ترجمة وتحرير نون بوست
يعتبر ارتفاع نسبة الشباب في صفوف المسلمين فضلا عن ارتفاع معدلات الخصوبة لديهم من أهم العوامل المؤثرة في نمو عدد المسلمين. ووفقا لتحليل جديد للبيانات الذي قام به مركز أبحاث بيو، يسير المسلمون على الطريق الصحيح ليصبحوا الديانة الأسرع نموا في العالم، خلال السنوات المقبلة.
في الحقيقة، يشكل المسيحيون أكبر مجموعة دينية في العالم، حيث يبلغ عددهم 2.3 مليار نسمة. ويحتل المسلمون المرتبة الثانية نظرا لأن عددهم لا يقل عن ملياريْ نسمة. ولكن تجدر الإشارة إلى أن السكان المسلمين في العالم يعدّون من المجتمعات الفتية نسبيا، التي تملك معدلات خصوبة مرتفعة ومعدلات وفيات منخفضة.
في تقرير صدر يوم الأربعاء، يقدر مركز بيو للأبحاث المختص بمتابعة نمو الديانات في العالم أنه خلال الفترة الممتدة بين سنة 2030 و2035، من المتوقع أن يصل عدد المواليد المسلمين إلى 225 مليون طفل، مقابل 224 مليون طفل مسيحي. ومن هذا المنطلق، من المتوقع أن تتعمّق الفجوة بين عدد السكان المسيحيين والمسلمين. بالإضافة إلى ذلك، يُقدر مركز بيو أن عدد ولادات المسلمين خلال الفترة الممتدة بين سنة 2055 و2060، سيصل إلى 232 مليون مقارنة بحوالي 226 مليون ولادة في صفوف المسيحيين.
سيبدأ عدد الأطفال المولودين المسلمين في تجاوز عدد المولودين المسيحيين، بحلول سنة 2035
العدد المقدر للرضع المولودين، حسب دين الأم، كل خمس سنوات
خلال القرن الحالي، سيظل مجموع السكان المسيحيين أكبر بكثير، وسيواصل النمو بسرعة في بعض المناطق، على غرار جنوب الصحراء الكبرى. لكن يلاحظ مركز بيو أن نسبة نمو عدد المسيحيين سيكون متفاوتا من مكان إلى آخر، حيث أنه سوف ينخفض في مناطق معينة، في حين أنه سيرتفع في مناطق أخرى.
خلال السنوات الأخيرة، مثّل المسيحيون حوالي 37 في المائة من وفيات العالم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تقدم سنّ السكان المسيحيين، في بعض أنحاء العالم.
التوقعات طويلة الأمد لعدد المسيحيين والمسلمين من سكان العالم
في حال استمرت هذه النزعة، سيتجاوز عدد المسلمين في العالم عدد المسيحيين، بعد سنة 2070
في هذا السياق، يشير مركز بيو إلى أن “هذه الإحصائيات تعتبر تقريبا صحيحة نظرا لأنه من المتوقع أن يتجاوز عدد وفيات المسيحيين عدد الولادات. فعلى سبيل المثال، وصل عدد الوفيات المسيحيين في ألمانيا إلى 1.4 مليون حالة وفاة، وهو ما يفوق عدد الولادات التي حدثت خلال الفترة الممتدة بين سنة 2010 و2015. ومن المتوقع أن يستمر هذا الأمر في معظم أنحاء أوروبا، خلال العقود المقبلة”. وبحلول العقود الأخيرة من القرن الحادي والعشرين، يتوقع مركز بيو أن يفوق عدد المسلمين في العالم عدد المسيحيين.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن ينخفض عدد الأشخاص الذين لا ينتمون إلى أية ديانة في العالم. وتجدر الإشارة إلى أن عدد المواطنين الذين لا ينتمون إلى أي دين يشكّل حاليا 16 بالمائة من سكان العالم. ووفقا للتوقعات، سوف تستمر أعدادهم في الارتفاع، إلا أنها لن تشكل سوى نسبة ضئيلة من مجموع سكان العالم الجملي.
ويعود ذلك جزئيا إلى انخفاض نسبة الولادات ضمن هذه الفئة من السكان مقارنةً بالمجموعات الأخرى. والجدير بالذكر أنه لم يولد سوى 10 بالمائة من أطفال العالم من أمهات لا ينتمين إلى أي دين، بين سنتي 2010 و2015.
توقعات نسب الولادات والوفيات
مقارنة مع نصيبهم مقارنة بجميع سكان سنة 2015، تحصّل المسيحيون على نصيب أكبر من نسبة الوفيات بين سنتي 2010 و2015. في المقابل، تحصل المسلمون على نصيب أكبر من الولادات، فضلا عن تسجيل ارتفاع طفيف في نسبة الولادات بالنسبة للأشخاص الذين لا ينتمون إلى أي دين.
مع حلول سنة 2060، سيشهد عدد المسلمين والمسيحيين ارتفاعا كبيرا في عدد الولادات. خلافا لذلك، ستشهد عدد الوفيات في صفوف الأشخاص الذين لا ينتمون لأية ديانة ارتفاعا في عدد الوفيات.
ويلاحظ مركز بيو، وفقا للبيانات، أنه بمجرد أن يكبر الرضع لن يتبع جزء منهم ديانة والديهم. وبحسب الدراسة التي أجراها مركز بيو للأبحاث، فإن عدد الأمريكيين الذين لا ينتمون لأية ديانة يقارب الربع، مما يجعلهم ثاني أكبر مجموعة “دينية” في البلاد.
ووفقا لمركز بيو، فإنه من العوامل الرئيسية لنمو عدد هذه الفئة من السكان هو تغيير العديد من الأشخاص لديانتهم. ففي أوائل سنة 2015، هجر حوالي 18 بالمائة من الأمريكيين البالغين دينهم، وفضّلوا عدم اعتناق أي ديانة أخرى. في المقابل، 4 بالمائة فقط من الأمريكيين قاموا بالعكس. في الحقيقة، إن ظاهرة تغيير الأديان أصبحت شائعة إلى حد ما في الولايات المتحدة، ولكن في بعض البلدان الأخرى تعتبر هذه الظاهرة نادرة أو خطرة أو حتى غير قانونية.
المصدر: هافينغتون بوست