ترجمة وتحرير نون بوست
إن كل ما تفعله “إسرائيل” من الآن فصاعدا لا معنى له، حتى لو وجدت محمد الضيف في مخبأه وقدمته للمحاكمة في محكمة الشعب، فقد جاءت الخسارة مع الضربة الافتتاحية كما حدث في حرب السادس من تشرين الاول/أكتوبر، والباقي قصص للمؤرخين.
يطلق جيش الدفاع الإسرائيلي على هذه العملية اسم “عملية السيوف الحديدية”، ولكنها في الحقيقة عملية “إسقاط السراويل”، فكل جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن الشاباك بكل وسائلهما، وطائراتهما المسيرة، وتنصتهما، وذكائهما البشري والاصطناعي، وابتزازهما للمصادر البشرية، وعباقرة وحدة النخبة 8200؛ لم يكن لدى أي أحد منهم أدنى فكرة.
إن نجاح حماس يُعد حدثًا إستراتيجيًّا بالنسبة لدولة “إسرائيل”، فقد انهار الشعور بالأمان، وتم نقل الحرب بسهولة إلى “الأراضي الإسرائيلية” دون أي رد، وتم الكشف عن أن جيش الدفاع الإسرائيلي عارٍ.
ليس هناك ما يمكن أن يُقال عن الشرطة الإسرائيلية، لا يمكنهم حتى التعامل مع لصوص السيارات؛ وهذا الأمر يفوق قدراتهم بكثير، وبشكل أساسي، أصبح هناك وعي متزايد بأنه لا توجد دولة هنا، وأن الأمر لا يتعلق بأنه “إذا حدث لي شيء ما، سيأتي شخص ما”، لقد حدث شيء ما، ولم يأت أحد، لعدة ساعات، ظل الناس محاصرين في منازلهم، ويواجهون المسلحين في سيارات الجيب، ولم يأت أحد.
لن يعود المجتمع الإسرائيلي إلى ما كان عليه قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، وكما غيرت حرب السادس من تشرين الأول/أكتوبر “إسرائيل”، فقد غيرت هذه الحرب “إسرائيل” أيضًا، وتحت أنوفنا كان هناك فشل حكومي بحجم فشل غولدا مائير، وكان معتمدًا على النشوة والاعتقاد بأن التقاعس عن العمل أفضل من العمل.
على مدى 14 عامًا، كان نتنياهو يؤجل القرارات مرارًا وتكرارًا، طوال 14 عامًا كان هناك إدمان على كذبة الوضع الراهن، على جولات القتال، على الكذبة الخادعة حول ردع الأعداء، وبفضل 14 عامًا من حكم نتنياهو، نمت الطفرات التي تهدد وجودنا هنا ببطء.
لقد كانت الأشهر التسعة الماضية مجرد تقدمة، “الميليشيات المسلحة” في الضفة الغربية بدعم من الحكومة؛ وسيادة القانون التي أصبحت أضعف فأضعف؛ والعناصر الفاشية داخل الحكومة؛ ووزير الأمن القومي الفاشل؛ وأعضاء الكنيست الذين يمجدون القتلة؛ ومجموعة من وزراء الليكود الجاهلين الذين ليس لديهم خبرة مهنية ذات صلة؛ وخدمة مدنية مفككة، وخدمات اجتماعية غير موجودة، لا توجد شرطة، ولا يوجد سلم لخدمة الإطفاء في عراد، وتمت السخرية من المحترفين، وتم التعامل مع التحذيرات بازدراء، وهذا هو الثمن.
إن “إسرائيل” تمر بنقطة تحول، وفي أفضل السيناريوهات، فإننا سوف نطرد هذه المجموعة الفاشلة من القادة لصالح الأشخاص الموهوبين والمؤهلين الذين يمكنهم إعادة البلاد إلى العمل، وستتعامل الحكومة مع قضايا الصحة والرفاهية والأمن والتعليم نيابة عن مواطنيها، بدلًا من جنون ليفين وروثمان.
ستعود غاليت ديستال اتباريان إلى إنتاج الأفلام لصالح هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية، كما أن المعسكر الليبرالي الذي توحد خلال الأشهر التسعة الماضية سوف يقاتل من أجل البلاد ويعيد المياه إلى مجاريها.
وفي أسوأ السيناريوهات، ستستغل الفصائل الفاشية في الحكومة الأزمة لتحديد الأعداء والخونة المسؤولين عن الكارثة، من تسبب في عدم قدرتنا على الرد، من جعلنا أضعف، وسوف يسعون إلى منعهم، وقمعهم، وإرسال الحرس الوطني لملاحقتهم.
لقد استغلت الأنظمة الفاشية الأزمات الأمنية والاجتماعية دائما لتمييز الخونة، نحن في حرب من أجل وطننا، حماس في الخارج والفاشيون في الداخل، وبالنسبة لهم، الأزمة هي فرصة، لذا لا يمكننا أن نغمض أعيننا.
المصدر: هآرتس