ترجمة حفصة جودة
كتب ريتشارد ويز
يواجه المسافرون من رجال الأعمال القيام برحلات جوية طويلة وتذاكر سفر أعلى في محاولة منهم للتحايل على حظر استخدام أجهزة الحاسب المحمولة وغيرها على متن الرحلات الجوية المتجهة إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حيث يحاولون الهرب من قبضة أكثر 4 مطارات ازدحامًا في العالم.
يوضح تحليل الطرق من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط أن الركاب لديهم عدة خيارات لتجنب المطارات المتضررة من الحظر (إسطنبول ودبي وأبوظبي والدوحة)، والعديد من الطرق البديلة بها عدة مشكلات مثل طول الرحلة أو ارتفاع الأسعار أو الجداول الزمنية المحددة أو الثلاثة معًا.
الدول المتأثرة بالحظر
يوضح لنا التحليل كيف تقع هذه المطارات بشكل طبيعي في مفترق الطرق بين القارات والدول الكبيرة، فهي تسيطر على الطيران بين القارات، خاصة في الربط بين المدن التي تفتقر للخدمات المباشرة التي يفضلها المسافرون من رجال الأعمال.
من الجدير بالذكر أن دبي المقر الرئيسي لشركة طيران “الإماراتية” – والتي تطورت من طائرتين إلى أكبر شركة طيران عالمية خلال 30 عامًا – تمتلك ثلثي البشرية خلال 8 ساعات من الطيران، يشكل المسافرون المتنقلون – الذين يبدلون الطائرات خلال رحلاتهم – بالفعل ما يقرب من ثلثي ركاب الإماراتية، ومع خطوط الطيران القطرية وخطوط الاتحاد في أبوظبي فإنهم يشكلون النطاق الأوسع عالميًا، وفي إسطنبول تواجه خطوط الطيران التركية – والتي تشبه هذا النموذج – حظرًا أوسع للأجهزة الإلكترونية ليس فقط على متن الطائرات المتجهة للولايات المتحدة، لكن لبريطانيا أيضًا.
وفقًا للشروط الأمريكية الجديدة، فالإداريون المسافرون من وادي السيليكون لمقابلة المبرمجين في بنغالور يمكنهم استخدام أجهزتهم في رحلة تستغرق 22 ساعة مع الخطوط الإماراتية من سان فرانسيسكو مرورًا بدبي، لكن ينبغي تسليم الأجهزة في الإمارات العربية المتحدة لتخزينها في الطائرة قبل عدة ساعات من رحلة العودة إلى الولايات المتحدة، أما بالنسبة لخطوط الاتحاد فهي لا تسمح باستخدام الأجهزة مرة أخرى بمجرد تسجيل الوصول في الخدمات الأمريكية وعليه ينبغي تسليم الأجهزة لتخزينها قبل مغادرة الهند.
أما إذا كان المسافر بحاجة لاستخدام الأجهزة وسط الرحلة، فالبدائل تتضمن السفر عبر أوروبا مثل استخدام الطيران الفرنسي والذي يقوم بنفس الرحلة عبر باريس أو عبر المحيط الهادئ باستخدام طيران كاثي باسيفيك في هونج كونج والذي يتضمن ساعة إضافية في الجو.
المسافرون سيتجهون نحو استخدام الطيران الأوروبي والآسيوي
أما بقية الطرق بين الولايات المتحدة وآسيا فالخيارات تبدو أكثر صرامة، فهناك القليل من الخيارات العملية لتجنب المطارات المتأثرة بالحظر، فالرحلات الجوية بين كراتشي – أكبر مدن باكستان – ونيويورك يسيطر عليها طيران الإماراتية والاتحاد والقطرية والتركية، أما مطار باكستان الدولي والذي يربط بين المدينتين عبر لاهور فلديه رحلتان فقط في الأسبوع، يستطيع المسافر أيضًا أن يسافر 100 ميل إلى حيدر آباد في الهند والسفر على متن خطوط الطيران البريطانية والتبديل في مطار هيثرو بلندن.
ليس هناك بدائلاً جذابة لبعض الطرق
كما سيؤثر هذا الحظر على المسافرين بغرض الترفيه والذين اعتادوا استخدام طيران الشرق الأوسط من أجل تقليل تكلفة الرحلات الطويلة.
أما مسافرو لندن العائدون من الفصول التدريبية في بانكوك عبر الخطوط التركية فلن يتمكنوا من توفير قيمة 40% مقارنة بالسفر عبر الخطوط البريطانية الجذابة إذا تم حرمانهم من الأجهزة والألعاب خلال رحلتهم الطويلة التي تتوقف في مطار أتاتورك بإسطنبول، أما المسافرون بين العاصمة البريطانية وسول فالسفر عبر فين آير الفنلندية في هلسنكي سيوفر لهم 16% مقابل الخطوط البريطانية المباشرة مع ساعتين أطول للرحلة، مقارنة بتوفير نحو 28% مع زيادة 5 ساعات ونصف للرحلة عبر الخطوط التركية.
الحظر يؤثر على رحلات الطيران الأرخص والتي تتوقف مرة واحدة فقط
يقول جيمي بيكر المحلل في بني “جي بي مورجان” إنه حتى مع الحلول الوسطية التي تتضمن اتخاذ طرق بديلة فإن الحظر الأمريكي والبريطاني يمكنه تغيير تدفق الأعمال بشكل جوهري نظرًا لأهمية العمل في أثناء السفر، تستطيع مطارات مثل فرانكفورت وباريس أن تفرض رسومًا أكبر على بعض الطرق، كما أن هذه التدابير الأمريكية يمكنها تدريجيًا أن تقوض من هيمنة الطيران الخليجي والتركي على الأسواق المتميزة بين الشرق والغرب.
تحاول شركات الطيران في الشرق الأوسط التفكير بحلول للحد من تأثير الحظر، حيث يقول تيم كلارك رئيس مجلس إدارة شركة الإماراتية إن الشركة تدرس إمكانية استلام الأجهزة من المسافرين إلى الولايات المتحدة بعد إغلاق الطائرة.
المصدر: بلومبرج