تنطلق مساء الثلاثاء 11 من أبريل، عند الساعة 9.45 بتوقيت مكة المكرمة (6.45 بتوقيت غرينتش)، مباريات ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم “الشامبيونز ليغ” بإقامة مباراتين، حيث يستضيف يوفنتوس الإيطالي نظيره برشلونة الإسباني، وبروشيا دورتموند الألماني موناكو الفرنسي، وتستكمل المواجهات مساء الأربعاء 12 من أبريل، حيث يستضيف بايرن ميونيخ الألماني ريال مدريد الإسباني، وأتلتيكو مدريد الإسباني ليستر سيتي الإنجليزي.
وتتكرر المواجهات الـ4 في مرحلة الإياب، التي تقام يومي 18 و19 من أبريل على ملاعب الفرق الضيفة، لتُعرف على إثرها ماهية المتأهلين إلى المربع الذهبي للنسخة الـ62 من البطولة، والتي تُقام مباراتها النهائية على ملعب الألفية في مدينة كارديف البريطانية، يوم 3 من شهر يونيو القادم.
أبرز نجوم كبار أوروبا الـ8
وستمثل تلك القمم الأوروبية الـ4، فرصةً مواتيةً لعشاق الساحرة المستديرة من أجل مشاهدة أبرز نجوم العالم كميسي ورونالدو وغريزمان وليفاندوفسكي وفاردي وفالكاو وديبالا وشورلة وغيرهم، كما ستكون نافذةً قيمةً لهواة التحليل الكروي، من أجل متابعة التكتيكات وخطط اللعب التي ينتهجها مدربو كبار أوروبا الـ8، والتي سنتقوم برصدها وتحليلها بشكلٍ مفصلٍ فيما يلي:
يوفنتوس – برشلونة
مواجهة المدربين: ماسيميليانو أليغري ولويس إنريكة
تعتبر خطة 4-3-3 ركنًا ثابتًا غير قابلٍ للمساس في تقاليد النادي الكتالوني، منذ بداية عصر التيكي تاكا على يد المدرب الأسبق غوارديولا، وقد حافظ مدرب برشلونة الحالي لويس إنريكة، على إرث البلوغرانا خلال الموسمين الماضيين، الذين حقق في أولهما لقب الشامبيونز ليغ على حساب يوفنتوس بالذات، ولكن رحيل لاعب الظهير الأيمن داني ألفيش نحو اليوفي وقلة جودة بدلائه من جهة، وتراجع مستوى لاعبي الوسط من جهةٍ أخرى، أجبر المدرب على ابتداع طرق لعبٍ بديلة، أبرزها خطة 3-4-3 التي حقق بواسطتها معجزة الريمونتادا أمام باريس سان جيرمان في إياب دور ال16.
ولكن الأرجح أن إنريكة سيعتمد على طريقته التقليدية أمام اليوفي، بوجود تيرشتيغن في المرمى، ومن أمامه الرباعي روبيرتو وبيكيه وأومتيتي وألبا، وفي الوسط سيضطر إنريكة للدفع بماسكيرانو وراء راكيتيتش وإنييستا، لتعويض غياب بوسكيتس المحروم بسبب تراكم الإنذارات، فيما سيحمل ثلاثي MSN الرهيب المكون من: ميسي وسواريز ونيمار، عبء قيادة الفريق في الخط الأمامي.
الرسم التكتيكي المتوقع للفريقين – برشلونة باللون الأزرق
أما اليوفي الذي يقوده بنجاحٍ ربانه الإيطالي أليغري للموسم الثالث تواليًا، فقد استقر على التشكيل المناسب منذ مطلع العام الحالي تقريبًا، وهو 4-2-3-1، بوجود 4 مدافعين أمام العملاق بوفون هم: ألفيش وبونوتشي وكيلليني وساندرو، ومن أمامهم لاعبا ارتكازٍ دفاعيان هما: ماركيزيو وسامي خضيرة، ويتوزع الثلاثي كوادرادو وديبالا ومانزوكيتش على عرض الملعب، خلف الهداف الأرجنتيني الخطير هيغواين، وقد يخالف أليغري التوقعات بالزج بمدافع إضافي كبارزالي أو روجاني، مقابل سحب أحد الجناحين، ليعود إلى خطة المواسم الماضية وهي 3-5-2، التي تعتبر أكثر تحفظًا.
