نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تقريرًا للمحلل العسكري والأمني، عاموس هارئيل، جاء فيه أن المعلومات التي حصلت عليها أجهزة الأمن الإسرائيلية، تؤكد بنسبة عالية التقارير التي وردت من محافظة إدلب شمال غربيّ سوريا، والتي بحسبها استخدم نظام الأسد غاز السارين في الهجوم الذي قتل أمس، الثلاثاء، حوالي 100 مدني وترك مئات آخرين في عداد المصابين. هذه الغارات تركزت في مدينة، خان شيخون، الواقعة جنوبيّ مناطق سيطرة تنظيمات المعارضة.
تقدّر منظومة الأمن الإسرائيلي أن النظام السوري لا زال يملك بحوزته كمية صغيرة من الأسلحة الكيماوية التي تشمل غاز الأعصاب من نوع “سارين”
المدنيّون الذين أصيبوا يقيمون في منطقة سكنية تبعد حوالي 15 كيلومترًا من خطوط المواجهة بين طرفيّ النزاع (قوات الأسد وحلفاؤه وقوات المعارضة)، أي في عمق مناطق سيطرة المعارضة. وعليه فإن إنكار نظام الأسد، الذي ادعى أن طائراته قصفت المنطقة بواسطة أسلحة عادية، وأن أحد القذائف أصابت مخزنًا للأسلحة التابعة للمعارضة، ليست صادقة بحسب ما ترى “إسرائيل”. وهنا يذكر أن وزارة الدفاع الروسية انضمت لراوية الأسد، صباح اليوم، مصرّحة أن مواطني خان شيخون ضحايا السلاح الكيماوي، أصيبوا بسبب أسلحة كيماوية يملكها مقاتلو المعارضة.
وتشير التقديرات الإسرائيلية في التقرير إلى أن الهجوم صودق عليه من مستويات سياسية عالية جدًا في النظام السوري، لكن لا يمكن التحديد بوضوح ما إذا كان حلفاء الأسد، أي روسيا أو إيران، شركاء في القرار. في الأشهر الأخيرة، بالرغم من تبعية نظام الأسد الكبيرة للدعم العسكري والاقتصادي الخارجي، حافظ الأسد على هامش استقلالية باتخاذ القرارات، سواء كان ذلك بخصوص ترتيبات وقف إطلاق النار ضمن محادثات أستانة، أو باتخاذ قرارات بخصوص العمليات التي نفذت خلال الحرب.
المرجح أن الغاز الذي استخدم أمس هو من بقايا المخازن القديمة التي بقيت بيد النظام
هدف الهجوم
وفق التقديرات الإسرائيلية فإن الهدف من الهجوم هو إيصال رسالة تهديد لعدد من تنظيمات المعارضة، التي خرجت في الأسابيع الأخيرة عن اتفاق وقف إطلاق النار. وفي هذا السياق تقول الفرضية الإسرائيلية أن الأسد أو مسؤولين كبار في نظامه، صادقوا على استخدام أسلحة كيماوية نظراً للثقة المتعاظمة لدى النظام حول استقراره وقدراته، وعقب الإنجازات العسكرية التي حققها منذ إتمام احتلاله لمدينة حلب في ديسمبر الماضي.
وتقدّر منظومة الأمن الإسرائيلي أن النظام السوري لا زال يملك بحوزته كمية صغيرة من الأسلحة الكيماوية التي تشمل غاز الأعصاب من نوع “سارين”، بالرغم من اتفاق نزع الأسلحة الكيماوية الذي نفذ في صيف 2013. حينها، دمرت غالبية البنى التحتية لإنتاج السلاح الكيماوي، لكن لا يمكن إلغاء إمكانية وجود جهود جديدة لترميم وإعادة تأهيل منظومة أسلحة الـ “سارس” الجرثومية، إضافة لإعادة العمل على إنتاج الأسلحة الكيماوية.
تشير التقديرات الإسرائيلية في التقرير إلى أن الهجوم صودق عليه من مستويات سياسية عالية جدًا في النظام السوري
مع ذلك، من المرجح أن الغاز الذي استخدم أمس هو من بقايا المخازن القديمة التي بقيت بيد النظام. فمنذ اتفاق نزع السلاح الكيماوي، استخدم نظام الأسد في عدة فرص، السلاح الكيماوي بأنواعه المختلفة، لكنها المرة الأولى منذ 4 سنوات الذي يستخدم فيه غاز السارين القاتل.