طيلة شهر كامل، سيكون عشاق القراءة والكتاب في المغرب على موعد مع الدورة العاشرة للمعرض الوطني للكتاب المستعمل، الذي تحتضنه ساحة السراغنة في مدينة الدار البيضاء، بداية من أول أبريل الحالي حتى الثلاثين منه، معرض يمثل فرصة منذ إنشائه لنشر المعرفة بأقل التكاليف وتوفير الكتب لمن يريد بأقلّ الأثمان ولمن حال ضعف المقدرة الشرائية دونه ودون كتاب جديد.
ساحة السراغنة تنعش تجارة الكتب المستعملة
تحت شعار “ثقافات المغرب الإفريقي”، تحتضن ساحة السراغنة، طيلة كامل شهر أبريل النسخة العاشرة للمعرض الوطني للكتاب المستعمل الذي تنظّمه الجمعية البيضاوية للكتبيين ووزارة الثقافة المغربية ونادي القلم المغربي، ويشارك فيه عدد كبير من المثقفين والكتبيين من كل جهات المملكة.
في خيمة تحمل اسم الكاتب المغربي إدريس الشرايبي الذي سيصادف شهر أبريل من هذه السنة الذكرى العاشرة لوفاته، يعرض أكثر من 60 كتبيًا من الدار البيضاء ومراكش والرباط ومدن أخرى ما يزيد على أربعمئة ألف عنوان تتراوح مجالاتها بين الأدب والفكر والدين والعلوم الإنسانية والاجتماعية والمقررات الدراسية وكتب الأطفال بأثمنة زهيدة، استجابة للطلبات المتزايدة لفئات واسعة من جمهور القراء، خاصة من الطبقات الفقيرة وذات الدخل المحدود.
معرض الكتب المستعملة فرصة لا تعوض للطلبة وأصحاب الدخل المحدود من أجل القراءة واقتناء الكتب
وتكون ساحة السراغنة التاريخية – المفتوحة على عديد من الأحياء الشعبية الشهيرة على غرار درب الشرفاء والطلبة وكريكوان – طيلة هذه الفترة قبلة لعشاق القراءة ومقصدًا لمحبي الكتاب، فهي عندهم أكثر من مكان عادٍ، ففيها يجدون ضالتهم المعرفية والأدبية من كتب علمية وأدبية دواوين وروايات ومعاجم بكل اللغات مقابل مبالغ مالية هزيلة لا تعني شيئًا أمام القيمة العلمية للكتاب.
ساحة تعتبر ذخيرة يمكن العثور فيها على كنوز عديدة قد لا تتوفر في غيرها، وبأثمنة زهيدة نسبيًا، فمعرض الكتب المستعملة فرصة لا تعوض للطلبة وأصحاب الدخل المحدود من أجل القراءة واقتناء الكتب، كما تبعث الحركية والرواج للنشر والكتاب.
إقبال كبير على الكتب المستعملة في المغرب
ويعرف معرض الكتب المستعملة بالدار البيضاء الذي أصبح ركنًا ثابتًا ضمن خريطة معارض الكتاب في المغرب، رواجًا مهمًا بين كل الفئات المجتمعية، لسببين مهمين الأول ثمنه المنخفض، والثاني أن الكتاب الذي قد لا تجده في المكتبات تجده عند بائعي الكتب المستعملة، ويراهن المعرض على القراءة باعتبارها دعامة للتنمية.
أنشطة موازية
إلى جانب معرض بيع الكتب، تشهد ساحة السراغنة أنشطة مكثفة وبرنامجًا حافلاً من المواد المتنوعة التي ترتكز على التعريف بالكتاب في جميع التخصصات الأدبية والعلمية والمدرسية، حيث يتضمن برنامج هذه الدورة تقديم وتوقيع عدد من الدواوين والكتب والمجموعات القصصية، كما يتضمن تكريم عدد من الكتاب والأدباء المغاربة، منهم على الخصوص مبارك ربيع وأبوبكر العزاوي والأديبة ثريا لهي ومحمد المهدي السقال وعبد الله اعكيب.
يخصص المعرض فقرة لقراءات من الشعر الحساني والإفريقي، وورشات إبداعية لعدد من التلاميذ
المعرض سيشهد أيضًا تنظيم ورشات إبداعية وموائد مستديرة ولقاءات مفتوحة مع عدد من الشعراء والنقاد الذين سيقومون بقراءات للمؤلفات وفتح نقاش عمومي عن القراءة والأدب وتوقيع كتب جديدة صادرة خلال هذا العام ،كما سيخصص المعرض فقرة لقراءات من الشعر الحساني والإفريقي وورشات إبداعية لعدد من التلاميذ.
ويحرص على تنشيط البرنامج الثقافي المتنوع الموازي للمعرض عدد من الجمعيات والنوادي منها نادي القلم المغربي، بتنسيق مع مختبر السرديات، نادي الكتاب وجمعية الأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية – درب السلطان، شبكة القراءة بالمغرب، الجمعية المغربية لمساندة الأسرة، رابطة قدماء تلاميذ الدار البيضاء، نادي البذرة الخضراء، رابطة قدماء تلاميذ الدار البيضاء، مرصد أطلنتس الدولي للسلام والدبلوماسية الموازية، وجمعية المغرب الجديد، مؤسسة الموجة الثقافية.
انتشار تجارة الكتب المستعملة مقابل تراجع عمل المكتبات
وتشهد مهنة الكتبي في المغرب تراجعًا كبيرًا يهددها بالانقراض، حيث سجّل عددهم تراجعًا ملحوظًا في مجموع أرجاء المملكة إلى ما دون المئتين، مقابل ذلك انتشرت ظاهرة بيع الكتب المستعملة على الأرصفة وفي الأسواق التي تعرف إقبالاً من طرف كثيرين، بحيث يتم تصنيف هذه الكتب طبقًا لمادة الكتاب واللغة التي كتب بها، حتى يسهل على الزبائن تصفحها واقتناء الكتب المطلوبة، وتعتبر مدينة القصر الكبير أكثر المدن المغربية قراءة، تليها الدار البيضاء لكثافتها السكانية، ثم الرباط العاصمة.