أحرار العالم يتضامنون مع غزة

ما إن قصف كيان الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني، مخلفًا نحو 500 شهيد بينهم أطفال ومرضى وأطباء وممرضون ومئات الجرحى، حتى بدأت آلته الإعلامية كعادتها في توجيه الاتهامات للمقاومة الفلسطينية، وتحميلها مسؤولية هذه الجريمة الشنيعة بحقّ الإنسانية.

ظلت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية تردد هذه الاتهامات لشيطنة المقاومة، وإبعاد التهم عن جيش الاحتلال وإظهاره في ثوب المدافع عن نفسه، حتى يبرر الاستهداف المتواصل لقطاع غزة بمن فيها، ويشكَّل الرأي العام الدولي وفق ما يخدم مصالحه.

لكن الظاهر أن البروباغندا الإعلامية الإسرائيلية بمعية حلفائها الغرب لم تنجح في مسعاها، فشعوب العالم الحرة التي نشأت على أكاذيب الاحتلال المتواصلة متفطّنة لألاعيب هذا الكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية، وهو ما يفسّر الهبّة الشعبية الكبيرة في مختلف أنحاء العالم، نصرة لفلسطين وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

فلسطين تعيد الحياة لميدان التحرير

نادت المقاومة بالنفير، فلبّى الأحرار النداء وخرجوا بمئات الآلاف إلى الشوارع دعمًا لها وتنديدًا بالغطرسة الإسرائيلية، ففي مصر خرجت مظاهرات حاشدة ونظمت وقفات في عدة مدن، في مقدمتها القاهرة والإسكندرية، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والمجازر المرتكبة فيه.

وتوافدت أعداد كبيرة من المصريين لميدان التحرير لأول مرة منذ سنوات، وسط محاولات قوات الأمن المنتشرة هناك منع المتظاهرين من الدخول إلى الميدان.

وردد المتظاهرون هتافات “فلسطين عربية رغم أنف الصهيوني”ة، و”مظاهرات بجد مش تفويض لحد”، “لا نقب ولا سيناء فلسطين كاملة لنا”، في إشارة إلى تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول رفضه توطين أهالي قطاع غزة في سيناء، وحديثه عن إمكانية نقلهم إلى صحراء النقب ودفعه بالمتظاهرين إلى الشوارع إن أراد.

وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة للقضية الفلسطينية وللمقاومة، منها “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، “اضرب اضرب تل أبيب”، “على الأقصى رايحين شهداء بالملايين”، “خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود.”

الدوحة

بدورها عرفت العاصمة القطرية الدوحة مظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة تضامنًا مع الفلسطينيين، وشارك في المظاهرات القطريون والمقيمون دعمًا لغزة وفق فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت الفيديوهات والصور المتداولة احتشاد مواطنين وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، ويرددون شعارات دعم لفلسطين.

وأمس الخميس أكّد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على موقف الدوحة الثابت من إدانة كافة أشكال استهداف المدنيين، وضرورة بذل الجهود لخفض التصعيد وتجنيب المدنيين تبعات القتال، وفتح الممرات الآمنة في غزة للإغاثة والجهود الإنسانية، وضمان عدم اتساع رقعة العنف إقليميًّا.

مظاهرات حاشدة في الدوحة اليوم تضامًنا مع غزة

الأردنيون ينتفضون

تواصلت المظاهرات الاحتجاجية اليوم الجمعة ضد العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة في الأردن، إذ واصل المواطنون التعبير عن تضامنهم مع قطاع غزة والتنديد بالهجمات الإسرائيلية عليه، من خلال وقفات شعبية شهدتها العديد من محافظات المملكة.

وحالت الحواجز الأمنية المنتشرة بكثافة المتظاهرين من الوصول إلى الحدود الفلسطينية، وكانت مديرية الأمن العام الأردنية قد قررت عدم السماح بأي تجمعات احتجاجية على المناطق الحدودية، وتشهد محافظات الأردن المختلفة منذ نحو أسبوعَين تظاهرات شعبية تندد بالهجمات الإسرائيلية على غزة وتدعم المقاومة الفلسطينية.

وأدى الأردنيون في عموم مساجد المملكة صلاة الغائب على ضحايا قطاع غزة، بناء على دعوة سابقة عمّمتها وزارة الأوقاف، فيما تركزت الخُطَب على قطاع غزة، والدعاء لنصرة المقاومة في وجه المحتل الإسرائيلي.

شارك آلاف الأردنيين، الجمعة، في فعاليات تضامنية مع غزة، بالتزامن مع مرور نحو أسبوعين على بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع. ( Laith Al-jnaidi – وكالة الأناضول )

عُمان

شهدت سلطة عُمان بدورها خروج المئات من المتظاهرين في مسيرات لدعم المقاومة الفلسطينية، وتنديدًا بجرائم الاحتلال الصهيوني بحقّ أهلنا في فلسطين المحتلة، وردد المتظاهرون شعارات داعمة للمقاومة على غرار “بالروح والدم نفديك يا أقصى” وحملوا الأعلام الفلسطينية.

لبنان والعراق

أما في لبنان، فقد نظّم المئات من اللبنانيين مسيرة تضامنية مع فلسطين في ميناء صيدا جنوبي لبنان، كما تظاهر المئات في وسط بيروت، ونُظّمت أيضًا تظاهرات في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان.

كما خرجت مسيرات كبرى داعمة لفلسطين في كافة محافظات العراق بالتزامن مع صلاة الجمعة كان أبرزها في بغداد، ورفع المتظاهرون الأعلام العراقية والفلسطينية، مرددين عبارة “كلا… كلا… للاحتلال” و”كلا… كلا… أمريكا”، فيما رُسم علم إسرائيلي ضخم على الأرض ليدوس عليه المتظاهرون.

