في الوقت الذي تسعى فيه عديد الدول إلى مزيد التضييق على نظام الأسد وحشره في الزاوية، نتيجة الأعمال الإرهابية التي ما فتئ يقوم بها، وأخرها مجزرة بلدة “خان شيخون” التي راح ضحيتها عشرات المدنيين نتيجة قصفهم بأسلحة كيميائية، تعمل أطراف تونسية رسمية على إعادة علاقات بلادهم مع نظام بشّار الأسد.
لائحة تطالب بعودة العلاقات
تقدّمت كتل الحرة لمشروع تونس (21 مقعدا في البرلمان من أصل 217)، والجبهة الشعبية (15 مقعدا)، والاتحاد الوطني الحر (11 مقعدا)، وآفاق تونس ونداء التونسيين بالخارج (10 مقاعد)، في البرلمان التونسي، أمس الخميس، بمشروع لائحة تطالب بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا إلى مكتب البرلمان لإحالته إلى جلسة عامة للتصويت عليه.
شدّدت اللائحة على “أهمية التعاون بين مؤسسات البلدين في الحرب ضد الإرهاب
ويتضمن مشروع اللائحة المقدّم موقف الكتل الأربع مسألة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، وورد في المشروع أن المبادرة جاءت “بناء على أن تونس عضو في جامعة الدول العربية، وعلى ما أعلنه رئيس الجمهورية، أثناء حملة الانتخابات الرئاسية من وعد بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، إصلاحا لخطأ قطعها من قبل الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي”. وشدّدت اللائحة على “أهمية التعاون بين مؤسسات البلدين في الحرب ضد الإرهاب والتوقي من مخاطره، وفي غير ذلك من المجالات”.
لقاء بشار الأسد مع وفد تونسي
وحاليا تقتصر التمثيلية الدبلوماسية التونسية في سوريا على مستوى القنصل العام، حيث شرعت تونس في رفع التجميد عن التمثيل الدبلوماسي في سوريا بعد فوز حزب حركة نداء تونس بانتخابات 2014. وكان وزير الخارجية السابق الطيب البكوش أعلن بعد تلك الانتخابات عودة القنصل العام بسوريا لخدمة الجالية التونسية، بعد أن قامت تونس بقطع العلاقات وطرد السفير السوري في بلادها في فبراير عام 2012 خلال فترة حكم الرئيس السابق منصف المرزوقي، وأعلنت تونس فى فبراير 2012 طرد السفير السوري احتجاجا على القمع الدامي الذي مارسه نظام الرئيس بشار الاسد بحق معارضيه مع بداية النزاع.
السبسي لا يمانع بشرط…
خطوة سبقها، إعلان الرئيس الباجي قائد السبسي في الرابع من الشهر الحالي، أن “لا مانع جوهريا” لإعادة العلاقات مع سوريا إلى “مستواها الطبيعي”، رابطًا هذا الامر بـ “استقرار الوضع” في هذا البلد. وأدلى السبسي بهذه التصريحات خلال لقائه نوابا تونسيين زاروا سوريا أخيرا حيث التقوا مسؤولين سوريين فى مقدمهم الرئيس الأسد.
الرئيس السبسي يلتقي الوفد الذي زار سوريا
وسبق أن قام سبعة أعضاء من البرلمان التونسي بزيارة سوريا، خلال شهر مارس الماضي، بهدف إعادة العلاقات مع دمشق، وللتقصي في قضية شبكات تهريب الشباب التونسي إلى بؤر القتال، كما التقى الرئيس التونسي في الرابع من أبريل الجاري عددًا من ممثلي الوفد بعد عودتهم.
ودعت الخارجية التونسية، مؤخرا، ضرورة توحيد الجهود الدولية وتكثيفها للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية في أسرع وقت بما يمكن من إنهاء معاناة الشعب السوري واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
انتقادات كبيرة
الخطوات والتصريحات الداعية إلى عودة العلاقات التونسية السورية، لاقت نقدا كبيرا في تونس، داخل الأوساط الحزبية أو الشعبية على حدّ السواء، واعتبر عدد كبير من التونسيين أن الزيارة التي أدّاها الوفد التونسي لسوريا، قد أساءت للبلاد التي كانت مهد ثورات الربيع العربي ولشعبها المدافع عن حق الشعوب في الحرية.
فيما ندى أخرون بضرورة محاسبة الوفد، خاصة وأنه ينتمي إلى مؤسسة سيادية في البلاد، وقام بزيارة دون التنسيق مع سلطات البلاد، تتنزّل في إطار محاولات النظام السوري فكّ العزلة عليه.