تسعى الجزائر للحد من تبعيتها للنفط والغاز الطبيعي وتنويع مصادر دخلها منذ سنوات، حيث تراهن هذه المرة على برنامج إنتاج الطاقة المتجددة، وذلك عبر إنجاز محطات جديدة لإنتاج الطاقة الشمسية. وتعد الطاقات المتجددة في الجزائر “أولوية وطنية”، بالنظر إلى أهمية المخزون الشمسي المتوفر في الجزائر ومساحاتها الشاسعة، حسب وزير الطاقة نور الدين بوطرفة.
وأكدت تقارير إعلامية سعي الحكومة الجزائرية لإنجاز محطات جديدة لإنتاج الطاقة الشمسية، في إطار مخطط صادقت عليه في فبراير 2016، ويهدف هذا المخطط الخاص بإنتاج وتوزيع 4000 ميغاواط من الكهرباء، عن طريق الطاقة الشمسية، إلى تمكين البلاد من إنتاج 27% من طاقتها الكهربائية بالطاقة الشمسية.
الطاقة الشمسية لا تنضب ويمكن التحكم في تكاليفها وتطوير البدائل التي تسمح باستخدام أمثل للقدرات المتاحة
وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة، صرح خلال وقت سابق، أن البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة، يهدف إلى إنتاج 22 ألف ميغاواط بحلول 2030، ويتزايد اهتمام السلطات الجزائرية بمشاريع الطاقة الشمسية بسبب المخاوف من تراجع مداخيل البلاد من العملات الأجنبية، خاصة بعد انهيار أسعار النفط والغاز في السنوات الثلاثة الأخيرة، حيث يشكلان 95% من صادرات الجزائر و60% من الموازنة العامة سنويًا، فضلاً عن إمكانية تنويع مصادر الدخل والتصدير إلى أوروبا مستقبلاً، فالطاقة الشمسية لا تنضب ويمكن التحكم في تكاليفها وتطوير البدائل التي تسمح باستخدام أمثل للقدرات المتاحة.
مشاريع كبيرة في انتظار مستثمرين
وتراجع احتياطي النقد الأجنبي في الجزائر من 192 مليار دولار بالنصف الأول من عام 2014 (قبل أزمة النفط) إلى قرابة 143 مليار دولار بنهاية 2015، فيما تتوقع الحكومة أن ينتهي العام الحاليّ 2017 باحتياطي نقد أجنبي عند مستوى 113.3 مليار دولار، وفق ما جاء بأرقام الموازنة العامة الجديدة، وأن يقل الاحتياطي إلى 1076 مليار دولار بنهاية العام المقبل 2018.
وتتطلع الجزائر، حسب تقارير إعلامية، إلى توفير نحو 22.000 ميغاواط من الطاقة الخضراء في أفق 2040-2035، وسيقسم المشروع إلى أربع حصص بطاقة 1.350 ميغاواط لكل واحدة، بالإضافة إلى بناء مصنع أو عدة مصانع لصناعة تجهيزات ومعدات محطات الطاقة الشمسية الضوئية، وكشف المدير العام لمجمع سونلغاز مصطفى قيطوني هذا الثلاثاء ببرج بوعريريج أنه تقرر إنتاج 4 آلاف ميغاواط من الطاقة الشمسية سنة 2017 وذلك للتخفيف من الاستهلاك الكبير للكهرباء وتغطية الطلب الوطني، وفق الإذاعة الجزائرية.
تمتلك الجزائر ثروة كبيرة من الطاقة الشمسية، حيث تستفيد من ألفين إلى ثلاثة آلاف ساعة من إطلالة الشمس
ويتوقع خبراء، تقلص النفط الجزائري وزواله بحدود سنة 2030، بسبب تزايد الاستهلاك المحلي له، وهو ما دفع الحكومة إلى جعل اللجوء للطاقات المتجددة هدف استراتيجي، حيث تسعى الجزائر لتعويض إفلات أكبر مشروع لاستغلال وإنتاج للطاقة الشمسية في المنطقة من يدها، تشرف عليه المؤسسة الألمانية (ديزيرتيك) لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتوفير 15 – 20% من حاجيات السوق الأوروبية.
تراجع أسعار النفط يهدد الاقتصاد الجزائري
وتمتلك الجزائر ثروة كبيرة من الطاقة الشمسية، حيث تستفيد من ألفين إلى ثلاثة آلاف ساعة من إطلالة الشمس، مع وجود إمكانية إنتاج 2500 كيلووات في كل مترمربع، وفقًا لتقديرات الكثير من الخبراء، أما القدرات الشمسية الحرارية، فإنها تمثل خزانًا معتبرًا، حيث تعادل نسبة مضاعفة 10 مرات الاستهلاك الطاقوي على المستوى الدولي ،وبينت أحدث الدراسات العالمية عن الطاقة الشمسية، أن الجزائر من بين أحسن ثلاثة حقول شمسية في العالم، حيث صُنفت الجزائر وإيران ومنطقة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية كأكبر وأحسن حقول الطاقة الشمسية.