يعد قطاع صناعة السيارات من أضخم الصناعات في العالم وتتواجد في العالم مجموعة من الشركات تتقدم على شركات أخرى، وتنبع أهمية هذه الشركات من حجم الوظائف التي تخلقها تلك الشركات حيث يقدر عدد العاملين في هذه الصناعة بشكل مباشر بنحو 9 مليون عامل وبشكل غير مباشر من خلال صناعات وخدمات مرتبطة بصناعة السيارات بنحو 50 مليون عامل، بالإضافة إلى تحديد معدلات النمو في الاقتصاد العالمي، حيث تحقق 26 دولة في العالم منتجة للسيارات مدخولات من هذه الصناعة تقدر بـ430 مليار دولار.
ثاني أكبر شركة سييارات
أعلنت مجموعة “بي إس أيه بيجو سيتروين دي إس” الفرنسية للسيارات التوصل إلى اتفاق مع مجموعة السيارات الأمريكية “جنرال موتورز” للاستحواذ على أوبل/ وفوكسهول فرعها الأوروبي للسيارات الذي يواجه عجزًا ماليًا، لقاء 1.3 مليار يورو، ما سيولد ثاني أكبر شركة للسيارات في القارة الأوروبية، بعد شركة فولكس فاجن.
فمن خلال الاستحواذ على شركة أوبل تتفوق بهذا المجموعة الفرنسية على منافستها شركة رينو، لتصبح ثاني أكبر شركة أوروبية لصناعة السيارات من حيث المبيعات مع حصة سوقية تبلغ 16% مقارنة مع حصة “فولكسفاجن” السوقية البالغة 24%.
وبهذا الاستحواذ غيرت المجموعة الفرنسية بعض المعطيات في الشركة إذ سيصبح حجم مبيعات قطاع السيارات لديها يقدر بنحو 55 مليار يورو فضلًا عن جعلها في المرتبة الثانية في السوق الأوروبية، كما قال “كارلوس تافاريس” رئيس المجموعة الفرنسية في مؤتمر صحافي مع مجموعة “جنرال موتورز” في باريس.
شركة بيجو سيتروين تستحوذ على أوبل لقاء 1.3 مليار يورو
أما رئيسة مجلس إدارة المجموعة الأميركية، ماري بارا، فقد أقرت بصعوبة التخلي عن فرعها الأوروبي، مضيفة “لكننا نرى جميعًا أنه القرار المناسب لموظفينا وزبائننا ومساهمينا”، وستستفيد المجموعة الأمريكية من نجاح العملية عبر تملك سندات مساهمة في “بي.إس.إيه” أجلها 9 سنوات وبقيمة 650 مليون يورو.
ويذكر أن الشركة كانت تواجه خطر الإفلاس مطلع 2014 قبل أن تشهد انتعاشًا، فالفرع الأوروبي لـ”جنرال موتورز” يعاني عجزًا مزمنًا وخسائر بقيمة 15 مليار دولار في 16 عامًا، وبلغت خسائره العام الماضي 257 مليون دولار، وتنوي المجموعة الفرنسية وضع تجربتها في خدمة “أوبل وفوكسهول” للخروج من الأزمة وتحقيق أرباح، حيث تخطط “بي.إس.إيه” إعادة الربحية إلى “أوبل و فوكسهول” خلال السنوات الثلاث المقبلة، مراهِنة على تسجيلهما هامشًا تشغيليًا جاريًا بنسبة 2% بحلول 2020 و6% بحلول 2026
ووفق الاستحواذ فقد وضعت المجموعة الفرنسية يدها على مجمل أنشطة بناء السيارات لـ”جنرال موتورز” في أوروبا التي تشمل 6 مصانع تجميع و 5 مصانع لإنتاج القطع، ومركز هندسة في روسلسهايم في ألمانيا، وحوالي 40 ألف موظف، وفي المقابل ستحتفظ “جنرال موتورز” بمركز الهندسة في تورينو في إيطاليا.
وفيما يتعلق بموضوع مخصصات التقاعد الحساس لموظفي “أوبل/فوكسهول” المقدرة بالمليارات، فقد قرر طرفا الصفقة على تقسيم العبء المالي بين الشركتين، بحيث تحول المجموعة الأمريكية جزءًا منها إلى المشتري الفرنسي الذي سيسدد بدوره فارقًا قيمته 3 مليارات يورو.
يبلغ عدد العاملين لدى “أوبل” في الوقت الراهن، أكثر من 38 ألف عامل في سبع دول أوروبية
ويبقى الشيء الغامض في الصفقة هو التأثير على الوظائف، إذ علق ممثلو موظفي “أوبل/فوكسهول” على الصفقة بطلب المشاركة في المناقشات المقبلة بعد إطلاعهم المتأخر على مفاوضات الاستحواذ.
ويبلغ عدد العاملين لدى “أوبل” في الوقت الراهن، أكثر من 38 ألف عامل في سبع دول أوروبية، منهم أكثر من 19 ألف عامل في ألمانيا، وإلى جانب الفرع الرئيسي في روسلزهايم، تملك أوبل مصانع في كايزرسلاوترن وأيزناخ. وقد أعربت النقابات العمالية في بريطانيا في وقت سابق عن قلقها بشأن مصير نحو 4500 عامل ينتجون سيارات “فوكسهول” بعد إتمام صفقة الاستحواذ.