ترجمة حفصة جودة
كان ملك السعودية الملك سلمان ورئيس الوزراء الدولة الاحتلالي بنيامين نتنياهو في بكين الأسبوع الماضي، عدم اجتماعهم هناك ليس دليلا على عدم وجود نفوذ للصين في الشرق الأوسط، فحتى لو كانا معًا في واشنطون فسوف يتجاهلان بعضهما البعض، فمن المبكر جدا أن يظهرا معًا للعامة.
لكن زيارتهم تشير إلى حضور الصين المتنامي في الشرق الأوسط واعتراف القادة السياسيين للشرق الأوسط ببراعة الصين وتحديدا البراعة الاقتصادية، تعتبر السعودية مصدرًا رئيسيً للطلب الصيني على الطاقة من أجل توسيع اقتصادها، أما دولة الاحتلال فهي مركز الابتكار ويمكنها تقديم المعرفة التي تساعد الصين على تطوير الزراعة، تمثل السعودية ودولة الاحتلال أرضًا خصبة للمقدرة الصينية على البناء خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية، وفي حالة دولة الاحتلال؛ فإن الصين لديها القدرة على ضخ الموارد المالية للمؤسسات الناشئة والأكاديمية في دولة الاحتلال الدولة الاحتلالي.
في ظاهر الأمر؛ يبدو وكأنه منصة صحية لعلاقة ذات منفعة متبادلة، لكن زعيمي الشرق الأوسط لديهما أجندة سياسية مختلفة نوعًا ما عن جدول أعمال بكين، فكلاهما يدوران في فلك الولايات المتحدة، فبالنسبة للسعودية ومن أجل أمنها الاستراتيجي؛ فهي تعتمد على الأسلحة الأمريكية والوجود الأمريكي في الخليج وتخطيطها للسلطة، أما دولة الاحتلال؛ فهي تعتمد على إمدادات الأسلحة الأمريكية المتقدمة، ودعم وتأييد أمريكا في المنظمات الدولية خاصة في مجلس الأمن، حيث يمنع الفيتو الأمريكي غالبا أي قرارات مناهضة لدولة الاحتلال.
تسببت رئاسة أوباما لفترتين في قلق السعودية ودولة الاحتلال وخيبة أملهما، فقد توقع كلاهما أن تظهر الولايات المتحدة المزيد من العزم والتصميم في التعامل مع محاولات إيران للحصول على قوة نووية غير سلمية، كما أنهما كانوا قلقين من المشكلات الخطيرة التي قد يسببها الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع إيران.
رئيس الوزراء الدولة الاحتلالي نتنياهو في زيارته للصين هذا الشهر
أما مصدر قلقهم الأكبر فهو ما اعتبروه استجابة واشنطون الوهمية للمكاسب التي حققتها إيران في معارك الشرق الأوسط من خلال حزب الله الموالي لها وروسيا، ومع ذلك؛ فسوف تستمر السعودية ودولة الاحتلال في الاسترشاد غالبا بتأثير الاعتبارات الأمريكية على علاقاتهم مع الدول الأخرى، أما علاقة الصين الدافئة مع إيران وموقفها اللين تجاه سياسات إيران التخريبية في الشرق الأوسط؛ سوف يستمر في إزعاج السعودية ودولة الاحتلال، وسوف تستمر آمالهم في الردع الأمريكي لإيران، لكنهما لن يتراجعا عن جهودهما لبناء علاقات وثيقة مع الصين.
يبدو الاعتماد على الولايات المتحدة واضحًا جدا في علاقة دولة الاحتلال مع الصين خاصة في غياب التعاون العسكري، فبعد أن توقفت الولايات المتحدة عن بيع أنظمة التحكم والتحذير الجوية للصين، حافظت دولة الاحتلال بشكل صارم على وقف المبيعات العسكرية للصين وخسرت بذلك سوقًا مربحة للغاية، وقد تجد دولة الاحتلال نفسها في موقف محرج آخر في علاقتها مع بكين إذا دخل الرئيس ترامب في حرب تجارية مع الصين في محاولة منه لسد العجز الهائل الذي تعاني منه البلاد في تجارتها مع الصين، هناك مفاوضات جارية بين الصين ودولة الاحتلال حول الاتفاق على منطقة تجارة حرة؛ لكن الحرب التجارية بين الصين وأمريكا قد تؤثر سلبًا على تلك المفاوضات.
وبعيدا عن التباين في وجهات النظر حول إيران، فالصين ودولة الاحتلال لا يتفقان حول القضية الفلسطينية، فالصين دائما ما تصوت ضد دولة الاحتلال في مختلف هيئات الأمم المتحدة التي تناقش الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالرغم من أن هذا التحيز قد يمنع الصين من أن تكون وسيطًا رئيسيا في صنع السلام، إلا أنه لم يمنع دولة الاحتلال من إثارة فكرة أن الصين تشارك في دعم الاقتصاد الفلسطيني.
بالإضافة إلى ذلك؛ فإن نمط التصويت الصيني لم يمنع دولة الاحتلال من الانضمام إلى المشروعين الصينيين العملاقين؛ مبادرة التجارة “نطاق واحد، طريق واحد” والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، فالعمل هو العمل والسياسة هي السياسة وغالبا لا يجتمعان معًا.
المصدر: scmp