ترجمة حفصة جودة
دخلت إحدى القرى المصرية في حالة حداد بعد أن فقدت أكثر من 70 رجلًا في فيضانات درنة المدمرة، وانتشرت العديد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لعشرات سيارات الإسعاف تحمل جثث الضحايا، بعد وصولها قرية الشريف في محافظة بني سويف، والتي تقع على بُعد 110 كيلومترات جنوب القاهرة.
أحاط مئات القرويين بسيارات الإسعاف بينما كان النواح يشقّ الأجواء، كانت السلطات الليبية قد قالت يوم الثلاثاء إنها أرسلت جثث 145 مصريًّا ماتوا في الفيضانات إلى مصر عبر الحدود، 75 منهم على الأقل من قرية الشريف حسب وسائل الإعلام المصرية.
كانت مصر قد أرسلت 3 طائرات شحن عسكرية إلى ليبيا، تحمل فرق بحث وإنقاذ ومساعدات طبية وخيام، وفقًا للمتحدث الرسمي باسم الجيش المصري.
قالت صحيفة “الأهرام” الرسمية المصرية إنه بناءً على توجيهات الرئيس السيسي، نُصبت المخيمات في منطقة الساحل الغربي المجاورة لليبيا، لتوفير مأوى للأشقاء الليبيين الذين فقدوا منازلهم.
أضاف المتحدث الرسمي إن الرئيس قدم تعازيه لأسر الضحايا المصريين الذين ماتوا في ليبيا، وأمر المسؤولين بتوفير المساعدات العاجلة لأسر الضحايا.
كانت عاصفة دانيال قد تسبّبت يوم الأحد الماضي في فيضانات شديدة على الساحل الشرقي لليبيا، لكن مدينة درنة تضررت بشكل أكبر، فقد انهار سدّان فوق المدينة ما تسبّب في تدفق المياه الهادرة عبر وادي نهر درنة مرورًا بوسط المدينة، لتسحق مباني بأكملها في طريقها، وقال المسؤولون في ليبيا إن حوالي ربع المدينة اختفى تمامًا.
بالعودة إلى مصر، قال أحد سكان قرية الشريف إن القرية اشتهرت بعمل الكثير من رجالها في درنة، وأضاف: “يسكن قريتنا حوالي 2000 مواطن، فقدت بعض العائلات فردًا واحدًا وأخرى فردَين وغيرها 3 أفراد، لو كنا في الحرب لم نكن لنفقد كل هؤلاء الرجال”.
أمسك حسن الصالحين -من كبار السن في القرية- هاتفه بشدة وهو يبكي وينظر إلى صورة ولده علي مرتديًا جلابيته الزرقاء، توفي علي في الفيضانات مع 3 آخرين من أقاربه.
يقول حسن: “آخر مرة تحدثت إليه كانت منذ 20 يومًا، لكنه تحدث مع شقيقي يوم الخميس الماضي وكان مزاجه جيدًا، وقال له إنه في زيارته القادمة للقرية سيجلب الكثير من الهدايا للعائلة”.
تزايد أعداد الضحايا في ليبيا
سجّلت درنة رسميًّا 5 آلاف و100 قتيل، بالإضافة إلى 100 قتيل في مناطق أخرى شرق ليبيا، وأُصيب أكثر من 7 آلاف شخص في المدينة بجروح، قال محافظ المدينة عبد المنعم الغيثي إن عدد الوفيات في المدينة قد يصل إلى 18 ألفًا أو 20 ألفًا.
قالت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة إن 30 ألف شخص على الأقل نزحوا من درنة جرّاء الفيضانات، وهناك ما يقرب من 10 آلاف شخص ما زالوا مفقودين.
المصدر: الجزيرة الإنجليزية