منذ تعيينه وزيرًا للداخلية المصرية في السادس من مارس 2015، خلفًا للواء محمد إبراهيم، منيت مصر بالعديد من الأحداث الإرهابية ما بين الحين والآخر، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين، إلا أن السمة الأبرز في مسيرة عبدالغفار الأمنية استهداف ثلاث كنائس قبطية في أقل من خمسة أشهر.
العديد من المطالب التي نادت بإقالة وزير الداخلية بعد الفشل الذريع الذي مني به الجهاز الأمني والذي كشفته الأساليب الأمنية المتبعة في التعامل مع الجرائم المتتالية والتي تأتي في كثير منها على درجة كبيرة من التشابه، كما هو الحال في تفجيري كنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية بالعباسية وسط القاهرة في الحادي عشر من ديسمبر الماضي، وتفجير اليوم بكنيسة مار جرجس بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية (دلتا مصر/ شمال ).
في هذا التقرير نستعرض أبرز الأحداث العنيفة التي وقعت في عهد مجدي عبد الغفار بعيدًا عن محافظتي سيناء، شمالها وجنوبها، والتي لها خصوصية امنية مختلفة، وما خلفته من قتلى ومصابين، إضافة إلى الأصوات التي تنادي بإقالته في محاولة للإجابة عن السؤال الذي بات يداعب أذهان الكثيرين: متى تتم الإطاحة بوزير الداخلية؟ ولما الإصرار على الإبقاء عليه بالرغم من فشله؟
564 عملية عنف في عامين
منذ الساعات الأولى لتولي مجدي عبدالغفار حقبة وزارة الداخلية في مارس 2015 وقعت عشرات العمليات في مختلف محافظات مصر، وإن كانت النسبة الأكبر في محافظات سيناء، ففي مارس وقع مايقرب من 125عملية، ثم 72عملية في إبريل، 63 عملية في مايو، 23 عملية في يونيو، 41 عملية في يوليو، 27 عملية في أغسطس، 5 عمليات في نوفمبر، 9 عمليات في ديسمبر.
أما عن العلميات العنيفة في عام 2016، فقد شهد شهر يناير 7 عمليات، وصلت إلى 4 في فبراير، 9 في مارس، 8 في إبريل، 9 في مايو، 13 في يونيو، 12 في يوليو، 16 في أغسطس، 18 في سبتمبر، 53 في أكتوبر، 26 في نوفمبر، 24 في ديسمبر، وذلك بحسب تقرير صادر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.
سقوط 28 قبطيًا في تفجير كنيسة البطرسية بالعباسية 11 ديسمبر2016
308 قتيل في 3 محافظات خارج سيناء
أما عن أبرز الجرائم التي وقعت في عهد عبد الغفار خارج نطاق سيناء، والتي تمحورت في العاصمة القاهرة وبعض مدن الوجه البحري، كالإسكندرية والغربية، فهناك 13 حادثة كفيلة أن تطيح بوزير الداخلية وتقدمه للمحاكمة حسبما طالب البعض، خلفت ورائها مايقرب من 308 قتيلا، بينهم 77 قبطيًا، خاصة في ظل ما تمثله هذه الجرائم من اختراق واضح لمنظومة الأمن، حيث نجحت الجماعات المسلحة في اختراق العاصمة والمدن المكتظة بالسكان بعيدًا عن سيناء، التي طالما تشدق بها المدافعون عن السياسات الأمنية المتبعة بأن لها خصوصية في التعامل.
14 أبريل 2015: استهداف أبراج الكهرباء المغذية لمدينة الإنتاج الإعلامي بمنطقة السادس من أكتوبر ما تسبب في قطع التيار الكهربائي عن المدينة لمدة يوم كامل، فشلت فيه الداخلية في تحديد أسماء المتورطين في هذا التفجير.
16 مايو 2015: سقوط 3 وكلاء نيابة خلال هجوم استهدف سيارة كانت تقلهم في طريقهم إلى شمال سيناء للإشراف على الانتخابات البرلمانية هناك، بالإضافة إلى مقتل سائق السيارة
29 يونيو2015: اغتيال النائب العام السابق هشام بركات إثر استهداف موكبه بمصر الجديدة بسيارة مفخخة، أسفرت عن مقتله وإصابة سائقه.
11 يوليو 2015: مقتل مواطن وإصابة عشرة آخرين من بينهم ثلاثة أطفال في انفجار استهدف مقر القنصلية الإيطالية بوسط القاهرة.
31 اكتوبر2015: تحطم الطائرة الروسية فوق شمال سيناء بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ نتيجة قنبلة وضعت بداخلها ومقتل 224 شخصًا.
25 يناير2016: مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني حيث تم العثور على جثته ملقاة بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي وعليها آثار تعذيب وسحل.
5 أغسطس 2016: محاولة استهداف علي جمعة، مفتي مصر السابق، بالقرب من منزله بمدينة السادس من أكتوبر.
30 سبتمبر2016: استهداف موكب زكريا عبد العزيز، النائب العام المساعد، أثناء خروجه من مكتبه، ما أسفر عن إصابة بعض المواطنين.
