قوات منظمة تدخل الفلوجة
بينما كان أبناء العشائر يدافعون عن مدنهم في أطراف وحدود مدينتي الرمادي والفلوجة ، تفاجئوا بإستهداف مراكز الشرطة المحلية وبعض المؤسسات المهمة داخل المدن من قبل مسلحين منظمين ، وهو ما إستهجنوه ، خاصة إن معاركهم خارج المدن وليس داخلها .
ويرى الدكتور محمد عياش – كاتب ومحلل – أن “هذه المجاميع كانت على إتفاق مع جيش المالكي لتدخل بسرعة وتربك المشهد مستغلة حالة التعاطف الشعبي مع حَملة السلاح بشكل عام خاصة أولئك القادمين من القرى والريف المحيط بالمدن” .
ويضيف : “جاءت أرتال (داعش) من الصحراء براياتهم المعروفة حيث لم يكن لهم وجود طيلة المعركة ، وسيطرت على مراكز الشرطة ، وإن إحتلال مراكز الشرطة كان هدفا سهلا ولم يكن الثوار يفكرون به لكنه يمثل رمزية لمن يريد إعلان إمارة أو (دولة)..وقد زاد هذا من حالة الإرتباك ، ومما يؤكد وجود حالة من التنسيق المريب سرعة إعلان المالكي أنه على إستعداد لإرسال قواته لإنقاذ المحافظة من هؤلاء (القتلة والتكفيريين)”.
إستهداف الشرطة المحلية
أستدعت ظاهرة إستهداف الشرطة المحلية في المدن وقفة واضحة من قبل كل الأطراف التي يهمها أمر المدينة ولهم كلمة مؤثرة في الساحة الأنبار ية .
فقد أفتى الشيخِ رافع الرفاعي مفتي الديار العراقية بحرمة التّعرض لقوات الشرطة المحلية او الاعتداء على الممتلكات العامة ، وحذر الشيخ الرفاعي من أن الجهات التي فشلت بمواجهة ثوار العشائر تسعى لاثارة الفتنة بينهم بصور متعددة ومنها استهداف الشرطة المحلية.
بدوره دعا المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء أبناء محافظة الأنبار إلى عدم التعرض لعناصر الشرطة المحلية والمؤسساتِ الرسمية، مطالبا في الوقت ذاته الشرطةَ المحلية بمساندة العشائر والإلتفاف حولها لإستتباب الأمن في المحافظة .
كما وجّه الشيخ عبد الملك السعدي نداء لأبناء الأنبار المدافعين عن حقهم وكيانهم وأرضهم طالبهم فيه بعدم الإضرار بالشرطة المحلية في الأنبار والدفاع عن المحافظة من كل عابث يسيء لها مهما كان نوعه وتوجهه لأنهم أبناء هذه المحافظة ولا يريدون السوء لها .
بعد هذه النداءات من المرجعيات السنية الثلاث ، دعت مساجد الفلوجة الى عدم استهداف الشرطة المحلية وعدم التعرض الى منتسبيها والحذر من العناصر المندسة.
واستجابت العشائر الى هذه النداءات واكدوا محاسبتهم لأي جهة تحاول إثارة فوضى في المحافظة ، وتعاونت مع الشرطة المحلية في إستعادة السيطرة على معظم هذه المراكز .
وأكد الشيخ علي حاتم السليمان أمير الدليم بأن الأنبار لا يوجد فيها راية مرفوعة الا راية العشائر .
مراوغة حكومية
في 31/12/2013 أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي أنه سيسحب قوات الجيش من مدن الأنبار ويسلم الملف الأمني الى قوات الشرطة المحلية ، وأنه وجه الجيش بإخلاء مدن الأنبار وتفرغ القواتِ المسلحةِ لإدامة زخم عملياتِها في صحراء الأنبار.
لكن ما لبث الأمر أكثر من ساعات حتى تراجع المالكي عن قراره بل وقرر إرسال قوات إضافية لمحافظة الأنبار ، وجدد إتهامه لمنصات ساحات الإعتصام بأنها إستُخدمت لإثارة الطائفية في البلاد وانها “خيام الفتنة” ، وان تلك الساحات مثلت تحديا كبيرا امام القوات الأمنية” .
استهداف الصحفيين
لم يخل المشهد الأنباري من إستهداف الصحفيين ، فقد إستشهد الصحفي عمر الدليمي خلال تغطيته للاشتباكات المسلحة بين القواتِ الحكومية وأبناء العشائر في مدينة الرمادي بعد أن تعرض لنيران قناص أصابه في رأسه ما أدى الى إستشهاده في الحال .
