يجتمع الشعب الجزائري مشكلا توليفةً اجتماعية نادرة عند شعب من الشعوب الأخرى، ميزة لا يمكن تجاهلها أو المرور دون الوقوف عندها. إنها ذلك الحب الوثيق الذي يكنه شعب الجزائر الأمازيغي العربي المسلم لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعب فلسطين الثائر المنتفض، حبٌ صادق وصل لحد راق في منظومة عشق الأوطان. هذا العشق المتلازم في وجدان الإنسان الجزائري، المتراكم تراكمًا كرونولوجيا عبر الأزمنة والفترات واجتماعيا توارثه الأبناء عن الأجداد، لأرض مباركة طاهرة خصها الله بالجلال والجمال.
حبٌ لم يكن وليد اليوم أو مستحدث القرن الذي نعيش عقوده المتتالية بل امتزج بالقرون تليها القرون فأنتج شعبا قائدا للتحرر مصدرا للحرية. لازال شغف الجزائري بفلسطين يتناثر عبر أرجاء هذا الوطن الشاسع المترامي الأطراف غير مرتبطٍ البتّة بحدث عابر أو شهوة نفسية قبلية بل له من الأبعاد ما يفسر لنا به جلال هذه العلاقة الخلاّقة وجمال هذا الارتباط الخلقي في عقد اجتماعي ثقافي وإنساني دائم مستمر غير منقطع.
أردنا من خلال هذه الأسطر القلّة الغوص في سر هذا الحب النقي والرابطة الصافية والربط المعقود من خلال استقراء التاريخ لا قراءته فحسب، ومن خلال مدارسة الأبعاد الاجتماعية والثقافية والعقدية والوطنية بين الشعب الملهم المُصدّر لقيمة الرباط والجهاد لكل الشعوب المحتلة المستعمرة خاصة لشعب يدفع الجهد الجهيد لتحرير مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الرجل القدوة والنموذج الإنساني الحر.
لقد كانت حقبة التاريخ المعاصر تاريخا محوريا وصعبا في الوقت ذاته وقعت فيه الجزائر في شراك الهيمنة الاستعمارية الفرنسية الهادفة لتغيير صورة الإنسان الجزائري في معتقده
إن علاقة الشعب الجزائري بفلسطين ليست وليدة التاريخ المعاصر حتى نخصها بهذا الحيز الزمني الضيق، فننقص من مكانتها ونجزل من عظيم شأنها فنقصر تقصيرا معيبا، بالحكم على حداثتها أو كما يحضر العديد كلاما جاهزا بالقول عن استحداثها لغرض أيديولوجي، وليكون السبب واضحا للقارئ والهدف جليا لاختيارنا لهذه المدة الزمنية الحساسة يرجع لأغراض عديدة نذكر أهمها:
السبب الأول
خصوصية التاريخ المعاصر في تاريخ الشعب الجزائري بكونه نقطة تحول حضارية في تاريخ الجزائر الحديثة ولحظة فارقة لميلاد مجتمع جديد دخل دورة الحضارة بإعداده المتفاني للفرد الجزائري وتهيئته لدحر أكبر قوة إمبريالية في القرن العشرين بل وإسقاط نزعة استعمارية مقيتة وضعت سواعدها الطوال على أرض الإسلام أخذت تقطع الجسد الواحد.
لقد كانت حقبة التاريخ المعاصر تاريخا محوريا وصعبا في الوقت ذاته وقعت فيه الجزائر في شراك الهيمنة الاستدمارية الفرنسية الهادفة لتغيير صورة الإنسان الجزائري في معتقده، لسانه وثقافته مع ربطه ربطا قسرا بالثقافة الغربية النصرانية الغريبة عن الدين السمح والثقافة الراقية الإسلامية للشعب الجزائري تمهيدا للسيطرة الكاملة على أرضه وخيرات وطنه. مربط الفرس في معرفة علاقة الشعب الجزائري بفلسطين في هذه الفترة الصعبة من التاريخ القطري هي غوص تمحيصي للبعد الحقيقي الرابط بين ذلك الشعب المحتل الذي يعيش ويلات الحياة اليومية وصعاب الحياة الاستعمارية الاستعبادية دينا وثقافة، فردا وشعبا مع أرض فلسطين.
