نفى الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وجود أي مخطط لدى حركته لحكم قطاع غزة، بعد الحديث عن أن الكتلة البرلمانية للحركة تتجه لإيجاد “صيغة جديدة” لإدارة الوزارات في قطاع غزة.
وقال الزهار في تصريح لنون بوست: “لا نريد أن نحكم غزة، وما سيجري مجرد تنظيم علاقة الوزارات في القطاع مع بعضها البعض، خاصة بعد تخلي رام الله وحكومة التوافق التي يترأسها رامي الحمد الله عن دورها في غزة”، وأضاف: “المفروض أن نحكم غزة، ولكن حركة حماس لا تسعى لذلك، سنحرر فلسطين وسيختار الشعب الفلسطيني من يمثله”.
تصريحات الزهار عن حكم غزة جاءت بعد حديث مصادر فلسطينية، أن حركة حماس تتجه إلى تحويل حكومة الظل في غزة إلى إدارة رسمية، عبر إنشاء إدارة حكومية، وأثارت تصريحات مسؤولين في كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية لحركة حماس في المجلس التشريعي عن دراسته طريقة وصياغة جديدة لإدارة قطاع غزة، حفيظة حركة فتح التي اتهمت الحركة الإسلامية بأنها تعمل على تعزيز الانقسام والانفصال.
“حماس لن تُغير نهجها السياسي والمقاوم، وستبقى تحافظ على ثوابتها دون أي تغيرات”
وأضافت تلك المصادر أن كتلة التغيير والإصلاح ناقشت إمكانية إيجاد صيغة إدارية تتلاءم مع الواقع في غزة لتحسين الواقع الحكومي بعد أن وجهت اتهامًا لحكومة الوفاق الوطني، التي تم تشكيلها عقب إعلان الشاطئ، بالتخلي عن مسؤولياتها والقيام بالمهام التي أوكلت إليها والمتمثلة في دمج المؤسسات الحكومية وحل أزمة الموظفين وإجراء انتخابات عامة وإنهاء ملفات الإعمار والحصار.
وقبل أيام قال صلاح البردويل القيادي في حركة حماس: “المجلس التشريعي يعتبر المرجعية القانونية لعمل وكلاء الوزراء في القطاع”، مشيرًا إلى أن الصيغة التي يجري الإعداد لها سيتم اعتمادها سريعًا في أقل من شهر، وسيلمسها المواطن من خلال إجراءات ستتخذ على الأرض.
وثيقة حماس السياسية
وفي ملف وثيقة حركة حماس السياسية الجديدة التي تعدها واقترب موعد إعلانها بشكل رسمي، بعد إعلان رئيس مكتبها السياسي خلفًا لخالد مشعل، قال الزهار إن حركته لن تُغير نهجها السياسي والمقاوم، وستبقى تحافظ على ثوابتها دون أي تغيرات.
حيث أضاف الزهار لـ”نون بوست” بأن “الوثيقة السياسية مجرد أداة من الأدوات التي تتعامل في حركة حماس مع المتغيرات الداخلية والخارجية، لكن مواقف الحركة ستبقى ثابتة ولن تتغير”.
وشدد عضو المكتب السياسي للحركة، على أن حركته لن تتخلى عن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، طالما وجد على أرضنا الفلسطينية، وهذا من الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها مهما كانت الظروف والتحديات.
وجرى خلال الأيام الأخيرة تداول بأن حركة حماس قد تتجه إلى إجراء تعديلات جذرية على وثيقتها السياسية تتعلق بالتخلي عن جماعة الإخوان المسلمين ورفض المقاومة المسلحة والتمسك بمقاومة الاحتلال الشعبية فقط، إضافة للاعتراف بالحقوق الفلسطينية على حدود العام 1967 فقط، الأمر الذي نفته حركة حماس جملة وتفصيلاً.
تحسن العلاقة مع مصر
وفي ملف العلاقات مع جمهورية مصر العربية التي تمر بمنعطفات كبيرة وخطيرة، عبّر الدكتور الزهار عن ارتياحه من المرحلة المقبلة في العلاقات السياسية والأمنية مع الجانب المصري. وأكد الزهار أن الاتصالات مع الجانب المصري مستمرة منذ فترة، وهناك مرحلة إيجابية ومهمة مقبلة على قطاع غزة، نتيجة تلك اللقاءات والاتصالات الأخيرة التي جرت بين الجانبين.
عقد أبو مرزوق اجتماعًا قبل يومين مع مسؤولين مصريين في القاهرة، بحث خلالها عدة ملفات أبرزها المصالحة ومعبر رفح وحصار غزة.
وذكر أن حركته حريصة تمامًا على علاقة جيدة مع كل الدول العربية بما فيها مصر، وتحسين العلاقة بين غزة والقاهرة هي مصلحة متبادلة بين الجانبين.
وشهدت العلاقة بين مصر وغزة تحسنًا ملحوظًا خلال الأسابيع الماضية، ترتّب عليها فتح معبر رفح البري والسماح لاستقبال شخصيات فلسطينية دينية واقتصادية واعتبارية على الأرضي المصرية للبحث عن مخارج لحصار غزة، في حين عقد أبو مرزوق اجتماعًا قبل يومين مع مسؤولين مصريين في القاهرة، بحث خلالها عدة ملفات أبرزها المصالحة ومعبر رفح وحصار غزة.