تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه السنوي السادس أمام أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب عن حالة “الاتحاد الأمريكي” وعن تقييمه لسنة 2013 ورؤيته لسنة 2014، وحول عدد من القضايا والملفات الداخلية والخارجية التي تهم الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن عام 2014 سيكون عاماً للعمل ولتجاوز الأزمة التي خيمت على الكونغرس، العام الماضي، بشأن الميزانية.
وإن كان أوباما قد تطرق إلى معظم الملفات الشرق أوسطية باستفاضة أحيانا وباختصار أحيانا فإنه قد تجنب ذكر مصر ولم يقدم رؤيته حول انقلاب 3 يوليو الذي يعتبر أحد أهم الأحداث التي عاشتها المنطقة وربما العالم خلال سنة 2013، كما تجنب الحديث عن موضوع المساعدات العسكرية لمصر التي تم تعليق جزء منها بعد الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال عبد الفتاح السيسي.
إسرائيل وفلسطين:
رغم قوله: “نحن ندعم الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل سلام دائم”، تجنب الرئيس الأمريكي الحديث عن “حل الدولتين” أو تجاهَله كما تجاهل أيضا ملف الاستيطان الذي شهد تجاوزات كثيرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي. ووجه أوباما حديثه نحو طمأنة حلفائه الإسرائيليين قائلا: “إسرائيل دولة يهودية تعرف أن أمريكا ستقف دائمًا بجانبها”.
إيران:
وأعلن أوباما أنه عازم على نقض أي مشروع قانون جديد قد يتقدم به الكونغرس، لفرض عقوبات جديدة على إيران، من شأنه تقويض المفاوضات حول ملفها النووي، مشيرا إلى ضرورة منح الدبلوماسية فرصة من أجل الأمن القومي الأميركي، مؤكدا في الوقت نفسه أن “الدبلوماسية الأمريكية هي التي أوقفت برنامج إيران النووي”، متوعدا بأن لا يسمح لإيران بالحصول على السلاح النووي.
سوريا:
وبخصوص الصراع الدائر في سوريا، قال أوباما “سندعم الديمقراطية في سوريا والسلام في الشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أن “الدبلوماسية الأمريكية ضغطت للتخلص من الأسلحة الكيميائية في سوريا”، مضيفا: “سنواصل الضغط على النظام السوري الذي يقتل شعبه وسندعم زعماء المعارضة الذين يحترمون حقوق كل السوريين”.
أوكرانيا:
تطرق “أوباما” إلى التطورات في أوكرانيا، قائلا:”نحن نؤمن بالمبدأ القائل أن لجميع البشر الحق في التعبير عن آرائهم بحرية، وبالطرق السلمية، وأن يكون لهم رأي في تقرير مصير بلادهم”، معربا عن دعمه لمن وصفهم بـ” المحتجين المؤيدين للديمقراطية”.
الاقتصاد الأمريكي:
وأعلن “أوباما” أنه سيستخدم صلاحياته التنفيذية لتعزيز الإقتصاد الأميركي، وأنه سيعرض مقترحات عملية لتسريع وتيرة النمو، مؤكدا حرصه على العمل مع الكونغرس بشأن الإجراءات القانونية في هذا الإطار، مشيرا إلى أن أمريكا عرفت خلال سنة 2013 “معدل البطالة الأقل انخفاضا منذ خمس سنوات” وإلى أن “سوق العقار على طريق النهوض” وإلى أن “الولايات المتحدة أصبحت بشكل جيد في القرن الواحد والعشرين مثل أي بلد على الأرض”.
الإرهاب:
قال أوباما أن التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة آخذ بالانتشار والتطور في عدة أماكن من العالم، مشددا على ضرورة التعاون مع شركاء الولايات المتحدة في اليمن والصومال والعراق ومالي من أجل تعطيل وتفكيك الشبكات الإرهابية هناك، وأشار إلى أن بلاده نجحت في وضع قيادة القاعدة على “سكة الهزيمة”.
ومن جهة أخرى شدد أوباما على أن العام الجاري ينبغي أن يشهد إغلاق معتقل “غوانتانامو” نهائيا بالتزامن مع إنهاء انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، داعيا الكونغرس إلى مساعدته في تحقيق هذا الهدف الذي كان أحد وعوده الانتخابية قبل خمس سنوات. وقال أوباما: “إن محاربة الارهاب لا تتم فقط عبر الجهد الاستخباراتي والعمل العسكري، بل كذلك عن طريق التزامنا بمبادئنا الدستورية، وخلق نموذج يحتذي به العالم”.
وحول الانسحاب من أفغانستان، قال الرئيس الأمريكي: “سويا مع حلفائنا، سوف نكمل مهمتنا هناك بحلول نهاية العام الجاري، وفي النهاية سوف تنتهي أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة”، مضيفا: “إذا وقعت الحكومة الأفغانية على الاتفاقية الأمنية التي تفاوضنا بشأنها، فقد تبقى قوة عسكرية أمريكية صغيرة في أفغانستان مع حلفاء الناتو”.