بروشيا دورتموند – موناكو
مواجهة المدربين: توماس توخيل وليوناردو جارديم
يعتبر المدربان الشابان ليوناردو جارديم وتوماس توخيل، أبرز المطلوبين لتدريب كبار أندية أوروبا اعتبارًا من الموسم القادم، بسبب نجاحهما في قيادة فريقيهما للمنافسة محليًا وقاريًا، بالاعتماد على مجموعةٍ من الأسماء الشابة الواعدة، التي أحسنا توظيفها ضمن خطط اللعب بالشكل الأمثل.
يعتمد مدربا دورتموند وموناكو على مجموعةٍ من الأسماء الشابة الواعدة
فقد نجح البرتغالي جارديم في تحويل موناكو إلى قوةٍ هجوميةٍ كبرى على مستوى فرنسا وأوروبا، بالاعتماد على خطة 4-4-2 التقليدية، حيث يلعب الرباعي سيديبي وجليك وجيمرسون وميندي في الخط الخلفي أمام الحارس المخضرم سوبازيتش، فيما يشارك الثنائي فابينيو وباكايوكو عادةً في الارتكاز، ولكن غياب الثاني بسبب تراكم الإنذارات سيضطر المدرب للدفع بالمخضرم كوتينهو لتعويضه، فيما يستمر المتألقان ليمار وبرناردو سيلفا باللعب على الجناحين، ومن أمامهما الثنائي الخطير فالكاو ومبابي.
توزعٌ قابلٌ للتغيير من دورتموند – باللون الأصفر – وثابت من موناكو
وبدوره، لا يعتمد مدرب الفريق الأصفر الألماني توخيل على خطةٍ ثابتة، ويلجأ للتغيير المستمر وخاصةً على صعيد خطي الدفاع والوسط، ولكن مبارياته الأخيرة تُنبئ بأنه سيبدأ المباراة بخطة 3-4-3، بالاعتماد على ثلاثي دفاعي ثابت أمام حارس المرمى بوركي، يتكون من سوكراتيس وبارترا وجينتر، ومن أمامهم لاعبا ارتكازٍ هما فيجل وكاسترو، وظهيران متقدمان هما بيشنيك وشميلزر، فيما سيتكون الخط الأمامي من الجناحين الواعدين عصمان ديمبلي وبوليزيتش، الذين سيعوضان غياب الثنائي المصاب رويس وشورلة، فيما ستوكل مهمة رأس الحربة كالعادة للهداف أوباميانغ.
بايرن ميونيخ – ريال مدريد
مواجهة المدربين: كارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان
مواجهة الأستاذ أنشيلوتي وتلميذه زيدان، هي أبرز معالم مواجهة العملاقين، التي تعد تكرارًا لمواجهتهما في نصف نهائي المسابقة عام 2014، حين اكتسح الريال بقيادة أنشيلوتي، نظيره البافاري بقيادة غوارديولا، بـ5 أهدافٍ نظيفةٍ في مجموع المباراتين، في الموسم الذي انتهى بتتويج الملكي باللقب الأوروبي، وهو ما يسعى لتحقيقه للمرة الثالثة خلال 4 أعوام، معتمدًا على الأسطورة الفرنسية زيدان، الذي كان مساعدًا لأنشيلوتي إبان تدريبه للملكي.
