تمتد الصحراء الأفريقية الكبرى من سواحل المحيط الأطلسي غربًا إلى تخوم البحر الأحمر شرقًا، أما حدودها من الشمال فنجد البحر الأبيض المتوسط ويحدّها من الجنوب منطقة الساحل، وهو حزام من السافانا الاستوائية شبه القاحلة حول وادي نهر النيجر وبلاد السودان في أفريقيا جنوب الصحراء.
تتميز هذه المنطقة الصحراوية بمناخ قاسٍ، وندرة التساقطات وارتفاع درجات الحرارة وشدة الجفاف، وتتكون أساسًا من الأحراش والهضاب والأودية، وعرقَين كبيرَين شرقي وغربي، فضلًا عن بحيرات رملية شديدة النشاط والاضطراب، أهمها المجابات الكبرى الموجودة على التخوم بين موريتانيا ومالي وتمتد شمالًا إلى الجزائر.
هذا المناخ القاسي لم تتأقلم معه إلا فئة قليلة من البشر وبعض الحيوانات، كالأفناك والثعالب والضباء التي يمكن أن تمضي بعضها أكثر من عام في الصحراء دون أن تشرب، فضلًا عن الغزلان والفهود وبعض السحالي كالأفاعي والوبريات، ومجموعات صغيرة من الكلاب البرية الأفريقية، وبعض الطيور والتماسيح الصحراوية والماعز والجمال.
لا تتميز الصحراء الكبرى بندرة الأمطار ومناخها الحار والجاف فقط، إنما بثرواتها الباطنية الكبرى، فالصحراء منبع لأهم الثروات في العالم، وهو ما جعل التركيز مصوّبًا عليها من كبرى الدول التي تسعى للسيطرة والاستفادة من ثرواتها.
في هذا التقرير لـ”نون بوست” ضمن ملف “الصحراء الكبرى”، سنحاول التجول في جغرافية الصحراء والتعرُّف عن كثب إلى ثرواتها المعدنية الكثيرة، وأبرزها النفط والغاز والمنغنيز والنحاس والحديد واليورانيوم والماء الذي سيكون محور الصراعات العالمية القادمة، فضلًا عن ثرواتها الحيوانية الهائلة التي تقدَّر بعشرات الملايين من رؤوس الإبل والأبقار والأغنام.
النفط والغاز
بلغت إيرادات الجزائر عام 2023 من النفط والغاز في الأشهر الخمسة الأولى 21 مليار دولار، بزيادة 2% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وفق توفيق حكار الرئيس التنفيذي لشركة سوناطراك الجزائرية للطاقة.
مكّنت آبار النفط الموجودة في الصحراء، خاصة في منطقة حاسي مسعود، الجزائر من إنتاج نحو مليون برميل من النفط يوميًّا بناءً على تقسيم الحصص الذي تعتمده مجموعة أوبك+، ولها أن تنتج أكثر لولا هذا التقسيم.
تبلغ احتياطيات البلاد من النفط نحو 12.2 مليار برميل، وتقع معظم احتياطيات النفط المؤكدة في الجزائر في منطقة حاسي مسعود، حيث يقع أكبر حقل نفطي في البلاد، ووفقًا لسوناطراك ما يقرب من 66% من الأراضي الجزائرية لا تزال غير مستكشفة أو غير مستكشفة إلى حد كبير.
كما تمتلئ الصحراء الجزائرية بأكثر من 2.3 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، ناهيك عن الغاز الصخري، وتنتشر في الصحراء عديد المؤسسات العالمية التي تشتغل في مجال الطاقة على غرار توتال إنرجيز الفرنسية.
يوجد النفط والغاز في الصحراء الليبية أيضًا، وبلغ إنتاج النفط الليبي خلال عام 2022 نحو 1.2 مليون برميل يوميًّا، وفقًا للمؤسسة الوطنية للنفط، ووصلت ذروة الإنتاج الليبي من النفط خلال فترة الثمانينيات، حين تجاوز 3 ملايين برميل يوميًّا، وأغلب هذا النفط قادم من الصحراء.
تضم الصحراء التونسية كميات من الغاز والنفط لكنها ليست كثيرة.
