أحالت النيابة العامة المصريّة 20 متهماً ، من بينهم 4 أجانب يعمل 3 منهم لصالح قناة الجزيرة إلى محكمة جنايات القاهرة، على خلفية اتهامهم بالتحريض على البلاد.
وقال البيان الصادر عن مكتب النائب العائم أنه تمت إحالة 8 متهمين محبوسين احتياطياً إلى محكمة الجنايات، من بينهم أسترالياً وبريطانيين وهولندية ، مع ضبط وإحضار الـ 12 متهماً الآخرين الهاربين وتقديمهم إلى المحكمة نفسها.
و وصف النائب العام أن الأجانب من الجنسيات الأسترالية والهولندية والبريطانيين بأنهم يعملون مراسليين لقناة الجزيرة أحيلوا للمحاكمة لمساعدتهم 16 مصريا ينتمون إلى “جماعة إرهابية”.
وأضاف البيان العام أن الأربعة الأجانب نشروا “أكاذيب” أضرت بالمصالح الوطنية وقدموا أموالاً ومعدات ومعلومات لستة عشر مصرياً، كما وجهت للأجانب تهمة استخدام جهاز بث غير مرخص.
وجاءت لائحة المتهمين في القضية بحسب ترتيب الأسماء الواردة بأمر الإحالة، وهو قرار الاتهام الرسمي الصادر بحقهم، هم كل من:
1- علاء محمد السيد بيومي (موظف بوحدة المونتاج بقناة الجزيرة – هارب)
2- أنس عبد الوهاب خلاوي حسن (مدير إنتاج سينمائي بقناة الجزيرة – هارب)
3- خليل علي خليل بهنسي (محلل نظم ومعلومات بقطاع قنوات النيل المتخصصة سابقا وحاليا بقناة الجزيرة – هارب)
4- أحمد عبده فتح الباب (مالك شركة النور للانتاج الاعلامي – هارب)
5 – محمد محمود فاضل فهمي (صحفي حر – محبوس احتياطي)
6- باهر محمد حازم أحمد نصر غراب (صحفي حر – محبوس احتياطي)
7- محمد فوزي عبد العزيز ابراهيم (مصور بقناة الجزيرة – هارب)
8- سعيد عبد الحفيظ ابراهيم الجمل (مدير وشريك بشركة الفيل لأعمال الألومنيوم – هارب)
9- نورا حسن البنا أبو بكر (فنانة تشكيلية – هاربة)
10- أحمد عبد الله محمد عطيه داود (محاسب بشركة القاهرة للصناعات الدقيقة – هارب)
11- خالد عبد الرحمن محمود أحمد عبد الوهاب (مدير مبيعات بشركة البردي لصناعة الورق – هارب)
12- صهيب سعد محمد محمد (طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة مدينة الثقافة والعلوم – محبوس احتياطي)
13- خالد محمد عبد الروؤف محمد (طالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة – محبوس احتياطي)
14- شادي عبد الحميد عبد العظيم إبراهيم (طالب بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة عين شمس – محبوس احتياطي)
15- أحمد عبد الحميد عبد العظيم إبراهيم (طالب بأكاديمية القاهرة الجديدة – محبوس احتياطي)
16- أنس محمد محمد إبراهيم البلتاجي (طالب بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس – محبوس احتياطي)
17- بيتر جريتي (أسترالي الجنسية – مراسل بقناة الجزيرة – محبوس احتياطي)
18- دومينك لورنس جون (انجليزي الجنسية – مراسل بقناة الجزيرة – محبوس احتياطي)
19- سوزن ميلني (انجليزية الجنسية – مراسلة بقناة الجزيرة – هاربة)
20- جوهنا ايدنتتي (هولندية الجنسية – مراسلة بقناة الجزيرة – هاربة).
قائمة المتهمين العشرين في هذه القضية تضم 16 مصرياً قال عنهم النائب في بيان الإحالة أنه “خلال الفترة من 3 أكتوبر/تشرين الثاني وحتى 29 ديسمبر/كانون أول من العام الماضي، بدائرة قسم شرطة قصر النيل، قام المتهمون من الأول وحتى السادس عشر – أي ترتيبهم في قائمة الأسماء وهم المصرين الـ 16 – ، بالانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحقوق والحريات العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، بأن انضموا لجماعة الإخوان المسلمين، التي تهدف لتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على حرية الأفراد واستهداف المنشآت العامة، بهدف الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في تنفيذ أغراضها”.
