حقق حزب “الشعب للحرية والديمقراطية” (ليبرالي) الذي يتزعمه رئيس الوزراء مارك روته، الفوز في الانتخابات العامة في هولندا، التي أجريت أمس الأربعاء، فيما احتل حزب “الحرية” اليميني المتطرف بقيادة الشعبوي خيرت فيلدرز المركز الثاني، وهو ما سيسبب ارتياحًا كبيرًا لحكومات دول أخرى بالاتحاد تواجه صعودًا للنزعة القومية في بلدانها.
“لا للشعبوية الخاطئة”
أظهرت النتائج فوز الحزب الحاكم بـ33 مقعدًا من أصل 150 هي مقاعد البرلمان الهولندي، مقارنة بـ41 مقعدًا في انتخابات 2012، وحلّ ثانيًا حزب الزعيم اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، الذي حصل على 20 مقعدًا، محققًا تقدمًا عن الانتخابات السابقة التي فاز فيها بـ15. مقعدًا
وتلا حزب الحرية كل من حزبي “ديموقراطيون 66″ (يسار وسط)، و”النداء الديمقراطي المسيحي” (يمين وسط)، حيث حصل كل منهما على 19 مقعدًا، بزيادة بلغت 7 و6 مقاعد للحزبين على الترتيب، فيما حصل حزب الخضر اليساري على 14 مقعدًا بزيادة 10 مقاعد عن الانتخابات الماضية، كما نال الحزب الاشتراكي نفس العدد من المقاعد، في مقابل ذلك لم يحصل حزب العمل (يسار وسط)، إلا على 9 مقاعد فقط بعد أن كان بحوزته 38 مقعدًا.
بلغت نسبة المشاركة 81% وهي الأعلى في الانتخابات الهولندية منذ 30 عامًا
بعد الإعلان عن نتائج استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع قال روته لأنصاره: “بعد البريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) والانتخابات في الولايات المتحدة، جاءت الدعوة إلى وقف ذلك النوع الخاطئ من الشعبوية،” وشدد روته على أنه من المهم الآن توحيد هولندا في الأسابيع والأشهر المقبلة، تمهيدًا لتشكيل حكومة مستقرة للسنوات الأربعة المقبلة، ومع ذلك يبقى حزب روته من الأحزاب اليمينية المعادية للمهاجرين ولو بدرجة أقل من حزب الشعبوي المتطرف فيليدز.
وبلغت نسبة المشاركة 81% وهي الأعلى في الانتخابات الهولندية منذ 30 عامًا، ومثلت انتخابات البرلمان اختبارًا لما إذا كان الهولنديون يريدون إنهاء عقود من الليبرالية واختيار مسار قومي مناهض للمهاجرين والإسلام من خلال التصويت للسياسي الشعبوي المتطرف فيلدرز.
الزعيم اليميني المتطرف خيرت فيلدرز
بهذه النتائج من المنتظر أن تتشكل الحكومة الهولندية الجديدة من ائتلاف مكون من أربعة أحزاب على الأقل لتحقيق الأغلبية في البرلمان، وسيكون ذلك أول تحالف بهذه التعددية منذ ثلاثة ائتلافات في سبعينيات القرن الماضي انهار اثنان منها خلال 12 شهرًا، وكانت حكومة روته الأخيرة ائتلافية مع حزب العمل.
ردود الفعل
خلّف فوز الحزب الليبرالي بقيادة مارك روته على الحزب الشعبوي اليميني المتطرف بزعامة فيلدرز، ارتياحًا لدى عديد من الدول والحكومات خاصة الأوروبية منها، حيث رحب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بنتيجة الانتخابات ووصفها بأنها “نصر واضح ضد التطرف، حيث قال في بيان: “قيم الانفتاح واحترام الآخرين والإيمان بمستقبل أوروبا هي الرد الوحيد الحقيقي على دوافع القومية والانعزالية التي تهز العالم”.
هذه الانتخابات هي الأولى من ثلاث انتخابات أوروبية رئيسية تُجرى هذا العام تليها فرنسا وألمانيا
إلى ذلك هنأت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل رئيس الوزراء الهولندي على إعادة انتخابه ،وأعربت خلال اتصال هاتفي مع روته عن تطلعها لمواصلة التعاون كأصدقاء وجيران أوروبيين، بحسب ما ذكره شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية.
من جانبه، رحب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بما وصفه الفوز الصريح لرئيس الوزراء الهولندي في الانتخابات العامة في بلاده واعتبره “تصويتًا لأوروبا وتصويتًا ضد المتطرفين”، حسب مارغاريتيس شيناس المتحدث باسم المفوض.
ترحيب أوروبي بفوز روته
وقال رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني: “اليمين المناهض للاتحاد الأوروبي خسر الانتخابات في هولندا”، في غضون ذلك، احتاجت نيكولا سترجن الوزيرة الأولى لإسكتلندا إلى كلمة واحدة للتعبير عن سعادتها بفوز روته قائلة: “جيد.”
يذكر أن هذه الانتخابات هي الأولى من ثلاث انتخابات أوروبية رئيسية تُجرى هذا العام تليها فرنسا وألمانيا، حيث يأمل اليمينيون القوميون تحقيق إنجازات كبيرة في الانتخابات هذا العام وهو ما يحتمل أن يمثل تهديدًا لوجود الاتحاد.