بعد فترة عمل دامت نحو 45 ألف ساعة، وبمشاركة 840 باحثًا في مختلف المجالات، كشف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة عن نتائج استطلاع المؤشر العربي لعام 2016 الذي نفذه في 12 بلدًا عربيًا هي موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، مصر، السودان، فلسطين، ولبنان، الأردن، العراق، السعودية، الكويت، وذلك للعام الخامس على التوالي.
الاستطلاع الذي يعد الأضخم من نوعه في المنطقة العربية شمل نحو 18310 مبحوثًا من مختلف الدول المشار إليها، أُجريت معهم مقابلات شخصية ضمن عينات ممثلة للبلدان التي ينتمون إليها، وذلك في الفترة بين شهري سبتمبر وديسمبر 2016.
ويهدف المؤشر السنوي إلى الوقوف على اتجاهات الرأي العام العربي حيال العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والمجتمعية المختلفة، وذلك عبر محاور ثمانية هي تقييم الأوضاع العامة لمواطني المنطقة العربية، الثقة بالمؤسسات الرئيسة في البلدان العربية، اتجاهات الرأي العام نحو الديمقراطية، المشاركة السياسية والمدنية، دور الدين في الحياة العامة والحياة السياسية، اتجاهات الرأي العام العربي نحو محيطه، الرأي العام والثورات العربية، وأخيرًا اتجاهات الرأي العام نحو تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
أولًا: تقييم الأوضاع العامة لمواطني المنطقة العربية
يرصد هذا القسم تقييم المواطنين العرب للقضايا الأساسية في حياتهم ومجتمعاتهم، من تقييم أوضاعهم الاقتصادية ومستوى الأمان في مناطق سكنهم، إضافةً إلى تقييمهم الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي لبلدانهم، وأهم المشكلات التي تواجههم، ومدى رغبتهم في الهجرة ومصادر التهديد لأمن بلادهم.
أ- تقييم العرب لمستوى الأمان
كشف التقرير أن ما يقرب من 75% من العرب يرون أن مستوى الأمان في بلدانهم إيجابي، حيث جاءت النسب كالتالي 29% نسبة الأمان تصل إلى جيد جدًا، 53% جيد، 13% سيء، 5% سيء جدًا، وقد جاءت دول الكويت والسعودية والأردن وموريتانيا في صدارة الدول الأكثر أمانًا بحسب مواطنيهم، بينما جاءت العراق وفلسطين ولبنان ومصر في ذيل تلك القائمة.
ويلاحظ أن هناك زيادة في معدلات تقييم العرب لمستوى الأمان في بلدانهم للعام 2016 مقارنة بالعام 2015 بنسبة تقترب من 5%، فيما عدا دولة فلسطين والتي انخفض فيها مستوى تقييم الأمان بأنه إيجابي هذا العام ليصل إلى 59% مقارنة بـ66% عام 2014.
مواطنو العراق وفلسطين ولبنان ومصر يرون أن مستوى الأمان في بلدانهم سيء جدًا
ب- تقييم أوضاع الأسر الاقتصادية
تراجع مستوى الأسر الاقتصادية هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، حيث بلغ مستوى الأسر التي ترى أن وضعها الاقتصادي جيد 51% مقارنة بـ55% عام 2015، بينما 26% تراه سيئًا، مقارنة بـ23% عام 2015، و10%يعتبرونه سيئًا جدًا، مقارنة بـ9% عام 2015.
وتعد الكويت الأفضل من حيث مستوى الأسر الاقتصادية، بينما تأتي تونس والأردن في مرتبة متأخرة لا سيما فيما يتعلق بعدم قدرة دخول المواطنين على تغطية نفقات واحتياجات الأسر.
ج- تقييم الوضع السياسي
تراجع مستوى تقييم المواطنين العرب للوضع السياسي في بلدانهم مقارنة بالعام 2015، حيث بلغت نسبة العرب ممن يرون أن الوضع السياسي في أوطانهم إيجابي 40% مقارنة بـ43% عام 2015، بينما بلغت نسبة من يرونه سيئًا 55% في عام 2016، مقارنة بـ52% عام 2015.
