تعتبر مهارات إدارة الأموال من الأسس الأولية لتحقيق النجاح خلال المسيرة المهنية لأي فرد، وفي حياته عمومًا، علاوة على ذلك، تبني موقف فعال وناجع إزاء التصرف في الموارد المالية من شأنه أن يعزز الثقة بالنفس ويحد من التوتر، فضلاً عن إنشاء علاقة صحية ومفعمة بالحيوية مع الأشخاص المقرّبين، والجدير بالذكر أن الطريق إلى اكتساب الحكمة فيما يتعلق بالمال يبدأ منذ نعومة أظافر الطفل.
وعلى ضوء هذه المعطيات، يُعدّ شهر نيسان/ أبريل، وهو شهر محو الأمية المالية، فرصة مثالية حتى يطلع الوالدان على معلومات مفيدة بخصوص كيفية تربية أبناء سعداء وبصحة جيدة، فضلاً عن الأساليب المهمة حتى يكتسب الأطفال الحكمة المالية الضرورية، وفيما يلي أهم النصائح التي من شأنها مساعدة كل الأهل على توجيه أبنائهم نحو حياة ناجحة على الصعيد المالي.
1. تعلم المسؤولية المالية من خلال التمتع بالاستقلالية
يُعتبر التدريب العملي أحد أفضل الطرق المُتبّعة لتعليم الأبناء المسؤولية المالية، إذ إن ذلك سيساعدهم على اكتساب الخبرة الكافية، ومن هذا المنطلق، من الضروري أن تمنح طفلك، في سن مبكرة، الفرصة للمشاركة في إدارة أمواله الخاصة، مع الحرص على متابعته دائمًا، فضلاً عن ذلك، شجع طفلك على تحمل مسؤوليات جديدة على امتداد مراحل نموه، مع مراعاة سنّه.
من الضروري أن يتعلم الطفل أهمية الادخار لتحقيق أهداف قصيرة وطويلة الأمد، وتقدير أهمية العمل
وفي هذا السياق، ينبغي التركيز على عدّة جوانب مالية على غرار تحمل المسؤولية عند اتخاذ قرارات متعلقة بشراء مقتنيات شخصية، وإدارة المبالغ المالية بحكمة وفقًا لميزانية معينة، علاوة على ذلك، من الضروري أن يتعلم الطفل أهمية الادخار لتحقيق أهداف قصيرة وطويلة الأمد، وتقدير أهمية العمل.
2. حث الطفل على تبني موقف سليم فيما يتعلق بالادخار
من الضروري أن تعمل على تعزيز وغرس أخلاقيات محددة تتعلق بالادخار في طفلك، في الحقيقة، لا بدّ أن يعي الطفل أن مفتاح النجاح يتمحور بالأساس حول الإنفاق بحكمة وعدم تجاوز الميزانية المسموح بها وفقًا للعائدات المالية التي يحصل عليها، كما يجب حثهم على وضع أهداف معينة والسعي لتحقيقها، علمًا بأن هذا المبدأ يعتبر أساسيًا في الحياة بشكل عام.
تشجيعهم على الاحتفاظ بما زاد عن حاجتهم من أموال في مرحلة الطفولة المبكرة
في هذا الإطار، تتعدّد الطرق الكفيلة بترسيخ قيمة الادخار لدى الأطفال، على غرار تشجيعهم على الاحتفاظ بما زاد على حاجتهم من أموال في مرحلة الطفولة المبكرة، وادخار الأموال التي حصلوا عليها خلال المدرسة الثانوية، وبالتالي توفير احتياجات الكلية عند بلوغ سن المراهقة.
3. السماح للطفل بالتعلُم من أخطائه
في واقع الأمر، يُشبه تعلم حسن التصرف في المال إلى حد كبير التدرب على ركوب الدراجة الهوائية، حيث إن الطفل معرض للسقوط أكثر من مرة والاعتماد على نفسه للنهوض من جديد وتكرار المحاولة، ومن هذا المنطلق، يجب على الوالدين أن يسمحوا لأطفالهم بالإشراف على إدارة أموالهم الخاصة، آخذين بعين الاعتبار إمكانية ارتكابهم للأخطاء طيلة فترة تعلّمهم.