ولعلّ هذا الغوص يجلي لنا ذلك السر عن هذه الرابطة الوثيقة غير المنقطعة بين شعب الجزائر وفلسطين. دراسة هذه المرحلة تفتح لنا بوابة معرفة البعد الذي أبقى الوصال ولم يترك الرباط والارتباط بهذه الرقعة الجغرافية المباركة رغم الصورة الحالكة التي يعيشها في كنف الإستدمار القاتل لهوية الجزائري والماسح لعقيدته والجاثم على صدره مانعا له من تنفس روح الحق وهواء الحقيقة.
يتميز الشعب الجزائري المحافظ بقيمة التدين الصحيح في مرجعية دينية واحدة ساهمت في تجميع الجزائريين تحت قيم الإسلام الوسطي المعتدل
السبب الثاني
هو غرس الدوافع النفسية والمبررات الذاتية والقيم الحضارية الواجبة في وجدان الشباب الجزائري لإعادة خلق فعالية مجتمعية سابقة تدفع بهم للإحساس بعظم مسؤولية الدفاع عن هذه الأرض المباركة من خلال تحميلهم أمانة الرباط والارتباط بأرض فلسطين التي توارثها الأجداد من عهد المغاربة المحررين وقبلهم المغاربة المجاورين للمسجد الأقصى بهدف التعليم والإمامة وطلب العلم إلى عهد الحجاج الجزائريين المقدسين لحجهم. مرورا بالجزائريين المستقرين في أرض الشام المالكين لقرى جزائرية في تراب فلسطين الطاهر وصولا للمجاهدين الجزائريين الأحرار المشاركين في الحروب الأولى قبل الثورة وبعدها في سنوات 48،67 و73 إلى الشباب العاملين لبيت المقدس في المؤسسات العاملة لتحرير المسجد الأقصى وعلى رأسهم شباب لأجل القدس.
السبب الثالث
هو التأكيد على الرابطة التاريخية الحية بين الشعب الجزائري وفلسطين في فترة زمنية لازالت باقية ولازلنا نعيش أيامها مركزين على الإرادة الاجتماعية في صناعة التاريخ المستقبلي لأرض فلسطين من خلال نمذجة ارتباط الأجداد الجزائريين بأرض بيت المقدس في أحلك الأمور للتأسي والإقتداء ضمن منهج تربوي ثقافي يعتمد على النمذجة التاريخية والدفع المعرفي في صورة جمالية أخلاقية، يخرج لنا جيلا سامقا شامخا يصلح بالإسلام ويبني بالإسلام وينهض لقيادة العالم لطريق الخير والفلاح للعنصر البشري.
أبعاد علاقة الشعب الجزائري بفلسطين
لقد جُنّت العقول البشرية من هذه الطبيعة النادرة في قوتها ونقاوتها وعظم بعدها على الشعبين الجزائري والفلسطيني حتّى أصبحت الأحداث الحقيقية الحالية تُحكى من باب التندر والتفكه. هذه الرابطة القوية الصلبة جعلت الباحثين الكثر يبحثون عن سر هذا الرباط العجيب.
وجدت نفسي كجزائري ناشط في مجال العمل لقضية بيت المقدس وفلسطين عارف بسبب المعايشة اليومية مع الجزائرين والناظر في تاريخ هذا الشعب الأبي أسعى للكشف عن العناصر الكيميائية لهذا التفاعل المستمر الباقي بإذن الله و اجتهد في رسم صورة أبعاد العلاقة بين الشعب الجزائري وفلسطين، الرابطة الظاهرة في سورة فنية جميلة مفسرا ظاهرة اجتماعية راقية في قيمها ومقوماتها منطلقة من بعد جامع مانع، متفرعة بعدها لجملة من الأبعاد والقيم الواصلة غير المنقطعة.