وتعد السعودية والكويت والأردن وموريتانيا أكثر الدول تطورًا في الوضع الاقتصادي بها بحسب مواطنيها، في مقابل العراق وتونس وفلسطين والسودان ولبنان.
د- أولويات مواطني الدول العربية
جاءت المشكلات الاقتصادية لتتصدر قائمة أولويات مواطني الدول العربية بنسبة وصلت إلى 44% ما بين مشاكل البطالة والفقر وارتفاع الأسعار، مقارنة بـ37% في عام 2015، بينما جاءت الأولويات الأمنية في المرتبة الثانية بنسبة 18% لا سيما غياب الأمن والإرهاب ومخاطر التدخلات الخارجية، وهي نفس نسبة عام 2015، بينما جاءت أولويات أداء الحكومة وسياساتها في المرتبة الثالثة بنسبة 20% لا سيما ضعف الخدمات وتفشي الفساد.
جاءت المشكلات الاقتصادية لتتصدر قائمة أولويات مواطني الدول العربية بنسبة وصلت إلى 44% ما بين مشاكل البطالة والفقر وارتفاع الأسعار
و- اتجاهات مواطني العرب نحو الهجرة
ارتفعت نسبة المواطنين العرب الراغبين في الهجرة للخارج خلال العام 2016 مقارنة بالأعوام السابقة، حيث وصلت إلى 24% مقارنة بـ23% عام 2015، كما بلغت نسبة من لا يرغبون في الهجرة للخارج 75%.
وقد ارتفعت نسبة الراغبين في الهجرة للخارج بين مواطني السودان والمغرب ولبنان، في مقابل وصولها إلى أدنى مستوياتها لدى مواطني الكويت والسعودية والإمارات.
24% من العرب يرغبون في الهجرة للخارج في مقابل 75% يرفضون، وتحسين مستوى المعيشة أبرز الدوافع
هـ- مصادر تهديد أمن الدول العربية
تصدرت إسرائيل قائمة الدول الأكثر تهديدًا للمواطنين العرب بنسبة 32% لا سيما لدى الفلسطينيين بنسبة بلغت 82%، فضلاً عن نصف المصريين واللبنانيين، تأتي بعدها أمريكا بنسبة 14%، ثم جاءت دول عربية مجاورة أو في الإقليم مثل ليبيا في المرتبة الثالثة بنسبة 13%، ثم إيران في المرتبة الرابعة بنسبة 10%.
ثانيًا: الثقة بالمؤسسات الرئيسة في البلدان العربية
يرصد القسم الثاني مدى ثقة المواطنين بحكومات دولهم ومجالس نوابها، إضافةً إلى الثقة بالجهاز القضائي والجيش والأمن العام، كما يتضمن مؤشرات لتقييم أداء الحكومات والمجالس النيابية.
كشف التقرير تباين ثقة المواطنين العرب في مؤسسات دولهم بصورة ملحوظة، فقد خلص إلى أن أكثرية مواطني دول المنطقة يولون ثقة عالية في جيش بلادهم بنسبة 87% في مقابل 83% عام 2015، و72% لأجهزة الشرطة والأمن العام مقابل 70% عام 2015، و65% لمؤسسات القضاء في مقابل 64% عام 2015، و55% للحكومات في مقابل 56% عام 2015، و44% للمؤسسات التشريعية في مقابل 46% في 2015، و31% بالأحزاب السياسية في مقابل 28% في 2015.
87% من مواطني دول المنطقة يولون ثقة عالية في جيش بلادهم في مقابل 72% للشرطة
وقد تصدر مواطنو دول مصر والسعودية والكويت ولبنان والمغرب قائمة الدول الأكثر ثقة في مؤسسات الجيش والشرطة في بلدانهم، بينما جاء مواطنو الجزائر والعراق والسودان في المرتبة الأخيرة.
