تحتضن، قاعة “سينما الجزائرية”، مساء اليوم الثلاثاء، العرض الشرفي الأول للفيلم الطويل “تيمقاد” للمخرج فابريس بن شاوش، وذلك بعد عرضه، مؤخرًا، في قاعات السينما الفرنسية.
أحداث الفيلم
يتناول الفيلم، الذي تم تصويره في مدينة تيمقاد الأثرية الرومانية بولاية باتنة (بُنيت سنة 100 ميلادية وتم تصنيفها من طرف اليونسكو تراثا عالميا)، في 101 دقيقة عن سيناريو كتبه عزيز شواكي، وفابريس بن شاوش، قصة جمال، باحث في علم الآثار فرنسي من أصل جزائري، يعود إلى أرض أجداده وتحديدا منطقة “تيمقاد” للقيام بعمليات تفتيش في الحفريات الأثرية، ومختار المعلم الذي يحاول بطريقة أو بأخرى تثقيف وتعليم طلاب القرية، كما قرر جعل من أطفال القرية لاعبي كرة قدم محترفين، حيث تتكون المعدات الرياضية من ملابس قديمة ومستعملة، كما أنّ مختار ليس مؤهلا ليكون مدربا للفريق، وهنا يظهر جمال الذي يقوم باستعراض لكرة القدم، فيطلب منه مختار على الفور أن يصبح المدرب الرسمي للفريق وبفضل الإرادة والتكتيك الجيد، يبدأ الفريق الفوز بالمباريات.
تدور أحداث هذا الفيلم في قالب درامي وكوميدي في نفس الوقت
مخرج الفيلم بن شاوش قال في تصريحات صحفية، عن الفيلم “في البداية فكرت في إنجاز فيلم عن تميقاد، ولكن أحببت هذه الخلفية حول مجتمع فقير جدا، ورغم ذلك فهو يتمتع بكرامة وتماسك ولديه القدرة على رسم الابتسامة”، وأضاف المخرج بن شاوش “الجزائريون يعرفون كيف يحولون الحزن إلى فرح، لهذا قررت إعادة حكاية الذكريات”. وأضاف بن شاوش أن “الفيلم يهدف لمنح المزيد من الأمل لجيل المستقبل من الجزائريين الذين كبروا في ظروف صعبة وهم يتمتعون اليوم بطاقة خارقة للعادة.”
وسبق للمخرج فابريس بن شاوش (ولد في باريس من أب جزائري وأم فرنسية)، أن أخرج أفلاما قصيرة منها فيلم “كل الكون” الذي تم عرضه في عديد المهرجانات، بالإضافة إلى مشاركته في إخراج وإنتاج عديد الأفلام الأخرى. وتدور أحداث هذا الفيلم في قالب درامي وكوميدي في نفس الوقت.
فيلم “تميقاد”، عرض في قاعات السينما الفرنسية قبل أن يعرض في الجزائر كباقي الافلام، فجل الأفلام الجزائرية الحديثة العهد تعرض أولًا خارج الجزائر، إما في المهرجانات الدولية أو في قاعات العروض العادية ولا يتعرف عليها الجمهور الجزائري إلا بعد مرور مدة قصيرة وأحيانا طويلة، هذا وقد بدأت قاعات السينما الجزائرية، بداية الشهر الحالي، عرض مئات الأفلام العالمية الجديدة.
التعامل مع الأجانب
كثيرًا ما يتعامل المخرجون الجزائريون مع مخرجين عالميين خاصة الأوروبيين لإخراج أعمالهم الفنية لافتقارها للإمكانيات، ومن بين هؤلاء المخرجين الذين أضافوا للسينما الجزائرية، جوليو بونتكرفو من خلال فيلم “معركة الجزائر”، الذي تم تصنيفه من بين أحسن 50 فيلما عالميا، وحصد العديد من الجوائز من أعرق المهرجانات الدولية، من بينها جائزة الدب الذهبي من مهرجان “فنيسيا” الدولي.
الأخوان لومير
كما عرفت الجزائر السينما منذ الاستعمار الفرنسي، حيث كان الأخوان (لوميير) أول من وثقا للعالم جمال الجزائر وهي تحت وطأة الاستعمار، وكان لمناظرها الخلابة دورا في استقطاب العديد من المخرجين المشهورين في الأفلام الصامتة ومنهم جاك فيدر وفيلمه “الأتلنتيد” وكذلك جان رنوار مع فيلمه “البلد“، وخرج أول فيلم وثائقي سنة 1954 من إخراج رونيه فوتي بعنوان “الجزائر تحترق”.