ العديد من الغارات التي لم يعلن عن أغلبها في الصومال بمباركة الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة هناك.
بعض هذه الغارات تشارك فيها طائرات بدون طيار وأحيانا قوات من القوات البحرية الخاصة، حيث استطاعت القوات الخاصة الأمريكية عام 2009 في الهجوم على بلدة باراوي، وهي البلدة ذاتها التي نفذت فيها مداهمة فاشلة استهدفت “عكرمة”، حيث نجحت في تحديد مكان الهدف المقصود وقتله والذي كان زعيم القاعدة في الصومال علي صالح النبهان.