كما يرى ما يقرب من 93% من المبحوثين الممثلين للمواطنين العرب أن الفساد بصوره المختلفة منتشر بدرجات متفاوتة في البلدان العربية، خاصة في تونس ومصر والأردن ولبنان والسودان، مقارنة بـ80% عام 2015.
ثالثًا: اتجاهات الرأي العام نحو الديمقراطية
هذا القسم تضمن مفهوم المواطنين للديمقراطية من خلال خمسة اتجاهات رئيسية هي ضمان الحريات والحقوق المدنية والسياسية، العدل والمساواة، نظام حكم ديمقراطي، تحسين الواقع الاقتصادي للمواطنين، الأمن والاستقرار.
فذهب ما يقرب من 33% من مواطني الدول العربية إلى أن الديمقراطية هي ضمان الحريات السياسية والمدنية، بينما ذهب 26% منهم إلى أنها المساواة والعدل بين المواطنين، و6% عرفوها بأنها ضمان الأمن والاستقرار، بينما 7% رأوا أنها تحسين للأوضاع الاقتصادية.
معظم المواطنين العرب يرون أن النظام الديمقراطي هو الأكثر ملاءمة لحكم بلدانهم وذلك بنسبة تصل إلى 77% مقارنة بالأنظمة السياسية الأخرى، كما يرفضون وبشدة واضحة أنظمة الحكم التي تقوم على الحزب الواحد سواء كان دينيًا أو سياسيًا.
77% من المواطنين العرب يرون أن النظام الديمقراطي هو الأكثر ملاءمة لحكم بلدانهم مقارنة بالأنظمة السياسية الأخرى
39% من العرب يرون أنه لا يمكن انتقاد الحكومة وسياستها دون خوف، وفي المقابل فإن أكثرية المبحوثين في دول مثل مصر والسودان وفلسطين أفادوا أنهم لا يستطيعون انتقاد الحكومة لما يترتب على ذلك من مشاكل أو أزمات قد يتعرضون لها حال قيامهم بهذا النقد.
كما يشار أيضًا إلى أن 70% من الرأي العام يرفض مقولة أن النظام الديمقراطي يتعارض مع الإسلام، في مقابل تأييد 22%، وكان مواطنو دول الكويت والعراق والجزائر والأردن أكثر المبحوثين رفضًا لتلك المقولة بما يزيد على 75% مقارنة بمواطني لبنان والمغرب والسودان والتي جاءت بنسب أقل.
رابعًا: المشاركة السياسية والمدنية
يتعرض هذا القسم إلى مدى اهتمام المواطنين العرب بالشؤون والأحداث السياسية لبلدانهم، إضافة إلى طبيعة انخراطهم في الأنشطة ذات المضمون السياسي وانتماءاتهم الحزبية والمدنية، إضافة إلى نوعية المصادر الإعلامية التي يعتمدون عليها في الحصول على الأخبار السياسية.
أفاد التقرير أن 74% من المواطنين مهتمون بالشؤون السياسية لبلدانهم، متراجعين عن عام 2015 والذي بلغت فيه النسبة 77%، إلا أن هناك تباين بين مواطني الدول بشأن درجة هذا الاهتمام، حيث أولى مواطنو الكويت والسعودية ومصر والعراق وتونس وفلسطين وموريتانيا اهتمامًا أكبر بشؤون أوطانهم السياسية مقارنة بمواطني دول مثل الجزائر والمغرب والأردن.
82% من مستخدمي الإنترنت لديهم حسابات على “فيس بوك” و51% ممن لهم حسابات على مواقع التواصل يستخدمونها في التفاعل مع القضايا السياسية
أما عن الانتماءات الحزبية للعرب، فقد كشف التقرير أن 53% من المبحوثين لا ينتمون لأي حزب سياسي، كما أنه لا يوجد حزب سياسي معين يمثلهم في بلدانهم، في مقابل 10% فقط ينتمون لحزب سياسي أغلبهم مواطني دول مثل تونس والمغرب وموريتانيا وفلسطين.
