من أبرز هذه الهتافات، هتاف خالد في حياة العراقيين هو؛ “بالروح.. بالدم، نفديك يا عراق” لم يقتصر الهتاف على هذا فقط! فهناك هتاف أخر يحمل رسالة للجيش العراقي ويقول له؛ ” يا جيش يا سور الوطن لا تصير ويه الظالم” هو صوت وهتاف آخر ذو رسالة قوية وفي نفس الوقت قد يكون غير مقبول للكثير من عناصر الأمن في المنطقة، إذ استفز هذا الهتاف بعض العناصر الأمنية المتواجدة التي هي بدورها بادرت إلى منع الهتاف ولكن؛ استمر المتظاهرين بالهتافات والصيحات مستصحبين معهم بكل حب لرجال الأمن ورودا وإعلاما يوزعونها على إفراد الأمن المنتشرة في المكان، هكذا كانت بداية المشهد! وما هي إلا لحظات و منعت قوات الأمن التي انتشرت في محيط ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية العشرات من الناشطين والمواطنين من التظاهر، هؤلاء الناشطين والمواطنين الذين منعوا من التظاهر قد خرجوا احتجاجا على تردي الخدمات في البلاد.
الحكومة العراقية من جهتها قالت أنها منعت هذه التظاهرات لأنها غير مرخصة! وهي لم تحصل على “إجازة” رسمية للقيام بهذه التظاهرات، إضافة إلى ذلك قامت القوات الأمنية بطرد ممثلي وسائل الإعلام ومنعتهم من تغطية هذه التظاهرة، كما واعتقلت هذه القوات عددا من المتظاهرين المتواجدين في هذه الساحة.
الجدير بالذكر إن المتظاهرين في العاصمة العراقية بغداد كانوا قد عزموا في وقت سابق على تنظيم مظاهرات حاشدة ليوم الجمعة التي أطلقوا عليها عنوان “العراق ينتفض” من خلال بيان لهم أصدروه على مواقع التواصل الاجتماعية، الهدف من هذه التظاهرات هي مطالب في مجملها تحسين الوضع الأمني في العاصمة العراقية بغداد وبقية المدن العراقية الأخرى الذي انهار وعلى أعلى درجات الانهيار مؤخرا، إضافة إلى مطالب أخرى تخص مقومات الحياة العراقية.
مظاهرات الانبار
يواصل اعتصام الانبار إعماله، ولم يزده شهر رمضان الكريم إلا إصرارا وتثبيتا على المضي قدما في تحقيق أهدافه كما يقول المنضمون له، فالكثير ممن راهنوا على إن الاعتصام سينتهي في شهر رمضان لأسباب الحر أو الصيام والمشقة المترتبة عليهما خابت ظنونهم، وخسروا رهانهم، لان الصورة لم تكن كما رسمتها توقعاتهم، فالاعتصام مستمر في محافظة الانبار حاله حال المناطق والمحافظات المعتصمة في عموم العراق وحملت جمعة اليوم عنوان؛ “رمضان الصحابة فتح، ورمضاننا صمود”، ومما يزيد الاعتصام ثبتا وإصراراً على المواصلة والمداومة هو انتخاب احد ابرز قادة الاعتصام والمنضمين للحراك الشعبي في الانبار محافظ للانبار جاء هذا الانتخاب من قبل أعضاء مجلس المحافظة المنتخبين من قبل سكان المحافظة، الجدير بالذكر إن المحافظ الجديد لم يشارك في الانتخابات النيابة لمجلس المحافظة التي أجريت قبل شهور من ألان، ولكن تم اختياره لمكانته في المعتصمين والمواطنين على عموم المحافظة، تطور على ساحة الاعتصام في الانبار رحب به كل المعتصمين واثنوا عليه!.
رسالة هذه الجمعة من الخطباء من المنظمين للاعتصام في محافظة الانبار للمعتصمين على اختلاف توجهاتهم؛ “انتم أيها المتظاهرون بصبركم، وصمودكم، وإصراركم على المطالبة بالحقوق والواجبات، والإفراج عن المعتقلين الأبرياء والمعتقلات، إنما انتم تتحدون الظلم والظالمين وترتقون إلى أن تعيشوا جيل الصحابة والتابعين، وتقفون إمام الحاقدين والظالمين وترجون من الله مالا يرجون ” هكذا بدأت الخطب والتوجيهات في مدن محافظة الابنار وعلى اغلب مناطقها التي استمر الاعتصام فيها لمدة قارب ستة أشهر تقريبا، حملت هذه الجمعة اسم؛ “رمضان الصحابة فتح، ورمضاننا صمود”.
خطيب وإمام جمعة الفلوجة الموحدة التي تقام على الطريق الدولي “الخط السريع” كما يسمى محليا، جاء في خطبته؛ ” إن الحكومة وعلى ما يبدوا ليس لهم قلوب يعقلون بها، وليس لهم أعين يبصرون بها، وليس لهم آذان يسمعون بها، ولو إن هذه الحكومة تحترم شعبها وتعامله بأخلاق لما تركته كل هذه الفترة بدون إي تنفيذ لما يطلب”.
إذن هو غضب في بغداد وفي بقية المناطق العراقية الأخرى بعد سلسلة من الانهيارات الأمنية التي ضربت العاصمة العراقية بغداد، ومناطق عراقية أخرى، انهيارات أمنية فقد العراق فيها ما يقارب إلف شهيد في شهر تموز فقط، رقم صدر عن وزارة الدفاع العراقية وما خفي كان أعظم.
التظاهر ليس في الانبار وبغداد فقط! فمن هنا ومن إصرار هذه المناطق بدأت العزيمة تتوقد في مناطق عراقية أخرى من الجنوب العراقي فقد بدأت محافظات جنوبية في الانتفاض والحراك الشعبي مطالبين من خلال حراكهم وتظاهراتهم مطالب في مجملها تحسين الأوضاع الأمنية وتوفير الخدمات الإنسانية في عموم المحافظات!.