لا بد أن يبادر الوالدان بتقديم المشورة البنّاءة والدعم اللازم في حال اقترف الطفل خطأ ما
وفي الأثناء، لا بد أن يبادر الوالدان بتقديم المشورة البنّاءة والدعم اللازم في حال اقترف الطفل خطأ ما، بالإضافة إلى ذلك، اسمح لطفلك بالحصول على دين، مع الحرص على مراقبة الوضع من بعيد، يعدّ هذا الأمر فرصة قيمة للأبناء للتعرف على مفهوم القروض، وطريقة التخلص من الدين، أو أفضل من ذلك، قد يحثه ذلك على تجنّب الديون تمامًا.
4. التزم بمبدأ “التوقّعات الواقعية”
في واقع الأمر، تقع على عاتقك كأب أو أم مسؤولية عظيمة تتمثل في مساعدة طفلك في سنواته الأولى على فهم طبيعة الحياة الحقيقية وتكاليفها، وخاصة مقدار المال الذي سيحتاجه للحفاظ على نمط الحياة الذي اعتاد عليه.
وفي هذا الصدد، لا بد أن تعي جيدًا حجم التوقعات التي تتطور بشكل مستمر في ذهن طفلك، ذلك أن نمط الحياة التي يعيشها في الوقت الحالي تمثل الركيزة التي سيبني عليها ما يطمح لتحقيقه كشخص بالغ.
من الضروري أن تدرك مدى التأثير المحتمل للثروة على أطفالك فضلاً عن التوقعات التي يحملونها
وبغض النظر عما إذا كنت ثريًا وميسور الحال أو أنك تستمتع بكل بساطة في خلق فرص جديدة لأطفالك ومنحهم تجارب مختلفة، من الضروري أن تدرك مدى التأثير المحتمل للثروة على أطفالك فضلاً عن التوقعات التي يحملونها.
5. كن خير مثال على حسن التصرف في المال
تمامًا مثل اهتمامك بكل جوانب التربية السليمة، تستمر في طرح السؤال نفسه مرارًا وتكرارًا أمام المرآة، وهو ما إذا كنت تمثّل قدوة جيدة لأطفالك على الصعيد المالي.
في الحقيقة، وبغض النظر عن عمر طفلك، فأنت تعتبر أبرز مؤثر على إدراكه للمسائل المالية، وفي هذا الإطار، من المحبذ أن تخوض مناقشات متكررة ومفتوحة مع أطفالك عن الأمور المالية للعائلة، وتتحدث بصراحة بشأن ما حققته على الصعيد المالي.
لا بد أن تشارك أطفالك الدروس والعبر التي تعلّمتها على الصعيد المادي
بالإضافة إلى ذلك، لا بد أن تشارك أطفالك الدروس والعبر التي تعلّمتها على الصعيد المادي، فضلاً عن التجارب المالية التي خضتها وتركت أثرًا في حياتك، ومن ثم اسد لهم جملة من النصائح الحكيمة حتى يتمكنوا من تحقيق النجاح المالي، من ناحية أخرى، كن مدركًا لطريقة إدارتك للأموال، فضلاً عن الضغط الذي يسببه لك المال أحيانًا، أو حتّى التعليقات التي تتوجه بها إلى نفسك والآخرين ووظيفتك أيضًا.
6. فهم العلاقة التي تجمعك بالمال
في الواقع، ينطوي الدور الذي تضطلع به كمثال وقدوة في التصرف الرشيد مع الموارد المالية على مدى فهمك لسبل تعامل جميع أنواع الأشخاص مع المال، علاوة على العلاقة الفريدة التي تربط كل شخص به.
ومن هذا المنطلق، حاول أن تفهم الرابط الذي يجمعك بالمال والشخصية التي تعكسها، وفي الأثناء، قد يسير طفلك على خطاك أو قد يصبح عكسك تمامًا، في الحقيقة، يمثل الدور الذي تلعبه اليوم فيما يتعلق بإدارة الأمور المالية جوهر شخصية طفلك في المستقبل.
يمثل تعلم الأمور المالية مفتاحًا لحياة سعيدة
عندما يتعلق الأمر بتعلم مختلف طرق التحكم في الموارد المالية، فيوجد الكثير لمعرفته قبل بلوغ سن الثامنة عشرة، وفي الأثناء لا يمكن لطفلك التعرف على مبادئ المسؤولية المالية خلال فصل دراسي أو داخل قاعة الدرس، في الحقيقة، يمثل تعلم الأمور المالية مفتاحًا لحياة سعيدة، ويبدأ ذلك من المنزل وبرفقة الوالدين.
المصدر: إنفاستوبيديا