وتتصدر القنوات التليفزيونية قائمة المصادر التي يعتمد عليها العرب في الحصول على الأخبار السياسية بنسبة تصل إلى 68% مقارنة بـ74% في 2015، يليها شبكة الإنترنت بنسبة 13% مقارنة بـ5% في 2011، ثم الراديو والصحف وكل منها نسبة 6%، مع الإشارة إلى أن 37% من المبحوثين أفادوا أنهم لا يستخدمون الإنترنت، في مقابل 61% يستخدمونه بصور متفاوتة.
كما أفاد التقرير أن 82% من مستخدمي الإنترنت لديهم حسابات على “فيس بوك” أبرزهم من مصر والكويت والسعودية، و33% لديهم حساب على “تويتر” و32% على “إنستجرام” و23% على “سناب شات”، و51% ممن لهم حسابات على مواقع التواصل يستخدمونها في التفاعل مع القضايا السياسية.
خامسًا: دور الدين في الحياة العامة والحياة السياسية
سعى هذا القسم إلى الإجابة عن بعض التساؤلات التي تشغل بال الكثيرين بشأن العلاقة بين الدين والدولة، والتي باتت وجبة دائمة على موائد النقاش السياسي خلال السنوات الأخيرة لا سيما التالية لثورات الربيع العربي، كما يتضمن أيضًا اتجاهات الرأي العام نحو دور الدين في مجموعةٍ من القضايا العامة السياسية مثل مدى قبول المواطنين بتدخل رجال الدين في القرارات الحكومية، أو في كيفية تصويت الناخبين، إضافةً إلى الوقوف على تعريف المستجيبين الذاتي لمدى تدينهم.
أفاد التقرير إلى هناك 3 كتل تمثل المواطنين العرب من حيث درجة التدين، 65% منهم متدينون إلى حد ما، مقارنة بـ63% في 2015، أبرزهم مواطني الأردن والمغرب، و20% متدينون جدًا، مقارنة بـ24% عام 2015، أبرزهم مواطني موريتانيا والسودان، و11% أفادوا بأنهم غير متدينين، مقارنة بـ9% في 2015، أبرزهم مواطني لبنان ومصر، وذلك من خلال بعض التوجهات والأسئلة التي تشرح معنى التدين ومؤشراته، والتي كشفت أن 60% يرون أن السمات الأخلاقية والقيمية شرط أساسي للتدين.
نسبة كبيرة من المبحوثين يرفضون تكفير الشخص المختلف معهم دينيًا، كما يتحفظون على الإساءة إلى الآخرين وتحديد أساليب التعامل معهم حسب دينهم ومعتقداتهم
من السمات البارزة التي خلص إليها التقرير أن نسبة كبيرة من المبحوثين يرفضون تكفير الشخص المختلف معهم دينيًا، كما يتحفظون على الإساءة إلى الآخرين وتحديد أساليب التعامل معهم حسب دينهم ومعتقداتهم، حيث إن النسبة العظمى منهم ترى أنه لا فرق في التعامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي مع المتدينين وغير المتدينين.
ما يقرب من نصف المبحوثين ينادون بفصل الدين عن السياسة، كما أن نسبة كبيرة منهم ترفض تدخل رجال الدين في القرارات السياسية أو التأثير في العملية الانتخابية، كما ترفض في الوقت نفسه لجوء الدولة إلى بعض رجال الدين لكسب تأييد الشعب نحو قضية أو مسألة سياسية أو اقتصادية ما.
