أعلنت حركة مجتمع السلم المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين فى الجزائر مقاطعتها للانتخابات الرئاسية التي ستقام في شهر أبريل نيسان القادم.
وأرجع البيان الصادر عن مجلس الشورى الوطنى للحركة القرار إلى عدة أسباب من بينها عدم وجود فرصة للإصلاح السياسي عن طريق الإنتخابات وانفراد السلطة بتنظيم الانتخابات، وذلك في إشارة إلى تعيين رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال المقرب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومدير حملته الانتخابية السابقة رئيسا للجنة التحضير للانتخابات.
وقرار حركة مجتمع السلم هو الثانى من نوعه بعد القرار الذى اتخذه حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذى أعلن يوم الجمعة الماضية قراره النهائي بمقاطعة رئاسيات أبريل 2014، على خلفية إعلان ترشح الرئيس الحالي بوتفليقة لفترة رئاسية رابعة رغم حالته الصحية التي جعلته يغيب طيلة الأشهر الماضية عن الحضور الإعلامي ويكتفي بالظهور ثلاث مرات فقط في مشاهد خاطفة.
وقالت صحف جزائرية أن قرار حركة مجتمع السلم تؤكد رفض جميع أطراف المعارضة لترشح بوتفليقة التي تأكدت على إثر إعلان حزب التجمع الوطني الديمقراطي الحاكم يوم السبت الماضي بصفة رسمية عن ترشيحه لبوتفليقة، ومساندة أحزاب أخرى مثل تجمع أمل الجزائر والجبهة الشعبية لهذا التوجه الذي ترفضه المعارضة.
وكان أعضاء مجلس شورى حركة مجتمع السلم قد ناقشوا ثلاثة خيارات متعلقة بالرئاسيات من بينها الدخول بمرشح عن الحركة وهو رئيسها عبد الرزاق مقري، أو دعم مرشح توافقي مع باقي مكونات المعارضة، أو المقاطعة وهو الخيار الذي تبناه معظم المشاركين في مؤتمر المجلس.
وأعلن مقري في كلمة له بمناسبة اجتماع إطارات حزبه بالعاصمة، تحديه لقرار الداخلية بمنع مقاطعي الانتخابات الرئاسية من القيم بحملة مضادة، ونقلت صحيفة الأخبار عنه قوله:”سنقوم بأنشطة قبل الرئاسيات وقبل الحملة الانتخابية”، مضيفا: “هل تستطيع الداخلية أن تمنعنا من القيام بحملة طرق الأبواب؟ قرارات مسؤولي وزارة الداخلية لم تفاجئنا، إنها تعكس توجها لمزيد من خنق الحريات والرأي الآخر”.
وقال مقري أن “قرار مجلس شورى الحركة بالمقاطعة ينسجم مع موقف الجزائريين فهم بطبعهم مقاطعون”، مشيرا إلى أن سبر الآراء الذي أجرته الحركة مال إلى المقاطعة، قائلا: “على عكس محطات سابقة كانت النفوس منقبضة، ولم يكن هناك توافق بين مواقف القيادة والقواعد، أما الآن فقد تطابقت آراء القاعدة والقيادة”.
وختم مقري كلامه وسط أنصاره بالقول: “قلنا إن هذه الانتخابات لا تمثل فرصة للتغيير ومرشح السلطة فائز بنسبة 100 بالمائة فاللعبة مغلقة تماما.. للأسف رفضوا حتى الجلوس ومناقشة أفكار غيرهم، إنهم يريدون أن يحكموا وحدهم”.