في ختام لقائه مع قناة الجزيرة، وبعد أن تحدث باستفاضة عن مختلف المواضيع الإقليمية والدولية، قال وزير الخارجية القطري خالد العطية واصفا الرؤية السياسية لبلاده: “إن قطر لا تؤمن بنظرية المؤامرة، وإنما بنظرية الشجرة المثمرة”.
جنيف 2 :
وعند حديثه عن مؤتمر جنيف 2، أشار وزير الخارجية القطري إلى أن الهدف الحقيقي لوجود اجتماع جنيف2 هو خلق حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة لا يوجد فيها النظام السوري ورموزه، والوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية على كافة الأراضي السورية، وتوفير ممرات آمنة لتقديم المساعدات الإنسانية.
ورجح خالد العطية تدخلا مباشرا لـمجلس الأمن الدولي لحل الأزمة في حال فشل جنيف2، قائلا: “لن يكون هناك جنيف3، ولكن قد يكون هناك سقوط أخلاقي بشأن المسألة السورية”، مشيرا إلى أهمية الحل العربي للأزمة السورية، مذكرا بموقف قطر التي طالبت في السابق بتشكيل قوات عربية تتدخل لإنقاذ الشعب السوري.
الثورة السورية:
وتحدث الوزير القطري عن موقف بلاده مما يحدث في سوريا، وقال أن قطر متمسكة بالحل السياسي وأن موقفها ثابث بشأن ضرورة حماية الشعب السوري من آلة الدمار التي يستخدمها النظام السوري ضده. مشيرا إلى أن “هذا الشعب خرج بصدور عارية وجوبه بالرصاص والدبابات والمدفعية ويقصف اليوم بالطائرات وبالبراميل المتفجرة، فهل يوجد إرهاب أكثر من هذا الإرهاب”.
وكشف العطية أن الأمير “السابق” حمد بن خليفة آل ثاني حاول كثيرا حث النظام السوري في بداية الأزمة على اتخاذ إصلاحات سريعة وفورية، وأن الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (وكان وليا للعهد وقتها) ذهب إلى دمشق في بداية الثورة وتحدث مع الرئيس السوري بشار الأسد وحاول ثنيه عن الحل الأمني، وبعدها ذهب لنفس الغرض رئيس الوزراء وزير الخارجية آنذاك الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، لكن دون جدوى.
وقال الوزير القطري إن قطر حثت النظام السوري منذ البداية على ضرورة إجراء إصلاحات، وذلك عبر تشجيع ودعم قطر لسوريا في مجال الاستثمار، مؤكدا أن قطر أعطت فرصة كاملة للنظام السوري وحاولت ثنيه عن استخدام الآلة العسكرية ضد الشعب السوري، لكنه لم يستجب.
العلاقات الخليجية:
وحول وجود خلاف بين قطر والإمارات على خلفية دعم الإمارات للسلطة الحالية في مصر وميل قطر لرفضه ورفض ممارسته التي وصفتها سابقا بالقتل العمد، قال العطية: “مجلس التعاون الخليجي لم يصادر حق الدول في الاختلاف في وجهات النظر وإنه ليس المطلوب الموافقة في الرأي على طول الخط”.
مضيفا: “إننا قد نختلف في وجهات النظر، ولكن هناك مسلمات وخطوط متفق عليها بأنها خط أحمر بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي”.
مصر:
وعن مصر قال العطية: “نحن دعمنا الحكومات التي تعاقبت في مصر ولم ندعم لا حزبا ولا تيارات، وموقفنا واضح”، نافيا بذلك دعاوي توقف الدعم القطري لمصر بعد انقلاب 3 يوليو/حزيران،قائلا: “شحنات الغاز القطرية الخمس تمت في عهد ما بعد 3 يوليو.. إننا ندعم الشعوب وما زلنا ندعم الشعب المصري ولانتمنى أي ضرر لمصر”.
إيران:
وتحدث العطية بصراحة عن موقف بلاده من إيران قائلا: “إن قطر لا تخشى إيران”، مضيفا أن “قطر تعتبر إيران دولة جارة ومهمة رغم الخلاف معها بشأن الملف السوري”، مؤكدا أن بلاده كانت وما زالت تدعم الحلول السلمية بشأن الملف النووي الإيراني، وتدعم حق الدول في الاستخدام السلمي للتقنية النووية.
وإذ أبدى العطية ترحيب قطر بالاتفاق المبدئي بين طهران ومجموعة (5+1)، فإنه قد أشار إلى أن هدف بلاده الأبعد هو أن تكون منطقة الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل خالية من السلاح النووي وليس إيران وحدها.
تركيا:
وعن تركيا، قال وزير خارجية قطر: “تركيا دولة مهمة ومؤثرة ودولة وازنة .. وقطر لديها علاقات ثنائية مع تركيا، ونتمنى أن تكون جميع الدول العربية علاقاتها مع تركيا مثل ما فعلت قطر”.
وحول ما إذا كان هناك من يتضرر في الخليج بعلاقات قطر وتركيا الجيدة ، قال العطية “لا أعتقد أننا نسبب ضررا لأحد في علاقاتنا مع تركيا وعلاقاتنا معها مبنية على الاحترام المتبادل وعلى الثقة وعلى المصالح المشتركة”.
https://www.youtube.com/watch?v=fdBcrtQElZY