الجمعة الموحدة
أطلق الحراك الشعبي في العراق على جمعة 3/1/2014 إسم “بأبناء عشائرنا نحرر معتقلينا وفارس ساحتنا” في إشارة للنائب أحمد العلواني المعتقل في أزمة الأنبار .
وجرت صلاة الجمعة الموحدة في الفلوجة وسط القصف العشوائي الذي تتعرض له المدينة من قبل قوات الجيش ونزوح بعض الأهالي من المدينة ، فقد إستشهد شخصين واصيب 35 آخرون بجروح متفاوتة أغلبهم من النساء والأطفال بالتزامن مع صلاة الجمعة الموحدة .
ومن على منصة الفلوجة في الخطبة الموحدة أكد الشيخ علي البصري “ان محافظةَ الأنبار تتعرض لمؤامرات وكلما فشلت خطة من خطط العدو فانه يأتي بخطة جديدة لانه يريد أن يفرق الصفوف ويشيع الفتنة بين أبناء المدينة” و “إن الإعتصامات ماضية رغم تعرضها للمؤامرات التي لن تنطلي على احد” .
أما العلامة الشيخ أحمد حسن الطه خطيب جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان في قلب العاصمة بغداد فقد وصف ما حصل في الأنبار بالمؤامرة التي يراد منها جر الناس الى المذبحة ، وأكد الشيخ الطه خلال -خطبة الجمعة الموحدة- إن ماجرى في الأنبار تتحمله الحكومة لإنها تصرفت خارج اطار القانون والعقل وانها لم تحسن التصرف مع العشائر في الأنبار .
وفي سامراء إستنكر الشيخ حسين غازي السامرائي عضو المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء صمت الامة الاسلامية على مايجري في العراق مشيرا الى ان الفتنة والفرقة والطائفية اذا ما وجدت طريقها داخل العراق ستنهي نسيج البلد الاجتماعي .
مذكرة القاء قبض بحق الناطق باسم الحراك
أصدرت القوات الأمنية مذكرة إلقاء قبض بحق الناطق بإسم الحراك الشعبي في المحافظات الستة المنتفضة الدكتور محمد طه حمدون .
وفي لقاء لنا بالدكتور حمدون وسؤالنا عن قصة ما جرى ، وهل ترتب على المذكرة شيء .
الدكتور محمد طه حمدون : أرادت الحكومة إعتقالي بنفس سيناريو إعتقال الدكتور احمد العلواني ، إذ وضعوا صوري في جميع السيطرات العسكرية عند مداخل ومخارج المدن ، لكن حصل تجمع كبير و إعتصام من قبل الجماهير السنية في المحافظات وصدر بيان من الحراك الشعبي يندد بأمر إلقاء القبض ، إضافة الى ذهاب وفد عشائري ومن الحراك الشعبي الى قائد العمليات في سامراء ، فانزلوا الصور من السيطرات ووعدوا بإنهاء مذكرة إلقاء القبض .
نون بوست: كيف تنظرون لمذكرة القاء القبض.
الدكتور محمد طه حمدون: هي حملة لتصفية قادة الإعتصام ومحاولة ضرب المكون السني من خلال إستهداف رموزه ، والتركيز على إهانة المكون من خلال إهانة رموزه .
تطورات النائب أحمد العلواني
كُشفت بعض أخبار النائب أحمد العلواني المعتقل عند الحكومة العراقية ، فقد أكد ائتلاف متحدون تمكن اللجنة المكونة من وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ورئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة من زيارة النائب أحمد العلواني في معتقله ، وقالوا إن النائب أحمد العلواني يتمتع بصحة جيدة وتكلم مع عائلته هاتفيا ، وأنه عرض على قاضي التحقيقِ في بغداد وأن القضاء سمح لعدد من النواب بالحضور الى المحكمة ورؤية العلواني .
وفي تطور أخر أعلن 76 محاميا من محافظة صلاح الدين تطوعهم للدفاعِ عن النائب المعتقل أحمد العلواني ووصف المحامون عملية اعتقاله بأنها غير قانونية كونه يتمتع بحصانة برلمانية ، وناشدوا مجلس القضاء الاعلى لنقل القضية الى الأنبار وفقا للاختصاص المكاني.
أرقام مفزعة للضحايا
“أرقام مفزعة” هكذا وصفت بعثة الأمم المتحدةِ في العراق “يونامي” عدد الضحايا والمصابين في العراق خلال شهر كانون الأول 2013 ،فقد أعلنت ان عدد الضحايا بلغ 759 عراقيا وأُصيب 1345 بجروح في أعمال العنف في العراق.