مواجهة الأستاذ أنشيلوتي وتلميذه زيدان، أبرز معالم مباراة العملاقين بايرن ميونيخ وريال مدريد
وقد حافظ زيزو على إرث أستاذه التكتيكي، المتمثل بخطة 4-3-3 التي تضمن التوازن بين الدفاع والهجوم، والتي يتشارك فيها الفريقان ويندر أن يحيدا عنها، حيث يتكون خط دفاع الميرينغي من الرباعي كارباخال وراموس وفاران ومارسيلو، أمام حارس المرمى نافاس، مع احتمال مشاركة ناتشو في القلب إذا تأخرت عودة فاران من إصابته، وفي الوسط الدفاعي يلعب كاسيميرو، ومن أمامه كروس ومودريتش، مع إمكانية إشراك الفنان إيسكو عوضًا عن أحدهما، فيما تبقى كراسي خط المقدمة محجوزةً لثلاثي BBC: رونالدو وبيل وبنزيمة.
مخططٌ يظهر توزع لاعبي الفريقين المتشابه نسبيًا – ريال مدريد باللون الأبيض
أما العملاق البافاري، فيدخل المباراة بصفوفٍ مكتملةٍ مع عودة الحارس العملاق نوير من إصابته، ليلعب خلف الرباعي الدفاعي الثابت المكون من: لام وخافي مارتينيز وهوميلز وألابا، ومن أمامهم يشغل المخضرم تشابي ألونسو مركز الوسط الدفاعي، خلف المتألقين أرتورو فيدال وتياغو ألكانتارا، فيما يقود الجناح الهولندي الرائع روبين خط المقدمة، ومعه كل من المخضرم ريبيري أو الشاب دوغلاس كوستا على الجهة اليسرى، والهداف ليفاندوفسكي في مركز رأس الحربة.
أتلتيكو مدريد – ليستر سيتي
مواجهة المدربين: دييغو سيميوني وكريغ شكسبير
يعتبر المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، أشهر من ينتهج الطرق الدفاعية في العالم حاليًا، ويعتمد سيميوني – الذي يُدرب أتلتيكو مدريد للموسم السادس تواليًا – في رسمه التكتيكي، على خطة 4-4-2 التقليدية، التي يطبقها مجموعةٌ من اللاعبين الأقوياء بدنيًا، حيث يلعب الرباعي خوان فران وغودين وسافيتش وفيليبي لويس في الخط الخلفي أمام الحارس الممتاز أوبلاك، ومن أمامهم يتمركز ثنائي ارتكازٍ ثابتٍ مكونٍ من غابي وكوكي، فيما يلعب ساول وكاراسكو على الطرفين، لدعم المهاجمين المتحركين غريزمان وتوريس، الذي سيعوض غياب غاميرو للإصابة.
مدربا أتلتيكو مدريد وليستر سيتي ينتهجان طرقًا دفاعية
أما خصمه الإنجليزي المغمور على الساحة الأوروبية، فيقوده المدرب المحلي كريغ شكسبير، الذي خلف الإيطالي كلاوديو رانييري في تدريب الفريق، اعتبارًا من 12 من مارس الماضي، واستطاع إحداث ثورةٍ إيجابيةٍ في الفريق، فتجاوز خصمه إشبيلية أوروبيًا، وابتعد عن مناطق الهبوط محليًا، رغم أنه لم يغير كثيرًا في نهج الفريق التكتيكي، الذي حقق من خلاله المعجزة، بفوزه بلقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي.
خطتان متشابهتان واختلاف في تمركز المهاجمين – ليستر باللون الأزرق
إذ يعتمد على خطة 4-4-2، مع وجود الرباعي المتجانس سيمبسون وهوث ومورغان وفوتجس، أمام الحارس الممتاز غاسبر شمايكل، ومن أمامهم ثنائي ارتكازٍ مكون من نديدي ودرينكوتر، فيما ينشط الجزائري الفذ رياض محرز على الرواق الأيمن، وألبرايتون على الرواق الأيسر، تاركين مركز رأس الحربة للهداف فاردي، ومن ورائه الياباني المهاري أوكازاكي، مع إمكانية الدفع بالمهاجم الجزائري إسلام سليماني لتعويضه في أية لحظة.