لقد كانت بداية العلاقة بين الشعب الجزائري وفلسطين عبر أجدادهم المغاربة (كانت تسمى الجزائر وقتها بالمغرب الأوسط)، فكان الأجداد يغتنمون فرصة الحج للزيارة الشاملة لكل المساجد في رحلة واحدة لسبب بعد المسافة وصعوبة السفر وغلاء التكلفة، فظهر فيما أصبح يعرف بعدها بتقديس الحج أو الحجة المقدسة
البعد الديني
يتميز الشعب الجزائري المحافظ بقيمة التدين الصحيح في مرجعية دينية واحدة ساهمت في تجميع الجزائريين تحت قيم الإسلام الوسطي المعتدل، المتدبر لكتاب الله المعجزة الحية والمتبع لسنة رسول الله الموجهة القائدة. هذا التشكل البديع الذي جدده في القرن المعاصر رجال الإصلاح وعلماء التجديد علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقيادة الشيخ المجدد عبد الحميد بن باديس ضمن سلسلة مدارس الإصلاح التي تربى فيها قادة الثورة الجزائرية.
لقد تشبع الجزائريون قيم القرآن الكريم من خلال علاقتهم الوثيقة بمدارس تحفيظ القرآن وعلومه منذ نعومة الأظافر لوقت اشتداد الساعد، فعرفوا مكانة بيت المقدس العظيمة التي خصها بها الله عزّ وجل في القرآن الكريم منذ خَلَق الله الإنسان الأول سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام. فقه الجزائريون قيمة المسجد الأقصى المبارك ورسخوا تلك القيمة الدينية العقدية من خلال سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر الأحاديث الصحيحة العداد التي تزخر بها كتب الحديث.
لقد كانت بداية العلاقة بين الشعب الجزائري وفلسطين عبر أجدادهم المغاربة (كانت تسمى الجزائر وقتها بالمغرب الأوسط) الذين طبقوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجوب شد الرحال للمساجد الثلاث: المسجد الحرام، المسجد النبوي والمسجد الأقصى المبارك لقوله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى.” رواه البخاري ومسلم فكان الأجداد يغتنمون فرصة الحج للزيارة الشاملة لكل المساجد في رحلة واحدة لسبب بعد المسافة وصعوبة السفر وغلاء التكلفة، فظهر فيما أصبح يعرف بعدها بتقديس الحج أو الحجة المقدسة.
هذا الدافع الديني هو الذي أبقى الوصال والارتباط بالمسجد الأقصى وفلسطين ارتباطا دائما مستمرا متصلا غير مشروط في أحلك الحالات وأصعب الأوقات كما أكدته الأيام من خلال جهود الحركة الوطنية الجزائرية
ولازال هذا الموروث متداولا بين الأكابر والعجائز ينطقونه قولا مأثورا لدلالة صريحة واضحة على جلال قدر الرجل المًحقّق لهذه الزيارة المباركة بوصف جميل ” فلان حج وقدّس” فيذكرون الرجل بعظيم تطبيقه للركن الخامس ويخصونه بميزة جمالية أخرى هي زيارة المسجد الأقصى المبارك، حتى أنه من العجيب أن ذهب البعض منهم عن حسن نية ولتعظيم مكان بيت المقدس للقول بعدم اكتمال الحج لتارك زيارة المسجد الأقصى المبارك.
هذه المكانة العقدية هي التي جعلت الجزائريين يهاجرون لفلسطين عندما فرض عليهم الاستدمار الفرنسي الهجرة القسرية لأسباب اجتماعية، دينية، ثقافية وسياسية، ما دفع بالكثير منهم وبعد فتوى علماء المنطقة من أمثال العلامة الأمازيغي الزواوي محمد المهدي السكلاوي وآخرين إلى الإسراء لأرض الإسراء بالتمركز في قرى فلسطين وهذا ما سنفصل فيه في قادم المقالات من هذه السلسلة بإذن الواحد الأحد.