سادسًا: اتجاهات الرأي العام العربي نحو محيطه
يعد الوقوف على اتجاهات الرأي العام نحو محيطه العربي والروابط بين الشعوب العربية بعضها البعض، أحد أبرز الأهداف التي يسعى المؤشر العربي للوقوف عليها من خلال عرض اتجاهات الرأي العام نحو الروابط بين سكان العالم العربي والدول الأكثر تهديدًا لأمن الوطن العربي، إضافةً إلى تقييم الرأي العام العربي للسياسات الخارجية لبعض الدول الكبرى والدول الإقليمية الفاعلة تجاه المنطقة العربية، وتقييم العلاقات السياسية الرسمية بين حكومات بلدانهم وهذه الدول، كما يتضمن اتجاهات الرأي العام نحو القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي.
أفاد التقرير أن أكثرية المبحوثين ترى أن سكان الوطن العربي أمة واحدة، وذلك بنسبة تصل إلى 77%، مقارنة بـ79% عام 2015، حتى وإن اختلفوا على مدى التمايز ومستواه بين شعوب البلدان العربية، في مقابل 19% يرون أن المنطقة العربية تمثل شعوبًا وأممًا مختلفة في كثير من المجالات، كما أن الروابط التي تربط بينها ضعيفة، مقارنة بـ18% عام 2015.
نسبة كبيرة من المواطنين العرب لا يثقون في توجهات القوى الدولية والإقليمية حيال المنطقة العربية، كما أنهم يرون أن السياسات الأمريكية والروسية والإيرانية والفرنسية هي سياسات سلبية تجاه الدول العربية.
77% من العرب يرون أن سكان الوطن العربي أمة واحدة، في مقابل 19% يرون أن المنطقة العربية تمثل شعوبًا وأممًا مختلفة والروابط التي تربط بينها ضعيفة
ومن الملاحظ أن هناك تغيرات واضحة في توجهات العرب حيال سياسات القوى الدولية والإقليمية مقارنة بالأعوام السابقة، إذ إنها تشير إلى أنها باتت أكثر سلبية خلال عام 2016، ويمكن الوقوف على بعض النماذج التي تؤيد ذلك حين نرى أن نسبة من يرون أن السياسة الخارجية الأمريكية حيال المنقة سلبية بلغت 77% في 2016، مقارنة بـ65% في عام 2015، أما إيران فقد وصلت نسبة من يرون سياساتها سلبية تجاه العرب إلى 71% عام 2016 في مقابل 52% عام 2014.
كما حدث تغير طفيف في توجهات الرأي العام العربي حيال السياسات التركية تجاه المنطقة العربية، حيث بلغ نسبة من يرون أنها إيجابية 54% متراجعة عن عام 2015 والتي وصلت فيه إلى 59%، إلا أن التقييم الإيجابي ارتفع لدى مواطني عدة دول مثل السعودية والمغرب والأردن والسودان في مقابل التراجع لدى مواطني المغرب وتونس ومصر ولبنان.
86% من العرب يرفضون الاعتراف بإسرائيل في مقابل 9% يوافقون على الاعتراف بها
أما عن تفاصيل هذه الرؤية السلبية للتوجهات الدولية، فنجد أن 79% يرون أن سياسية أمريكا تجاه فلسطين سيئة، و78% تجاه العراق، و77% تجاه سوريا، كما أن ثلثي المبحوثين يرون أن السياسات الروسية تجاه فلسطين وسوريا والعراق واليمن سيئة، ونفس النسبة تقريبًا ترى أن سياسات إيران تجاه نفس الدول سيئة أيضًا.
أما عن توجهات العرب حيال دولة إسرائيل والاعتراف بها، فقد أجمع الغالبية العظمى من المبحوثين على رفض اعتراف بلدانهم بدولة الاحتلال وذلك بنسبة 86% مقارنة بـ85% في 2015، في مقابل 9% رأوا أنه على حكوماتهم الاعتراف بها، علمًا بأن مواطني الدول الموقعة على معاهدات سلام مع إسرائيل وهي مصر والأردن كانوا من أبرز مواطني الدول الرافضة للاعتراف بها.