ويعدّ حقل الشرارة النفطي أهم الحقول في الصحراء الليبية، إذ كان ينتج سابقًا نحو 300 ألف برميل يوميًّا، بما يعادل ربع الناتج المحلي لليبيا من النفط، ويقع حقل الشرارة الذي تم اكتشافه عام 1980 في صحراء مرزق جنوب طرابلس.
كما نجد حقل الفيل، الذي يقع في حوض مرزق على بُعد 200 كيلومتر جنوب غربي مدينة سبها، وينتج 70 ألف برميل نفط يوميًّا، ويحتوي على احتياطات كبيرة من النفط، وتديره المؤسسة الوطنية للنفط وشركة إيني الإيطالية.
أما بخصوص الغاز الطبيعي، فتمتلك ليبيا 53 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز المؤكدة بحسب تقديرات عام 2017، وتحتل المرتبة 21 في العالم من حيث احتياطيات الغاز، وتمثل احتياطاتها حوالي 1% من إجمالي احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، البالغة 6 تريليونات و923 مليون قدم مكعب.
نجد النفط والغاز أيضًا في الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، إذ تشير بعض الدراسات إلى وجود مخزون هام من النفط والغاز في المنطقة، لكن جهود التنقيب لم تظهر حتى الآن نتائج إيجابية في هذا الصدد.
كما تضم الصحراء التونسية كميات من الغاز والنفط لكنها ليست كثيرة، وفقًا للأرقام الرسمية المعلنة من الجهات التونسية، وهناك الكثير من المنظمات والجهات داخل البلاد وخارجها تشكّك في مصداقية هذه الأرقام، وقد عرفت البلاد احتجاجات كثيرة في هذا الصدد منها حملة “وينو البترول؟ (أين النفط؟)”.
الصحراء المصرية أيضًا تضم كميات من البترول والغاز، وكذلك دولة مالي، وهو ما جعلها محل صراع عديد القوى الأجنبية الساعية إلى السيطرة على مدخراتها وثرواتها المعدنية الكثيرة، بحجّة مكافحة الإرهاب.
اليورانيوم
يمتلئ باطن الصحراء الكبرى باليورانيوم أيضًا، وهو معدن ثقيل يتواجد بشكل طبيعي بتركيزات منخفضة في التربة والصخور والمياه، ويتم استخراجه تجاريًّا من المعادن الحاملة لليورانيوم، وبحسب بيانات صادرة عن الرابطة النووية العالمية عام 2022، يأتي نحو ثلثَي إنتاج العالم من اليورانيوم المستخرج من المناجم من كازاخستان وكندا وأستراليا.
يعود أول اكتشاف فعلي لليورانيوم في الجزائر إلى عام 1973، وذلك في صحراء تمنراست جنوب البلاد
إلى جانب هذه الدول الثلاثة تبرز النيجر، إذ تضم صحراؤها احتياطيات هامة من اليورانيوم، وتعدّ النيجر سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم وفقًا لبيانات الجمعية النووية الدولية، وكانت سابقًا حتى عام 2015 رابع أكبر منتج، لكن إنتاجها تراجع على مرّ السنين.
تمتلك النيجر منجم إيمورارين الذي يحتوي على ثروة من أكبر احتياطيات اليورانيوم في العالم، فضلًا عن منجم سومايير، المنجم الوحيد الذي يعمل اليوم في البلاد، وتشغّله شركة سومايير المملوكة بنسبة 63.4% لشركة أورانو الفرنسية، و36.6% لشركة سوبامين التابعة لحكومة النيجر، وكانت هناك مناجم أخرى لكن نفدت جميع احتياطياتها نتيجة استنزافها من قبل الشركات الأجنبية.
تستنزف فرنسا يورانيوم النيجر دون رقيب، ما مكّنها من تطوير استعمال الطاقة النووية حتى أصبحت جزءًا من الهوية الوطنية للبلاد، حيث تنتج محطات توليد الطاقة النووية ثلاثة أرباع كمية الكهرباء في فرنسا، رغم المخاطر الكبيرة التي تتسبّب فيها المفاعلات النووية.