هذا الدافع الديني هو الذي أبقى الوصال والارتباط بالمسجد الأقصى وفلسطين ارتباطا دائما مستمرا متصلا غير مشروط في أحلك الحالات وأصعب الأوقات كما أكدته الأيام من خلال جهود الحركة الوطنية الجزائرية في اكتشاف خطر الصهيونية في العقد الثاني من القرن العشرين ودور الحركة الإصلاحية والاستقلالية في مساندة فلسطين قبل النكبة وبعدها.
لقد أخذ الجزائريون روح التحرر من معنى كلمة الأمازيغ الرجال الأحرار
وإني لأرى نفسي متيقنا أن هذه الجذوة العقدية هي المبرر الدافع بالجزائريين الذي أبقى على هذه العلاقة الراقية الحضارية بين الشعب الجزائري وفلسطين رغم ما حدث للشعبين من محاولة لمحو الإنسان والقضاء عليه. كما أننا نجد من الأدوات الحديثة لتحرير فلسطين وإدارة الصراع هو المحافظة على هذا البعد الديني وترسيخه للأجيال الصاعدة لنزع القابلية للاستعمار التي يعمل على غرسها الكيان الصهيوني من خلال مشاريع التطبيع في نفوس الجيل الجديد للقضاء على سلاح الإيمان والعقيدة المحركة للشعب الجزائري لدعم فلسطين.
البعد النفسي
إن طبيعة شخصية الإنسان الجزائري الفريدة من نوعها تراكمت عبر الأزمان متأثرة بالظروف الأثنية والاجتماعية والتاريخية المتتالية. منذ وجود الرجل الأمازيغي الأول الذي هو أصل الإنسان الجزائري. لقد أخذ الجزائريون روح التحرر من معنى كلمة الأمازيغ الرجال الأحرار. هذه التركيبة النفسية الرافضة لمبدأ الذل والهوان والمتنافرة مع روح المستعمر الاستبدادية.
بقيت هذه القيمة التحررية مرسخة في شخصية الجزائري الذي انبرى للأعداء المغيرين على الوطن يخرجهم تباعا آخرهم فرنسا العنصرية الفاشية أكبر قوة إمبريالية في القرن العشرين. حب الحرية وعشق التحرر مع رفض كامل للجور والظلم ساهم في بناء علاقة بين الشعب الجزائري وفلسطين المحتلة جورا وعدوانا من قوة احتلالية استيطانية مشردة للإنسان الفلسطيني هاضمة له حقه في الوجود والحياة المستقلة الكريمة.
سكن بعد التحرير المغاربة الجزائريون حارة المغاربة في الجزء الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى المبارك من بعد أن أوقفها لهم الملك الأفضل ابن الناصر صلاح الدين
البعد الوطني
إن مرارة التجربة الاستعمارية التي عاشها الشعب الجزائري عبر قرن ونصف من زمن ساهم في فهم الإنسان الجزائري لمعاناة فلسطين الأسيرة بين يدي القوة الصهيونية الضعيفة المتقوية بغيرها من الدول الكبرى المستبدة. هذا البعد الوطني هو الذي جعل الدولة الفتية بعد الاستقلال تحتضن الثورة الفلسطينية – لما كانت صحيحة المنهج – وتوفر لها الحاضنة السياسية الدبلوماسية والدعم اللوجستي العسكري في مسار عام اختصت به الجزائر مسار دعم حركات التحرر. بل تحمّلت مرارا الجزائر ضغطا دوليا عظيما دولة وشعبا لما كانت تقدمه من واجب عقدي ووطني تجاه بيت المقدس لكونها شريكا دائما في طريق تحرير المسجد الأٌقصى.
إن هذا البعد يجمع التيارات الفكرية الجزائرية المتعددة من اليسار الشيوعي إلى الليبراليين كما أني شهدت من الأحداث العداد الجامعة لجموع الشعب الجزائري بتعدد مشاربه الفكرية وتنوع انتماءاته السياسية في مسيرة دعم شعب فلسطين ما لم أره في مكان آخر. فكانت فلسطين هي الجامع للجزائريين يوم لم تجمع بينهم سياسة ولا فكر.