سوريا

أما في سوريا نظمت مظاهرات حاشدة في عدة مدن وبلدات بريفي حلب وإدلب شمال غرب البلاد، وخرج المتظاهرون نصرة للمقاومة الفلسطينية وأهلنا في غزة، وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية المرتكبة بحق المدنيين في كامل الأراضي المحتلة.

 

وشهدت بعض مناطق الشمال السوري، الجمعة، أداء صلاة الغائب على الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.

واجتمع قادة العشائر المنضوية تحت مجلس القبائل والعشائر السورية، وأعضاء العشائر وزعمائها، في ديوان العشائر بمدينة اعزاز بريف حلب، شمال غربي سوريا.

إيران

وفي إيران، شهدت مدن إيرانية مختلفة، مسيرات حاشدة عقب صلاة الجمعة، دعما للفلسطينيين وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وردد متظاهرون هتافات ضد الكيان الإسرائيلي وأميركا رافعين العلم الفلسطيني، كما نظم العشرات موكبا بالسيارات تجاه معبر خسروي الحدودي مع العراق غربي البلاد، كأقرب نقطة حدودية رسمية من فلسطين.

موريتانيا والصومال

وفي موريتانيا شارك المئات في احتجاجات متزامنة أمام سفارات الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، ومقر بعثة الأمم المتحدة بالعاصمة نواكشوط، رفضا للحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ أسبوعين.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وهتفوا مطالبين بوقف “المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة”، وسلم المتظاهرون رسائل لسفارات الدول طالبوا فيها بـ”وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والسماح بإيصال المساعدات للقطاع المحاصر”، وفقا لمراسل الأناضول.

فيما نظمت هيئة علماء الصومال وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في العاصمة مقديشو، حيث شارك فيها العشرات وعبروا فيها عن دعمهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه عدوانا إسرائيليا وحشيا.

تونس

وفي تونس تجمع الآلاف أمام سفارتي فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، دعما للمقاومة الفلسطينية وتنديدا بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حقّ الفلسطينيين من قصف وتهجير واعتقالات، وتنديدا بدعم الغربي للكيان المحتل.

كما نفذ قضاة تونس، “يوم غضب وطني” في كافة المحاكم، احتجاجًا على “الجرائم الإسرائيلية” في قطاع غزة، ورفع المحتجّون شعارات مساندة للقضية الفلسطينية، أبرزها: “يا شهيد ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح”، و”فلسطين عربية.. لا تنازل عن القضية”، و”مقاومة مقاومة.. لا صلح لا مساومة”.

صلاة الغائب في الهند

أما في الهند، فقد أدى المئات من مسلمين البلاد صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة عقب صلاة الجمعة في مسجد دلهي، وقبل ذلك أكد ناريندرا مودى، رئيس وزراء الهند أن بلاده ستواصل إرسال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

الأرجنتين والإكوادور

شهدت كل من الأرجنتين والإكوادور مظاهرات شعبية احتجاجًا على الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، ورفع المشاركون في مظاهرة العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس شعارات داعمة للفلسطينيين، كما الأعلام الفلسطينية ولافتات تحمل عبارات “فلسطين حرة” و”إبادة جماعية”.

أما في كيتو عاصمة الإكوادور، سار المتظاهرون نحو السفارة الإسرائيلية، وحرقوا العلم الأمريكي، وأبدوا غضبهم من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وردد المتظاهرون هتافات “فلسطين حرة” و”لتعد الإمبريالية لموطنها”، وطالب المتظاهرون بوقف القصف الإسرائيلي على الأحياء السكنية في قطاع غزة.

شهدت كل من الأرجنتين والإكوادور مظاهرتين شعبيتين داعمتين لفلسطين(Pablo Barrera – وكالة الأناضول)

ماليزيا وتركيا

وفي ماليزيا توجّه العشرات نحو السفارة الأمريكية في العاصمة كوالالمبور احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي على غزة، على وقع هتافات نصرة للأقصى ولفلسطين، وتأتي هذه المظاهرة استجابة لنداء المقاومة الفلسطينية بالنفير اليوم الجمعة.

وسبق أن أكد رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، وقوف بلاده إلى جانب الفلسطينيين، وقبل أيام قال إبراهيم إن بلاده لا تتفق مع الضغط الغربي للتنديد بحركة حماس، مشيرًا إلى أن دولًا غربية وأوروبية طلبت مرارًا من ماليزيا في اجتماعات التنديد بالحركة من دون تقديم تفاصيل، وتعتبر ماليزيا من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، كما أنها لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”.

وفي تركيا، شهدت شوارع إسطنبول مسيرة حاشدة دعمًا للفلسطينيين، وقبل ذلك طالب كيان الاحتلال الإسرائيلي من مواطنيه مغادرة تركيا في أسرع وقت ممكن بعد مظاهرات غاضبة أمام السفارة الإسرائيلية في أنقرة عقب مجزرة مستشفى المعمداني، ورفعت القنصلية الإسرائيلية في أنقرة حالة التأهُّب الأمني للإسرائيليين في تركيا إلى أعلى مستوى.

تأتي هذه التحركات الشعبية الحاشدة بعد أن دعا الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، في خطاب مصور ليلة أمس، “الجماهير العربية والإسلامية في كل مكان إلى أن تدافع عن كرامتها وأقصاها، وأن تحتشد وتزحف نحو فلسطين”، مشددًا على أن “الاحتلال اليوم في أسوأ حالاته منذ 75 عامًا”.