ووفقًا لبعض الأرقام، تبلغ حصيلة ما استخرجته الشركات الفرنسية من يورانيوم النيجر منذ عام 1971 إلى عام 2012، ما مجموعه 110 آلاف طن تم استخراجها من منجمَي سومايير وكوميناك، أما منجم إيمورارن الجديد الذي لا يزال قيد التجهيز، فيفترض أن ينتج 5 آلاف طن سنويًّا على مدى 35 سنة قادمة.
فضلًا عن صحراء النيجر، يوجد اليورانيوم في صحراء الجزائر أيضًا، إذ يمتلك هذا البلد العربي احتياطات هائلة من اليورانيوم، ففي عام 2009 قال وزير الطاقة الجزائري حينها، شكيب خليل، إن احتياطيات بلاده المؤكدة من اليورانيوم القابلة للاستغلال 29 ألف طن، وأوضح الوزير أن هذه الكميات تكفي لتشغيل مفاعلَين نوويَّين، طاقة كل واحد منهما 1000 ميغاواط لـ 60 عامًا.
ويعود أول اكتشاف فعلي لليورانيوم في الجزائر إلى عام 1973، وذلك في صحراء تمنراست جنوب البلاد، وفي ظلّ عدم امتلاكها شركات بارزة في هذا المجال، فإن السلطات الجزائرية تأمل في القيام بشراكات فعلية مع شركات أجنبية رائدة تمكّنها من الاستفادة من هذه الثروة.
الفوسفات
ضمن ثروات الصحراء الكبرى، نجد الفوسفات وهو صخرة رسوبية تشكّلت منذ ملايين السنين بسبب تراكم المواد العضوية في قاع المحيطات، وتتكون صخور الفوسفات المستخدمة في التطبيقات الزراعية عادة من خامس أكسيد الفوسفور (P2O5) بتركيز 30%، وكربونات الكالسيوم بتركيز 5%، و4% أو أقل من أكسيد الألومنيوم والحديد.
لم تعد تونس على خريطة كبار المنتجين العالميين للفوسفات، بعد أن كانت ضمن الخمسة الأوائل في العالم
تختزن الصحراء الكبرى، بما فيها الصحراء الغربية المتنازع عليها، ما يعادل 70% من موجودات الفوسفات في العالم، ما جعله من أبرز دعائم الاقتصاد المغربي، وفي مارس/ آذار الماضي أعلن المجمع الشريف للفوسفات، المملوك للدولة المغربية، أن أرباح البلاد زادت بنسبة 72% في العام الماضي، لتقفز إلى حوالي 2.8 مليار دولار، بعدما كانت في حدود 1.6 مليار دولار في العام الذي قبله.
يوجد الفوسفات في الجزائر أيضًا، إذ تقدَّر الاحتياطيات بأكثر من مليارَي طن، وتتركز بشكل رئيسي في شرق البلاد، وتحتل الجزائر المرتبة الثالثة في العالم من حيث الاحتياطيات المؤكدة، وتوجد أهم الاحتياطيات في جبل أونك جنوب تبسة، إذ يحتوي وحده على أكثر من نصف احتياطيات البلاد، رغم أنها لم تُستغل إلا قليلًا لأكثر من 40 عامًا.
خلال السنة الماضية، وقّعت شركة سوناطراك الجزائرية للمحروقات الحكومية عقدًا مع شركتَين صينيتَين لتطوير مشروع مناجم فوسفات وإنتاج الأسمدة الزراعية شرقي البلاد، باستثمار قُدّر بنحو 7 مليارات دولار، ويستهدف المشروع إنتاج 5.4 ملايين طن من الأسمدة سنويًّا.
فضلًا عن الجزائر والمغرب، تمتلك تونس كميات كبيرة من الفوسفات، وبعد أن كان إنتاج هذا البلد العربي من هذه المادة عام 2010 في حدود 8.2 ملايين طن، تراجع في السنوات الأخيرة إلى ما دون 3 ملايين طن فقط متأثرًا بالاحتجاجات المتكررة.
