ترجمة نور علوان
من النادر أن يقوم المدير التنفيذي في مجال التكنولوجيا بإعلان خطة جديدة تخص تحديثات لأدوات الفيسبوك على شكل “مدونة” من 5.700 كلمة والتي تبدأ بالحديث عن نظرية تاريخية وتنتهي باقتباس لإبراهام لنكولن، لكن هذا بالضبط ما قام به مارك زوكربيرج في رسالته إلى “مجتمع الفيسبوك” التي نشرت يوم الخميس.
طول الرسالة لم يكن الجانب الوحيد غير الاعتيادي، وإنما تنقل مارك بين الحديث عن المبادئ الاجتماعية تارة والتحديثات البسيطة المضافة إلى الموقع تارة أخرى، وانتهائه بمناقشة ضرورة وجود مجتمع مدني قوي بين الحكومة والشعب.
ويمكن للقارئ أن يلاحظ قلق مارك الواضح بشأن تزايد استياء الرأي العام بخصوص تأثير الفيسبوك على العالم، مما جعله يقترح حلولاً عديدة لهذه المشاكل مثل الرقابة الشديدة ومنع الشبكات الاجتماعية من نشر أخبار وهمية ومزيفة وكبح الجماعات الإرهابية عن استخدام فيسبوك كمنصة لأغراضهم وأهدافهم.
إضافة إلى ذلك فقد تحدث عن التوقعات بتحسين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي ستحل مشكلات لم تكن قابلة للحل في السابق، وذلك لأنها قادرة على تمييز مستويات العنف واختيار دقة إعدادات الرقابة الشخصية على الموقع وتوظيفها بشكل تلقائي لإزالة أي محتويات للجهات الإرهابية.
في حين أنه يعترف بأن هذه الإمكانيات في بعض الحالات تحتاج لعدة سنوات لتفعيلها لكن فيسبوك يعمل بكل الأحوال على تحقيق هذه الحلول، زوكربيرغ يبدي تفهمه للمشكلة، قائلاً إنه يعترف بوجوب بذل مجهود أكبر لدعم صناعة الأخبار ولجعل المنصة أداة اجتماعية مستدامة وتتيح الإمكانية لتطوير الأخبار المحلية وتصميم الأخبار بما يلائم شاشات الهواتف المحمولة وتطوير نماذج الأعمال التجارية.
يمكن للقارئ أن يلاحظ قلق مارك الواضح بشأن تزايد استياء الرأي العام بخصوص تأثير الفيسبوك على العالم، مما جعله يقترح حلولاً عديدة لهذه المشاكل
جانب آخر مثير للجدل في رسالة زوكربيرغ، أنه إذا أراد إعلان بعض الإضافات الجديدة على الموقع، كان يمكن أن يقوم بهذا في مؤتمر فيسبوك للمطورين السنوي، مثل ستيف جوبز مثلاً، لكن بدلاً من ذلك، اختار زوكربيرغ هذه الطريقة لأنه يشعر بأن عليه أن يظهر على منصة أكبر في العالم، مما جعل البعض يرى تلميحات بالترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2020 او 2024.
وجدير بالذكر أن رسالته الأخيرة وزيارته لولاية تكساس بالإضافة إلى تعيينه لاستشاري دعاية انتخابية، تصرفات تشير إلى أن مارك قد وقعت عيناه على هذا المنصب، ويبقى السؤال هنا” ألا تعتبر إدارة موقع فيسبوك الشهير في القرن الواحد والعشرين هي نسخة أخرى أو نموذج آخر من الرئاسة في العالم؟ وفي كلتا الحالتين، أسلوب مارك زوكربيرغ في قول ما يريد، أهم بكثير مما يقوله.
المصدر: الغارديان