سياسة السعودية في اليمن تصب في صالح إيران

توصلت قبائل حاشد اليمنية والحوثيون أمس الثلاثاء بوساطة رئاسية إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار وسحب مسلحيهم من مناطق الاشتباك في محافظة عمران شمال صنعاء، على أن ينتشر فيها الجيش.
ويأتي ذلك الاتفاق بعد أن قُتل ما لا يقل عن ستين مسلحا في معارك بين الطرفين، بينما اضطر مئات المدنيين للنزوح عن ديارهم إلى مناطق أكثر أمنا.
وخلال الأيام القليلة الماضية تقدم الحوثيون في محافظة عمران شمالي اليمن وسيطروا على مدينة حوث التي تبعد 180 كلم شمال صنعاء، كما حقق الحوثيون تقدما في مدينة الخمري التي تعتبر معقلا لزعماء قبائل حاشد، وقاموا بتفجير منزل الشيخ عبدالله الأحمر زعيم قبيلة حاشد، بعد أن فرضوا سيطرتهم في الأيام التي سبقت ذلك على منطقة ذو عناش.
واندلع القتال في مناطق بمحافظة عمران قبل نحو شهر عندما حاول الحوثيون الاستيلاء على مواقع لقبائل حاشد في منطقة حوث، وأوضح مصدر قبلي أن الطرفين استخدما أسلحة ثقيلة ومتوسطة في المواجهات الأخيرة.
ويطرح تقدم الحوثيين في اليمن عددا من الأسئلة بخصوص الأوضاع في دول الخليج خاصة السعودية، التي تشن حملة شرسة على الإسلاميين وخاصة الإخوان المسلمين في المنطقة. وتساءل الكاتب والأكاديمي السعودي بخصوص هذا الأمر على حسابه على تويتر.
هل لموقف السعودية من الإخوان علاقة بموقفها من الأحداث في شمال اليمن؟ هل الأمر هو حقيقة كما يبدو عليه بالنسبة للموقف السعودي من هذه الأحداث؟
— خالد الدخيل (@kdriyadh) February 2, 2014
لن السعودية تسمح بتفوق حوثي وضعف القبائل والدولة المركزية. هذا يعني تسرب النفوذ الإيراني على حدو السعودية الجنوبية بجانب نفوذها في العراق.
— خالد الدخيل (@kdriyadh) February 2, 2014
كما أشار الدخيل إلى أن الصمت السعودي يعبر عن السياسة التي تنتهجها السعودية تجاه الحوثيين ولا يعبر عن انعدام السياسة بالمطلق.
@salehalfahid لا أظن ذلك. اليمن يختلف عن لبنان تماما.ولم يتأخر الوقت أبدا. مصدر الحيرة هو الصمت السعودي. يبدو وكأنه يعبر عن سياسة وليس العكس
— خالد الدخيل (@kdriyadh) February 2, 2014
وكان الكاتب البريطاني ديفيد هيرست قد أثار ضجة في شهر نوفمبر الماضي حين نشر مقالا في صحيفة الغارديان حول السياسة الخارجية السعودية، قال فيه إن الحرب التي يشنها الأمير بندر على “الإسلام السياسي قد أفرزت تداعيات كان لها وقعها على الحدود السعودية المضطربة مع اليمن”، وأضاف أن “الرغبة السعودية الجامحة في الحد من تقدم حزب الإصلاح الإسلامي في اليمن دفعت بالرياض إلى دعم المليشيات الحوثية التي كان السعوديون من قبل في حرب معها”.
و كشف هيرست في مقاله الذي تُرجم ونُشر بالعربية على نون بوست، أن “الزعيم الحوثي البارز صالح هبرة قد نقل بالطائرة عبر لندن لكي يلتقي برئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان”.
وتقول مصادر يمنية إن السعودية تدعم الحوثيين في اليمن “كرد على موقف حزب الإصلاح اليمني المقرب من المدرسة الفكرية للإخوان المسلمين، من الانقلاب في مصر، فضلا عن اعتبار السعودية آل الأحمر أيضا جزءا من الحالة الإخوانية.”
ورغم أن الحوثيين يتلقون دعمهم الرئيسي من الرافد الإيراني، إلا أن السعودية، بحسب مصادر، ترى أن إزالة خطر الإخوان من على حدودها الجنوبية أولى من التعامل مع الخطر الإيراني الذي تتعايش معه الرياض منذ عقود.
وكان الحوثيون والسلفيون قد توصلوا في العاشر من الشهر الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة دماج بمحافظة صعدة شمالي البلاد بعد وساطة حكومية, وتم لاحقا نشر الجيش في مواقع المسلحين بعد مقتل المئات من السلفيين وعشرات الحوثيين في معارك أخرى.