نتيجة تراجع الإنتاج، لم تعد تونس على خريطة كبار المنتجين العالميين للفوسفات، بعد أن كانت ضمن الخمسة الأوائل في العالم، وكان الفوسفات يمثل نحو 10% من صادرات تونس قبل عام 2011، ويتركز فوسفات تونس في الحوض المنجمي المكوّن من 4 مدن، هي المظيلة والرديف وأم العرائس والمتلوي التي تتبع إداريًّا لمحافظة قفصة.
الذهب
فضلًا عن هذه الثروات، تحتضن الصحراء الكبرى الأفريقية معدن الذهب، ويتوزع في العديد من المناطق أبرزها مالي التي تضم منجم لولو، وقد بلغ إجمالي إنتاجه 560 ألف أوقية عام 2021، وتُشرف على إدارته شركة باريك للذهب.
تعدّ مالي من الدول الغنية بالذهب، وهي من أكبر الدول المنتجة لهذا المعدن النفيس في القارة الأفريقية، ويساهم الذهب بنسبة 10% من الناتج المحلي في مالي الذي يقدره البنك الدولي بنحو 17.39 مليار دولار، وبلغ حجم إنتاج البلاد من الذهب -الذي يعدّ بمنزلة أهم صادراتها- نحو 63.4 طنًّا في عام 2021.
إلى جانب مالي، تبرز موريتانيا أيضًا، وتصدّرَ الذهب عائدات هذا البلد العربي من العملات الصعبة لعام 2022 للمرة الثالثة على التوالي، متفوقًا بذلك على صادرات الحديد والسمك التي ظلت مسيطرة لعقود من الزمن.
بلغ إنتاج الذهب في القطاعَين الصناعي والتقليدي خلال العام الماضي 34.4 طنًّا، وتعدّ موريتانيا ثاني أكثر دولة عربية منتجة للذهب، وفي المرتبة 35 عالميًّا بعد السودان الذي يحتل المرتبة 15 عالميًّا والأولى عربيًّا بإنتاج سنوي بلغ 83.8 طنًّا.
يوجد الذهب في الجزائر أيضًا، وتمتلك 121 موقعًا يحوي معدن الذهب في الجنوب الكبير، منها 76 موقعًا بمنطقة تمنراست وحدها، وفق وزير المناجم محمد عرقاب، وكان هذا الأخير قد كشف عن إنشاء منطقتَين للذهب الأولى بتمنراست والثانية في منطقة جانت بولاية إليزي، وستوكل لهما مهمة شراء وجمع خام الذهب الذي يتم إنتاجه من المؤسسات المستحدثة.
وفق تقرير صادر عن مجلة “فوربس الشرق الأوسط“، تحتل الجزائر المركز الأول مغاربيًّا والثالث عربيًّا من حيث احتياطي الذهب، الذي وصل إلى 173.6 طنًّا بقيمة مالية بلغت 10.3 مليارات دولار، ويعدّ منجم الذهب أمسمسا الأكثر إنتاجًا للذهب في الجزائر، حيث تبلغ ودائع الذهب فيه قرابة 70 طنًّا، ويبلغ حجم الاحتياطات فيه نحو 3.38 ملايين طن.
كما تنتج مصر نحو 15.8 طنًّا من الذهب سنويًّا وفق آخر إحصائيات مجلس الذهب العالمي، وتحتضن نحو 270 موقع ذهب، بينها 120 موقعًا ومنجمًا تمَّ استخراج الذهب منها قديمًا، وتتوزع إلى 4 قطاعات، ويتركز الإنتاج في 3 مواقع بالصحراء الشرقية، هي جبل السكري ومنطقة حمش ووادي العلاقي.
ثروات معدنية أخرى
تحتوي الصحراء الكبرى على معادن أخرى من أبرزها الحديد الذي يتركز بكميات كبيرة في صحراء موريتانيا، وتمكّنت البلاد من تصدير 12.5 مليون طن من الحديد الخام عام 2020، ولها أن ترفع الكمية لما تمتلكه من احتياطيات.
تعتبر موريتانيا من أكبر مصدّري خام الحديد في العالم، بفضل وجود مناجم في شمال البلاد تمَّ اكتشافها واستغلالها من شركات فرنسية في خمسينيات القرن الماضي، قبل تأميمها عام 1973، ويبلغ حجم احتياطيات موريتانيا من الحديد 1.5 مليار طن.
