تم التأكد من أن مايكل روجرز سيكون مدير وكالة الأمن القومي الأمريكية الجديد، ومسؤول الدفاع “الرقمي” الأمريكي. سيخلف روجرز الجنرال كيث آليكساندر الذي يتقاعد في مارس القادم محاطا بما وُصف من قبل الكثيرين بأنه الأزمة الأعنف في الوكالة على الإطلاق، والتي أطلقها إدوارد سنودن، بخصوص انتهاكات الخصوصية التي تنفذها أجهزة الأمن الأمريكية
وزارة الدفاع الأمريكية أكدت الخبر الخميس، ولم يكن أبدا مفاجئا بالنسبة للمتابعين. ففي أكتوبر عندما أعلن أليكساندر عن نيته التقاعد، كان اسم روجرز هو الاسم الأقرب لخلافته.
لكن من هو اللواء في البحرية مايكل روجرز؟ هذه أربعة أشياء تحتاج أن تعرفها بخصوص الرئيس الجديد لإحدى أهم وكالات الأمن والاستخبارات في العالم، إن لم تكن أهمها على الإطلاق.
1 إن لديه سجلا حافلا يجعله الشخص المثالي للوظيفتين
هناك سبب لعدم شعور أي شخص بالمفاجأة من خبر تولي روجرز هذا المنصب: إنه المرشح المثالي!
فبعد 33 عاما من العمل في البحرية الأمريكية (المارينز)تقاعد ولاحقا تخصص في اثنين من أهم تخصصات وكالة الأمن القومي والدفاع الرقمي: الاستخبارات الإشارية Signals Intelligence (المعلومات التي تُجمع عن طريق الرقابة الإلكترونية) والحرب الإلكترونية.
في الحقيقة، إن روجرز الآن هو قائد الحرب الإلكترونية في البحرية الأمريكية. خبرة روجرز تجعله الشخص الأنسب لهذه المهمة.
2 إنه يعتقد أن مستقبل الحروب سيكون على الإنترنت
روجرز لن يقود وكالة الأمن القومي فحسب، لكنه سيكون على رأس الدفاع الرقمي والحرب الإلكترونية، جيش البنتاغون من محاربي الإنترنت. وفضلا عن أنه مناسب لهذا المنصب بالنظر إلى خبرته، لكنه أيضا يناسب التوجه الجديد للبنتاغون والذي يعتبر الحرب الإلكترونية هي مستقبل القوات المسلحة الأمريكية.
قال روجرز في لقاء سابق “يجب أن تُعامل الشبكة (الإنترنت) كسلاح تقليدي، ويجب أن نواصل الكفاح للحفاظ على صدارتنا في الحرب الإلكترونية مثل غيرها من مجالات القتال الأربعة: البحر، والجو، والبر، والفضاء”
إنه لا يعتقد بأن الإنترنت هو المجال الخامس للجيش الأمريكي، لكنه يعتقد أن على البنتاغون أن يواصل الاستثمار وأن يوظف المزيد من محاربي الإنترنت في المستقبل.
3 لا يعلم أحد موقفه من قضايا الخصوصية
خلال حياته المهنية الطويلة في الجيش، لم يجد روجرز نفسه في موقع مُعرض للرأي العام حتى الآن. لكن وجوده على رأس وكالة الأمن القومي، سيجعله معرضا للرأي العام كثيرا خاصة بعد الفضيحة الأخيرة التي أطلقها إدوارد سنودن. لقد كان يُرمز لوكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة NSA على أنها “No Such Agency” أي أنه لا وجود لوكالة الأمن بالأساس، كمجاز عن السرية الشديدة التي تحيط بعملها، لكن هذا تغير كثيرا!
ولهذا السبب تحديدا، نحن لا نزال لانعرف موقف روجرز بشأن قضايا الخصوصية واستراتيجية وكالة الأمن القومي في المراقبة والهيمنة على المعلومات. فلسفة سلفه آليكساندر كانت تقول “دعونا نجمع كل شيء” لكن روجرز لم يتخذ موقفا حتى الآن، ولم يُطلب منه كذلك أن يتخذ موقفا!
4 لكننا سنعرف قريبا جدا
لحسن حظ دعاة الحريات المدنية والنشطاء الفضوليين، فإن الجميع سيعرف ما الذي يعتقده مايك روجرز بخصوص برامج وكالة الأمن القومي، خاصة برامج جمع البيانات الهاتفية والرقابة الإلكترونية والتي وُصفت مؤخرا بأنها غير قانونية.
لأنه، ومن موقعه الجديد كرئيس للحرب الإلكترونية، يحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي، (في حين أن رئيس وكالة الأمن لا يحتاج إلى تلك الموافقة) وستكون هناك جلسة علنية لذلك، جريدة الغارديان البريطانية تقول إن هذه الجلسة ستكون جلسة بالوكالة لمعرفة وجهات نظره بشأن برامج المراقبة.
الجميع سيتابع، المدافعون عن الرقابة الحكومية، والرافضون لها كذلك.