22أكتوبر2016: مقتل العميد عادل رجائي، قائد فرقة مشاة بالجيش المصري، أثناء خروجه من منزله بمدينة العبور.
9ديسمبر2016: مقتل ثلاثة من ضباط الأمن وإصابة ثلاثة مجندين، إثر انفجار استهدف سيارة بالقرب من مسجد السلام بمنطقة الهرم بالجيزة.
11ديسمبر2016: مقتل 28 قبطيًا وإصابة مايقرب من 45 ىخرين إثر تفجير استهدف الكنيسة البطرسية التابعة للكاتدرائية بالعباسية.
1أبريل2017: مقتل أمين شرطة وإصابة 16 جنديًا في حادث انفجار قنبلة أمام مركز تدريب الشرطة بمحافظة الغربية.
9أبريل 2017: سقوط 47 مصريًا في تفجيرين متفرقين، 30 في تفجير استهدف كنيسة مارجرجس بطنطا، و17 في تفجير استهداف كنيسة المرقسية بالأسكندرية
استهداف الكنيسة المرقسية بالأسكندرية وسقوط 16 قتيلا
القتل والتعذيب خارج إطار القانون
ولاية مجدي عبد الغفار كوزير للداخلية لا تتوقف فقط على الجرائم الإرهابية التي خلفت عشرات القتلى هنا وهناك، بل رافقها أيضًاء مئات الحالات من القتل والتعذيب والتكدير وانتهاك حقوق المواطن وكل ذلك خارج إطار القانون، وهو ما كشفه تقرير مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب والذي جاء تحت عنوان “حصاد القهر”
التقرير رصد 474 حالة وفاة على يد الأجهزة الأمنية، 328 منها خارج أماكن الاحتجاز، وخارجها 137، بخلاف 9 حالات مختلف حولها، كما رصد 700 حالة تعذيب “فردي” و”جماعي” و”تكدير جماعي” لمعتقلين داخل أقسام الشرطة والسجون وأماكن الاحتجاز، منها 250 حالة تعذيب داخل أقسام الشرطة، و24 بمعسكرات الأمن، و98 بمقار جهاز أمن الدولة “الأمن الوطني”.
أما عن حالات الاختفاء القسري، رصد التقرير 464 حالة اختفاء لمعتقلين، اختطف 139 منهم من منازلهم، و25 من مقار عملهم بواسطة رجال أمن بملابس مدنية ودون إظهار أي أوراق توقيف أو إذن تفتيش، و4 اختفوا داخل محبسهم، و21 اختفوا بعد إفراج النيابة عنهم.
474 حالة وفاة على يد الأجهزة الأمنية، خارج إطار القانون، 328 منها خارج أماكن الاحتجاز، و137خارجها، بخلاف 9 حالات مختلف حولها، في عهد مجدي عبد الغفار
ومن أبرز حالات التصفية الجماعية خارج القانون للداخلية في عهد عبد الغفار، تصفية 9 من عناصر جماعة الإخوان المسلمين بشقة بـ 6 أكتوبر، و5 أشخاص أخرين اشتبهت الداخلية في تورطهم في قتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، كذلك هناك العشرات من الحالات الفردية والتي كان يلقي على إثرها المواطن مصرعه على أيدي بعض أفراد الشرطة، ومن أبرز تلك الحالات ما تعرض له أحد المواطنين سائق التوك توك الذي اُشتهر بـ “دربكة”، في منطقة الدرب الأحمر أمام مديرية أمن القاهرة، بعد تعرضه لرصاصة ميري من أمين شرطة أودت بحياته، إثر خلاف بينهم على سعر الأجرة.
دشن عدد من النشطاء ورواد مواقع التواصل الإجتماعي هاشتاج تحت عنوان #اقيلوا_وزير_الداخلية يطالبون فيه بسرعة إقالة اللواء مجدي عبد الغفار، واصفين إياه بـ”الفاشل”، وبالرغم مما أثير بشأن إقالته من منصبه إلا أنه لم يخرج بذلك قرارًا رسميًا حتى كتابة هذه السطور.
محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، علًق على هذه التفجيرات، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” قائلا: ألم يحن الوقت بعد لرحيل الوزير النيجاتيف
المحامي طارق العوضي، طالب أيضًا بإقالة الوزير فورًا بعد تكرار مثل هذه الجرائم
تكرار هذه الحوادث يوجب اقالة وزير الداخلية ،،بطلوا مكابرة وفشل#اقيلوا_وزير_الداخلية
— طارق العوضى المحامى (@tarekelawady2) April 9, 2017
بينما أشار آخر إلى فشل الداخلية في تأمين الكنائس
هيفضلوا يفجروا الكنايس في الأعياد ،، وانتوا هتفضلوا متعرفوش تأمنوا الكنايس في الأعياد ،،، لك الله يا مصر #اقيلوا_وزير_الداخلية
— مش هبطل أحلم لمصر (@Esraa2008) April 9, 2017
وآخر يناشد الوزارة بالاعتراف بالفشل الأمني
#اقيلوا_وزير_الداخلية
ع الأقل تبقوا اعترفتوا بفشلكم ولو لمره
— Mohamed Ismail (@longlivesegypt) April 9, 2017