” لقد قمنا بإزالة هذا المحتوى من فيسبوك لأنه ينتهك معايير الجودة” ، بهذه العبارة استقبلت عشرات الصفحات السورية المعارضة للنظام والناشطة في العمل الثوري قرار موقع التواصل الاجتماعي فيسببوك حجب صفحاتهم أو بعضاً من محتوايتها في الأيام الأخير لتختفي تماماً من الموقع دون الرجوع إلى أصحابها.
احدى المنشورات التي قام فيسبوك بحذفها رغم عدم مخالفتها للقوانين
كثير من القائمين على هذه الصفحات من النشطاء استقبلوا قرارات الحجب باستغراب شديد، فمعظم المحتويات التي كان يتذرع بها فيسبوك لحجب المحتوى لم تكن مخالفة للقوانين أو المعايير التي يضعها فيسبوك للنشر.
أحمد، وهو أحد النشطاء من حمص يقول أن صفحته التي يتجاوز عدد المعجبين بها 40 ألفاً اختفت من الفيسبوك بسبب منشور لأحد الشهداء ومنشور آخر يدعم فيه الجيش الحر، الأمر الذي يقول عنه ليس مخالفاً للمعايير التي قرأها أكثر من مرة.
ثم يضيف: “الصفحات لم تغلق بسبب مخالفة المعايير المكتوبة لفيسبوك، وانما بسبب التبليغات التي يقوم بها التابعون لنظام بشار الأسد بين الفترة والأخرى”.
ويحق لأي مستخدم لفيسبوك الإبلاغ عن أي محتوى يظن أنه مخالفاً للمعايير أو منتهكاً للخصوصية ليقوم الفيسبوك بحذف المحتوى أو الصفحة ، وأحياناً دون سابق إنذار.
ويؤمن النشطاء بأن ثمة مجموعات تابعة بشكل مباشر للرئيس السوري بشار الأسد بعمل منظم بالإبلاغ عن صفحات المعارضة وإغلاقها بشكل دوريّ، في الوقت الذي لا تكشف الفيسبوك عن أي معلومات عن هذه المجموعات.
الناشط السوري والخبير بالأمن الرقمي دلشاد عثمان المقيم في واشنطن يقول : ” أنا ألوم فيسبوك 100 % ، في البداية فتحوا المجال للجميع لاستخدام الموقع ثم الآن يقومون بإغلاق الصفحات .. فيسبوك كان فخاً بالنسبة لنا – يقصد النشطاء – “.
ريتشارد الان ، مدير سياسات فيسبوك لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا يعترف أن النظام ليس مثالياً وقد يحدث دائماً الخطأ البشري في هذه الحالات من الإبلاغ عن الصفحات مشيراً إلى أن فريقه يتعامل مع نوع من أنواع الصراع الذي لم يسبق له مثيل ، ثم يضيف : ” في حالة سوريا ، هناك بعض الحالات التي من الصعب أن نعرف الحق فيها “.