البعد الحضاري التاريخي
إن من الأبعاد الرابطة بين الشعب الجزائري وفلسطين هو التاريخ المشترك بين الشعب الجزائري وفلسطين والارتباط الفعلي العملي من خلال تمركز الجزائريين وسكناهم في أرض فلسطين عبر فترة من الزمن انطلاقا من مجاورتهم للمسجد الأقصى المبارك بهدف طلب العلم والتعليم وتذكر لنا كتب التراجم وعلم الرجال، الرجال الأفذاذ الذين انبروا للإمامة والتعليم في بيت المقدس وتحكي لنا كتب أدب الرحلة رحلات العلماء المغاربة العديدة المتوجهة لأرض فلسطين.
للجزائريين عدد معتبر من القرى في تراب فلسطين الطاهر أوقفته لهم السلطات العثمانية بعد هروبهم من الاحتلال الفرنسي في القرن التاسع عشر إبان فشل الثورات الشعبية
لقد كتب المغاربة التاريخ بماء الذهب من خلال مشاركتهم الأولى في تحرير المسجد الأقصى المبارك من الاحتلال الصليبي في جيش صلاح الدين الأيوبي الذي قال فيهم مادحا :” استأمنت على هذه المدينة وهذا المسجد، من هم يثبتون في البر ويبطشون في البحر يحجون عاما ويغزون عاما” .
سكن بعد التحرير المغاربة الجزائريون حارة المغاربة في الجزء الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى المبارك من بعد أن أوقفها لهم الملك الأفضل ابن الناصر صلاح الدين ولاتزال هذه الحارة وقفا للمغاربة إلى يوم القيامة وستبقى ملكية جزائرية للشيخ أبو مدين الغوث إلى أن يسترده أبنائه بإذنه تعالى فاتحين محررين.
كما أن للجزائريين عددا معتبرا من القرى في تراب فلسطين الطاهر أوقفته لهم السلطات العثمانية بعد هروبهم من الاحتلال الفرنسي في القرن التاسع عشر إبان فشل الثورات الشعبية ولعل المقال القادم نرسم فيه جغرافية الارتباط بين الجزائريين وفلسطين بذكر القرى العداد التي يمتلكها الجزائريون أهمها قرية عين كارم .
البعد الإنساني
قضية فلسطين ليست قضية إنسانية فحسب لكن البعد الإنساني بعد آخر يضاف لأبعاد علاقة الشعب الجزائري بفلسطين من خلال تذوقه للمعاناة الإنسانية التي خلفها الاستدمار الفرنسي ومن خلال نقاء فطرته الرافضة لاستعباد الإنسان لأخيه الإنسان القيمة المغروسة في طبيعة الإنسان الجزائري الحر وساهمت في ترسيخها قيم الإسلام السمحة الهادفة لنشر الخير والأمن والسلام للعالمين لقوله تعالى : “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.
لا ندعي الإحاطة بأبعاد علاقة الشعب الجزائري بفلسطين خاصة من الجانب السوسيولوجي الاجتماعي فلذلك التخصص أهله وقاماته من خلال منهج خاص بهم لكننا اجتهدنا في تقريب الصورة لذهن القارئ فيتعرف عن كثب عن سر الحب الجزائري للمسجد الأقصى المبارك. وإنني قدمت تقديما لموضوع كبير يحتاج الجهد المتفاني لاستخراج اللؤلؤ المكنون من أعماق عباب بحر تاريخ شاسع للجزائر في علاقتها بفلسطين.
فلذلك شددت المئزر والله نسأل التوفيق والسداد في كتابة تكملة لمقالات تتبع هذا المقال نتعرف فيها عن كثب وفق كرونولوجية زمنية محددة بدّقة عن معالم وأحداث تاريخية تجلى فيها الارتباط الذهبي للشعب الجزائري بأرض البركة والقداسة والرباط إلى يوم القيامة أرض فلسطين أرض المسجد الأقصى المبارك مسرى الهادي الأمين رسول العالمين وإمام المرسلين.