تنتهي غدا الخميس الدورة الخامسة والأربعون لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والذي يُعد ثاني أهم معرض للكتاب في العالم بعد معرض فرانكفورت الدولي.
لكن بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها مصر في ظل القمع المتزايد بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي من السلطة، يشهد المعرض تراجعاً كبيراً في معدلات الإقبال الجماهيري، وإقصاءً متعمداً لكل المثقفين من رافضي الانقلاب.
يؤكد حسام يحيى، من إحدى دور النشر الخاصة ضعف الإقبال “بعد يوم الافتتاح، ولمدة أربعة أيام، لم يشتر أحد من عندي كتاباً واحداً، ومعظم دور النشر الصغيرة لم تتحمل تكلفة الحجز فأحجمت عن الاشتراك، رغم ما في ذلك من احتمال فقدان أماكنها في العام المقبل”.
وفي تصريح صحفي وصف أستاذ النقد والأدب العربي بجامعة عين شمس د. حسام عقل، فعاليات المعرض هذا العام بأنها “أسوأ المواسم على الإطلاق من حيث عدم الالتزام بجدول الندوات، وفزع الناشرين من المشاركة بسبب السياق الأمني المحتقن، وما يمكن أن أسميه عملية الردة الشاملة عن الحريات”.
الأمر لم يطل الناشرين المصريين فحسب، فالقمع وصل إلى الزوار الأجانب للمعرض، حيث اعتقلت قوات الأمن مواطنا يمنيا بتهمة التصوير في المعرض!
والجدير بالذكر هذا العام، ظهور كتاب يتحدث عن انجازات مبارك بعنوان كتاب “كلمة السر.. مذكرات حسنى مبارك من يونيو 1967 إلى أكتوبر 1973″، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها كتاب لمبارك منذ ثورة 25 يناير في معرض الكتاب، والتي تزامنت مع ظهور صور لمبارك في ميادين مصر “احتفالاً” بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام مبارك.
وبحسب تصريح صحفي نقلته دويتش فيله الألمانية فإن المعرض “عكس حالة الانقسام السائدة وحالة التشدد في مواجهة كل ما ينتسب للإخوان المسلمين سواء أعمال أو شخصيات، وغلبة المطبوعات التي تهاجمهم وتنال من سياساتهم وشخصياتهم وتاريخهم” كما “تعددت الإصدارات والعناوين التي تتحدث عن إنجازات وبطولات حسني مبارك وأركان نظامه.
وعادة ما تختار إدارة المعرض دولة لتكون ضيف الشرف في المعرض، وكان من المفترض أن تكون تركيا هي ضيف شرف لهذا العام في ظل حالة التقارب بين مصر وتركيا خلال عام حكم مرسي، إلا أن الترتيبات تغيرت بعد الانقلاب العسكري ، ليقع الاختيار على الكويت، التي دعمت الانقلاب بعدة مليارات من الدولارات، كضيف شرف المعرض.