توجد أكبر كميات المياه الجوفية في طبقات رسوبية في شمال أفريقيا
يوجد الحديد في صحراء الجزائر أيضًا، وكان آخر اكتشافات البلاد اكتشاف منجم غار جبيلات الذي يعدّ أكبر منجم للحديد بالعالم، والواقع أقصى جنوب غربي البلاد، وتصل قدرة إنتاجه من الحديد إلى 1.7 مليار طن، وتستحوذ الجزائر على 2% من الاحتياطي العالمي للحديد، بفضل منجم غار جبيلات.
معادن أخرى كالفضة والمعادن الصناعية، بما في ذلك الباريت والبنتونايت والأسمنت والحجر المسحوق والحصى والجبس والهيليوم والحجر الجيري والرخام والأسمدة النيتروجينية والفوسفات والبوزولانا والكوارتز والملح والرمل بجميع أنواعه، فضلًا عن النحاس والألماس والمنغنيز والكوارتز البلوري والمعادن الأرضية النادرة والتنغستن، ناهيك عن السيليكون.
ثروة حيوانية
تمتلك الصحراء الكبرى ثروات أخرى منها الثروة الحيوانية، فمالي مثلًا تقدَّر ثروتها الحيوانية المتمثلة في الأغنام والماعز بنحو 34 مليون رأس بينها 10 ملايين موجهة للاستهلاك المحلي، و35 ألف رأس من الدواجن في إحصائية لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية.
أما الثروة الحيوانية في الجزائر فقدِّرت بين عامَي 2019 و2020 بـ 28 مليون رأس غنم ومليون رأس أبقار و400 ألف رأس إبل، وتمتلك موريتانيا أيضًا ثروات حيوانية وفيرة ومتنوعة بمساحات رعوية شاسعة، وتقدر بأكثر من 22 مليون رأس (إبل وبقر وماعز وضأن)، وتتزايد هذه الثروة بشكل مستمر بنسبة تفوق 3.5% سنويًّا.
وتمتلك النيجر أيضًا ثروة حيوانية مهمة، ما جعلها تشكّل قطاعًا هامًّا ومصدرًا رئيسيًّا للتصدير، بكل منتجاتها من الحليب واللحوم والجلود، والشيء نفسه بالنسبة إلى تشاد والصحراء المغربية وصحراء تونس أيضًا.
المياه
صحيح أن الصحراء الكبرى جافة وحارة ويقلّ فيها تساقط الأمطار، إلا أنها تضم كميات كبيرة من المياه الجوفية، وسبق أن قال باحثون إن هذه المنطقة تضمّ مخزونات هائلة من المياه الجوفية، يمكن أن توفر حماية من آثار التغير المناخي لسنوات قادمة.
تحتوي الصحراء على أطول أنهار العالم، وهو نهر النيل الذي يبلغ إجمالي طوله 6 آلاف و650 كيلومترًا
توجد أكبر كميات المياه الجوفية في طبقات رسوبية في شمال أفريقيا، تحديدًا في ليبيا والجزائر ومصر والسودان فضلًا عن تونس، ويمكن أن تشكّل المياه الجوفية جزءًا مهمًّا من استراتيجية لمواجهة زيادة حادة متوقعة في الطلب على المياه مع نمو عدد السكان.
كما تحتوي الصحراء على أطول أنهار العالم، وهو نهر النيل الذي يبلغ إجمالي طوله 6 آلاف و650 كيلومترًا، وينساب من الجنوب إلى الشمال، ويمرّ بـ 10 دول أفريقية، ويغطي حوضه مساحة 3.4 ملايين كيلومتر مربع، وأيضًا نهر النيجر وبحيرة تشاد، فضلًا عن مصادر أخرى للمياه.
رغم كل هذه الثروات الكثيرة، تبقى دول الصحراء الكبرى من أفقر البلدان في العالم، إذ تنتشر فيها البطالة والفقر والتهميش، حتى أن بعض سكانها لا يجد ماء يشربه ولا خبزًا يأكله، فالفساد أحكم سيطرته على كل الثروات بمعية أطراف أجنبية سكنت هناك، وأصبحت المالك الحصري لهذه الثروات، تستغلها كيف تشاء.