سابعًا: الرأي العام والثورات العربية
أما المحور السابع فيتضمن تقييم المواطنين العرب لثورات الربيع العربي بعد مرور 6 سنوات على انطلاقها، وذلك بهدف الوقوف على اتجاهات العرب نحو التطورات التي شهدها قطار الربيع والذي نجح نسبيًا في تونس وتعثر في مصر وليبيا واليمن وسوريا، إضافةً إلى مواقف الرأي العام من مدى نجاح الثورات العربية والأسباب التي عرقلت نجاحها، واتجاهات الرأي العام نحو زيادة نفوذ الحركات الإسلامية السياسية.
أفاد التقرير أن 41% من المبحوثين يرون أن ثورات الربيع العربي إيجابية، مقارنة بـ34% في 2015، لا سيما بين المصريين 82% والكويتيين 62%، بينما يرى 50% من المبحوثين أنها سلبية، مقارنة بـ59% في 2015، لا سيما بين الأردنيين 82% واللبنانيين 76% والجزائريين 68%.
أما عن اتجاهات الرأي العرب نحو واقع ومستقبل ثورات الربيع العربي، أشار 45% من المبحوثين أنها تمر بمرحلة تعثر إلا أنها قادرة على تحقيق أهدافها في نهاية المطاف، في مقابل 39% يرون أنها انتهت وللأبد بعدما منيت به من خسائر في بعض الدول التي قامت بها، وعودة الأنظمة السابقة للحكم مرة أخرى.
45% من العرب يرون أن ثورات الربيع العربي تمر بمرحلة تعثر إلا أنها قادرة على تحقيق أهدافها في نهاية المطاف
ثامنًا: اتجاهات الرأي العام نحو تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”
القسم الثامن والأخير لمحاور المؤشر العربي لعام 2016، فيتضمن اتجاهات الرأي العام العربي نحو تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وذلك من خلال تضمين استمارة الاستطلاع مجموعة من الأسئلة المتعلقة بتنظيم الدولة، بعد مرور عامين على ظهوره، للوقوف على آراء المواطنين في المنطقة العربية نحو التنظيم، وآرائهم أيضًا تجاه قوة تأييد التنظيم بين أنصاره، إضافة إلى التعرف على آرائهم تجاه العوامل التي ساهمت في نشوئه، وأفضل العوامل التي تساعد في القضاء عليه في المنطقة العربية.
وأفاد التقرير أن 99% من العرب يعرفون التنظيم جيدًا، و66% منهم يتابعون بدرجات متفاوتة التطورات المتعلقة به، أبرزهم من السعودية والكويت، مقارنة بـ76% في 2015، في مقابل 33% غير متابعين، أبرزهم من موريتانيا.
17% من العرب يرون أن السبب الرئيسي لقوة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” هي الإنجازات العسكرية، في مقابل 14% يرون أنها نتيجة الالتزام بمبادئ الإسلام
أما عن نظرة العرب تجاه التنظيم، أفاد 2% أن نظرتهم له إيجابية جدًا، و3% إيجابية إلى حد ما، و89% نظرة سلبية وسلبية إلى حد ما، مقارنة بـ80% في 2015، لا سيما بين مواطني العراق والسعودية ولبنان، ويلاحظ أن النسبة العظمى ممن ينظرون بإيجابية لـ”داعش” هم من بين من يرون أنفسهم متدينين جدًا.
أما عن عناصر قوة التنظيم من وجهة نظر المواطنين العرب، فإن 17% يرون أن السبب الرئيسي لهذه القوة هي الإنجازات العسكرية، في مقابل 14% نتيجة الالتزام بمبادئ الإسلام، و12% بسبب استعداده للتصدي للغرب، بينما يرى 11% أن سبب قوته أنه يدافع عن أهل السنة والجماعة.
وأخيرًا وعن طبيعة نشأة هذا التنظيم، فهناك 58% من المبحوثين يرون أن قيام “داعش” ونشأتها في الأساس هي صناعة خارجية في المقام الأول، بينما يرجع 29% من العرب نشأتها كونها نتاجًا طبيعيًا للمنطقة وصراعاتها لا سيما في السنوات الأخيرة.