وأضاف أمر الإحالة بأن “المتهمين من الأول وحتى السادس عشر، وبصفتهم مصريين، أذاعوا عمداً بالخارج أخباراً وبيانات وشائعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية للبلاد، بأن بثوا عبر شبكة الانترنت وإحدى القنوات الفضائية مقاطع فيديو وصور وأخبار كاذبة، بغية الإيحاء للرأي العام الخارجي بأن البلاد تشهد حالة من الاقتتال الداخلي وحرباً أهلية بين مواطنيها، وكان من شأن ذلك إضعاف هيبة الدولة واعتبارها والإضرار بالمصالح القومية للبلاد”.
أما عن الأجانب الأربعة فقال البيان أن ” المتهمين الأجانب من السابع عشر حتى العشرين اشتركوا بطريقي الاتفاق والمساعدة، مع المتهمين من الأول حتى السادس عشر، في ارتكاب الجرائم، بأن اتفقوا معهم على ارتكابها، وساعدوهم بأن أمدوهم ببعض من المواد الإعلامية وأجروا عليها تعديلات بالحذف والإضافة، وبثها علانية عبر شبكة الانترنت وقناة الجزيرة”.
وكانت قناة الجزيرة قد قالت أن السلطات المصرية احتجزت ثلاثة من صحفييها وهم الأسترالي بيتر جريستي -17 في القائمة – ، والكندي من أصل مصري محمد فهمي – 5 في القائمة -، وباهر محمد – 6 في القائمة – في 29 ديسمبر ولم يتم الافراج عنهم حتى الآن، لتبقى هويات البريطانيين والمرأة الهولندية في خانة المجهولين مع رفض السفارة الهولندية التعقيب في الوقت الذي قالت فيه السفارة البريطانية انها علمت بالتقرير وتسعى للحصول على مزيد من المعلومات.
في الوقت الذي يحاكم فيه المصريون الستة عشر بتهمة الانتماء إلى “جماعة إرهابية” في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي حظرت مؤخراً بعد الانقلاب العسكري وعزل الرئيس محمد مرسي وإعلانها جماعة إرهابية.
منظمة العفو الدولية بدورها قالت أن على السلطات المصرية اسقاط التهم فوراً ضد صحفيي الجزيرة الانجليزية الذين أحيلوا إلى المحكمة بتهمة المساعدة أو الانتماء لجماعة محظورة وتعمل في أنشطة إرهابية.
وأضاف الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شيتي : ” قرار النائب العام المصري اليوم بإحالة عدد من الصحفين للمحاكمة بتهم مزعومة بالإرهاب يعد انتكاسة كبرى لحرية الإعلام في مصر”.
ورداً على بيان النائب العام قالت قناة الجزيرة أن “العالم كله يعلم أن هذه الاتهامات الموجهة لصحفيينا ليس لها أساس وهي اتهامات سخيفة لا تستند إلى واقع، هذا تحد لحرية التعبير وحق الصحفيين في نقل مختلف جوانب الأحداث وحق الناس في معرفة ما يجري”.
وإضافة للصحفيين الثلاثة في القضية السابقة، فإن الجزيرة تقول أن اثنين آخرين من صحفييها هما عبد الله الشامي ومحمد بدر اللذان يعملان في مكتب الجزيرة الاخبارية العربية ومكتب الجزيرة مباشر مصر ما زالا محتجزين منذ خمسة أشهر، دون أي بلاغ عن تطور في القضية المتعلقة بهم. وكانت مكاتب الجزيرة قد أغلقت بأمر السلطات المصرية في القاهرة منذ الثالث من يوليو بعد عزل مرسي.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي قالت إن الولايات المتحدة تشعر “بقلق عميق من الافتقار المستمر لحرية التعبير والصحافة في مصر” حاثّة الحكومة على إعادة النظر في مسألة محاكمة الصحفيين، وأضافت: “نحن قلقون من التقارير الواردة اليوم حول الاتهامات التي وجهت الى المزيد من الصحفيين ومن بينهم صحفي الجزيرة”.
الإعلامية والمذيعة في قناة CNN الأمريكية كريستين امانبور قالت على حسابها على الفيسبوك أن ” لجنة حماية الصحفيين أكدت لقناة CNN أن خمسة من صحفيي الجزيرة محتجزون في أحد السجون المصرية ، مضيفة أن هناك عدة حالات استهداف لوسيلة إعلامية بعينها دون غيرها قد تحدث في الصراعات الداخلية ، لكن ليس هناك أي وسيلة اعلامية دولية استهدفت من قبل كما تستهدف الجزيرة الآن في مصر بشكل غير مسبوق.