لماذا تحولت كل صراعتنا إلى الساحة الداخلية و أصبحنا أداة لتنفيذ مطامح و آمال الدول الأقلمية و الدول الكبرى في المنطقة و العالم . في الوقت الذي نرى فيه الحضارة الأوربية الحديثة أنتجت العديد من النظم التي ألهمت عالمنا العربي و الإسلامي اليوم و التي كان لها بحسب تاريخنا ماضيا متخلفا وعصورا ظلامية . وندرس أيضا في تاريخنا أنها في الفترة القريبة خاضت حربيين عالميتن ساهمتا بشكل كبير في دمار العمار و قتل الفكر و الإنسان فيها . حينما يطرح هذا السؤال على منظري الفكر الحركي الإسلامي في العالم العربي يجيبك بشكل سريع وواثق ها هي تركيا أمامك أم أنك لا لاتريد رؤية ذلك.
و أما بالنسبة لبقية الدول فإن الأنظمة العربية المرتبطة بالعالم الغربي هي من تحول دون نجاح ذلك في حربها لكل ما هو إسلامي قد يصل إلى السلطة أو يخوض خط السياسة في الحقيقة إن التجربتين الحقيقيتن التي يصنفها البعض بالـ (إسلامية) والتي وإن قام بها سياسيون مسملون فعلا هما تركيا و ماليزيا لو عدنا إلي تفاصيل قيامها و نجاحهما لوجدنا أنه من الأصح أن يوصفا بالتجربة العلمانية من ناحية التأصيل والفكر السياسي.
بالرغم من فلسفة بعض منظري الحركات الإسلاميه على أنهما تجربة إسلامية وأن الظروف غير سانحة للإعلان عن النوايا الحقيقة لذلك و ما إلى ذلك من السفسطة البعيدة عن المنطق والتي تحاول طمس العيوب الواضحة في الرؤية السياسية الإسلامية وتعليق الإسباب على معسكر الخصم وما حدث في مصر مؤخرا يجسد هذا الواقع بشكل واضح .
من البديهات أن الحالة الطبيعية في السياسية هو التنافس ..ففكرة المنافسة هي فكرة جوهرية في السياسة .. وفكرة أن هناك خصوم يعملون ويخططون ضدك لا يمكن أن يكون عنصر مفاجأة لمن يشتغل في عالم السياسية . إننا بالفعل أمام منعطف فكري حقيقي يحتاج منا إلى إجابات واضحة وصريحة وصادقة بعيدة عن التجميل و التغليف الديني المرتبط بالنصوص القرآنية الموظفة.
نحن بحاجة لمراجعة التراث الفكري والتاريخي الإسلامي بشفافية و من ثم الوقوف على أسباب الضعف والقوة و أسباب النصر و الهزيمة مع الفهم وربطها بالواقع المعاصر حتى نكون أقرب نحو نهضة منشودة في عالمنا العربي والإسلامي ما نحتاجه بصدق هو إنتاج الفعل البَنّاء الذي يساهم في التغير على مستوى الواقع مع مأسسة الأعمال حتى تستمر عبر الأجيال فنصع التغيير سنبدأ بالغيير حينما نفكر بكل ما هو قائم بشكل حقيقي للوصول إلى نتائج مختلفة