خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر المؤسسة الألمانية للسياسة الخارجية، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه بالإضافة إلى التزام تركيا بالمضي في “إصلاحاتها بطريقة دائمة”، فإنها تنتظر من “ألمانيا أن تدعمها على الطريق الذي يؤدي إلى الاتحاد الأوروبي وحول عملية الانضمام”، كما أنها تأمل في أن تكون تحركات ألمانيا في هذا الإطار “أقوى من السابق”.
وأضاف أردوغان الذي أدى زيارة رسمية إلى ألمانيا التقى خلالها برئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل، أن “تركيا ليست وحدها التي تحتاج الاتحاد الأوروبي بل أيضا الاتحاد الأوروبي يحتاج تركيا”، مشيرا إلى أن “الاقتصاد التركي نما باستمرار خلال الأعوام الماضية، كما تضاعف الدخل القومي ومعدلات التصدير وتراجعت البطالة”.
وقال أردوغان أنه ليس من الممكن “تشكيل القرن الحادي والعشرين بدون تركيا”، وأن لتركيا تواجدا كبيرا داخل أوروبا عبر الجالية التركية التي تقدر بثلاثة مليون في المانيا فقط. وقال: “مع الجيل الثاني والجيل الثالث والجيل الرابع، أصبح المواطنون من أصل تركي مكونا مهما في المجتمع الألماني، هذه فرصة يتعين الاستفادة منها”.
ويذكر أن الحزب الاجتماعي المسيحي الذي ترأسه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل متردد إزاء فكرة انضمام تركيا كعضو كامل العضوية إلى الاتحاد الأوروبي. وهو ما عبرت عنه ميركل بقولها أنها “بصفة شخصية مشككة جدا” حيال هذا الموضوع. وأضافت “لكن هذا الأمر يجب الا يقلقنا على المدى الطويل” مذكرة بالموقف الرسمي للحكومة الألمانية التي شكلتها مع الاشتراكيين الديمقراطيين الأكثر انفتاحا إزاء منح أنقرة عضوية كاملة. وقالت إن “مفاوضات انضمام تركيا هي عملية نتيجتها مفتوحة، وليست خاضعة لحدود زمنية”.
مع العلم أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وألمانيا ارتفع خلال السنوات العشر الأخيرة بنسبة 80% ويقدر الآن ب38 مليار دولار. وتشير الأرقام الصادرة عن هيئة الاحصاءات التركية، وصندوق النقد الدولي -حسب وكالة الأناضول- أن ألمانيا تعد الوجهة الأولى للصادرات التركية، وهي الثالثة في ترتيب الدول التي تستورد منها، كما يقدر عدد السياح الألمان الذين زاروا تركيا خلال السنة الماضية بحوالي 5 مليون سائح.
وخلال كلمة ألقاها أردوغان في فعالية باسم “مقابلة برلين” نظمها اتحاد الديمقراطيين الأتراك في أوروبا، ندد أردوغان بالموقف الأوروبي من ملف اللاجئين السوريين قائلا: “إن الأمم المتحدة الآن تطلب من أوروبا استقبال 30 ألف سوري على أراضيها، بينما أوروبا ترفض لرغبتها في استقبال 18 ألفاً فقط، أما تركيا فتستضيف على أراضيها 700 الف سوري، بدافع ضميرها الإنساني الذي يحتم علينا أن نستضيف أخوتنا وأشقائنا”.
وعند حديثه عن قضايا الفساد التي أثيرت في 17 ديسمبر الماضي قال أردوغان: “إن تركيا في أيدي أمينة، وتنعم بالأمان، وهى ماضية نحو النمو الاقتصادي، وستضفي على استقرارها استقرارا، وتركيا اليوم تسير بخطى ثابتة نحو مسقبل واعد من خلال تعضيد أواصر الأخوة بين أبنائها”.